أثارت التصريحات الصادرة عن وزير الدولة، عبد الله باها، ووزير الشؤون الاقتصادية والحكامة، نجيب بوليف، حول احتمال إقدام الحكومة على الرفع من أسعار مجموعة من المواد المدعمة، استياء في صفوف مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، سيما «تويتر» و»فيسبوك»، حيث عجت هذه الشبكات بتعاليق والردود التي تنتقد هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر، وتوجه اللوم لحكومة بنكيران التي لم تف بانتظارات المواطنين ولم تضع في اعتبارها الحفاظ على قدرتهم الشرائية. وإن كانت موجة غضب الفيسبوكيين المغاربة قد تجلت في التعاليق الكثيرة، إلا أن هناك مجموعة من الصفحات على ذات الشبكة اختارت طرقها الخاصة في التعبير عن رأيها إزاء احتمالات الزيادة في الأسعار، طرق لا تخلو من الإبداع ومن النقد اللاذع الموجه لحكومة بنكيران. وكما يظهر في هذه الصور، التي تداولتها صفحات مغربية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من قبيل صفحات (Maroc Insolite)، (Bouzebal) و(E-Maroketing)، التي يتابعها حوالي مليون و250 ألف من مستخدمي الفيسبوك المغاربة، فإن القاسم المشترك بينها هو انتقاد الطريقة التي تعتمدها الحكومة لإصلاح صندوق المقاصة، والتهكم على قرارات الزيادة التي ستدفع البعض يفكر في طرق بديلة لضمان لقمة العيش، حيث قد يؤدي ذلك إلى استفحال الجريمة. وبلغت السخرية من الوضعية المستقبلية درجة جعلت البعض يفكر في أن توفير قنينة الغاز سيصبح من الكماليات التي تجعل المواطنين يهدونها لبعضهم في المناسبات. كما أن هناك من استغل الفرصة للتذكير بالانقطاعات المتكررة في الإنترنت، حيث وضعوا مقاربة بينها ارتفاع الأسعار وانخفاض صبيب الإنترنت. للإشارة، فإن عبد الله باها ونجيب بوليف كانا قد أدليا خلال اليوم الدراسي حول إصلاح المقاصة،الذي نظمته فرق الأغلبية الأسبوع الماضي، بتصريحات لم تستبعد احتمال لجوء الحكومة إلى الزيادة مرة أخرى في سعر المحروقات إذا تجاوز سعر البرميل سقف 120 دولارا كأحد السيناريوهات المطروحة أمام الحكومة، حيث أوضح بوليف أن تحرير جميع المواد المدعمة لن يكلف الأسر المغربية أكثر من 600 درهم شهريا، سيتم تداركها من خلال توزيع الدعم الذي قال إنه سيمس حوالي 3.5 مليون أسرة مغربية. بينما أكد وزير الدولة عبد الله باها في مداخلته بأن خمس المغاربة الميسورين يستحوذون على 43 في المائة من نفقات الدولة الموجهة الى صندوق المقاصة، بينما لا يستفيد الفقراء سوى من 9 في المائة.