لم يكن حدث تعيين حكومة عبد الإله ابن كيران في نسختها الثانية مساء الخميس الماضي ليمر مرور الكرام على رواد مواقع التواصل الاجتماعي. فبموازاة التحليلات السياسية التي قام بها متتبعون ومتخصصون ، رافق الفيسبوكيون والمغردون هذا الحدث بحملة من التعاليق التي طبعتها السخرية من الحدث ككل، بدءا بالتخلي عن سعد الدين العثماني كوزير للشؤون الخارجية والتعاون ليعوضه رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار الذي قال فيه بنكيران "مالم يقله مالك في الخمر" مرورا بالزيادة في عدد الوزراء التي علق عليها البعض بأنها أمر يستدعي أن يغير بنكيران لقبه ليصبح "بنزيدان" بسبب اعتياده على الزيادة. الزيادة في عدد الوزراء كانت موضوعا للعديد من النكت من بينها ما نشره أحد الفيسبوكيين عن كون الوزراء سيعانون الاكتظاظ في المجالس الحكومية المقبلة ما يستدعي تنظيمهم على الشكل التالي"3فالطاولة، لقصار القدام والطوال اللور". اقتطاع المجتمع المدني من وزارة الحبيب الشوباني والحريات العامة من وزارة مصطفى الرميد أثار بدوره الاستغراب لدرجة أن البعض اقترحوا تساؤلات افتراضية للوزيرين عن سبب بتر جزء من تخصص وزارتيهما كالرميد الذي صرخ "أين حرياتي؟" ليرد عليه مدير موقع "لكم" علي أنوزلا من غياهب السجن "أقولك وما تزعلش؟". تقاسم بعض الوزراء للمهام فيما بينهم في إطار الوزارات المنتدبة بدوره كان موضوعا للسخرية حيث تساءل بعض المغردين عن "سبب عدم تعيين وزير منتدب لدى رئيس الحكومة يكون مكلفا برئاسة الحكومة" في حين أنشأ عدد من الفيسبوكيين حكومة "مطبخ" على غرار حكومة بنكيران تتعدد فيها الوزارات التي تتقاسم مهاما صغيرة فتضمنت الحكومة المقترحة "وزير الشفنج والسفة والمسمن، وزير زعلوك والبقولة والبيصارة، وزير الكوكوت والمقلة ديال المسمن، وزير الكولا سبيسيال كاوكاو، والزريعة، وزيرة چاڤيل والتيد والبانيو ديال الترقاد، وزير الصندالة ديال التسياق والصندالة دالخروج والصندالة دالصبع، وزير الحكة والڭزيمة وبوزلوم وآلام الضهر والمفاصل، وزير حبة حلاوة والجنجلان وقعقلة وبسيبيسة، وزيرة منتدبة لدى وزير حبة حلاوة والجنجلان مكلفة بقعقلة وبسيبيسة". التغريدات و"البوستات" الكوميدية على "فيسبوك" و"تويتر" كشفت تفوق عدد من المواهب الدفينة لرواد تلك المواقع على أشهر الكوميديين، حيث أبدع الكثيرون صورا مركبة وتعاليق وحوارات افتراضية تهم هذا الحدث الذي أظهر أن بعض المواقف والظروف الصعبة أو الحساسة لا تحد بالضرورة من خفة الدم والقدرة على التنكيت بل قد تكون دافعا لهما بشكل أكبر.