قررت المجموعة الفرنسية «أورانج»، التي يرأسها «ستيفان ريشار»، زيادة حصتها في شركة «ميديتل»، وبالتالي السيطرة على أغلبية أسهم ثاني فاعل للاتصالات بالمغرب، بعدما استحوذت قبل 5 سنوات على 40 في المائة من الشركة بمبلغ 640 مليون أورو (7 ملايير درهم). وكتبت جريدة «ليكسبريس» الفرنسية، في مقال لها صدر يوم الجمعة المنصرم، أن هذه الصفقة ستسمح للمجموعة بتوطيد نتائج الفاعل الثاني للاتصالات من أجل منافسة «وانا كوربوريت»، أو ما يطلق عليها بشركة «إينوي»، بالإضافة إلى إعادة تسمية الشركة من «ميديتل» إلى «أورانج المغرب». وأوضح ريشار أن «العلاقات الدبلوماسية الباردة بين المغرب وفرنسا هي التي عرقلت عملية الاستحواذ، لكن حاليا سيتم تسريع العملية». وزاد المصدر ذاته أنه تم تعيين خبير مالي في 19 يناير المنصرم لتقييم الشركة ومبلغ الصفقة، ففي آخر دجنبر المنصرم قدرت «أورانج» في بياناتها المالية قيمة ال40 في المائة التي تملكها ب«ميديتل» بحوالي 320 مليون أورو (3.5 مليار درهم)، وبناء على هذا الرقم ينبغي أن تدفع المجموعة الفرنسية حوالي 72 مليون أورو (790 مليون درهم) للسيطرة على المشغل الثاني للاتصالات المتنقلة في المملكة. وأضاف المصدر نفسه أن الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات الوطنية (ANRT)من المنتظر أن تعطي قريبا الضوء الأخضر للتأشير على هذه العملية. وكانت «فرانس تليكوم»، وهي تسمية المجموعة الفرنسية للاتصالات قبل أن تغيرها سنة 2013 لتصبح «أورانج»، قد أبرمت صفقة شراء حصة 40 في المائة في شركة ميديتل خلال سنة 2010، في إطار خطتها للاستفادة من نمو الأسواق الناشئة. وقال ستيفان ريشار، الرئيس التنفيذي لفرانس تليكوم، في مؤتمر صحافي بالرباط لإعلان الصفقة آنذاك: «إنه يعتزم زيادة حصة الشركة في ميديتل إلى 49 في المائة خلال الخمس سنوات المقبلة»، وهو ما سيتحقق قريبا خلال هذه السنة، بحسب المسؤول نفسه. فرانس تليكوم، التي كانت تعتبر ثالث أكبر شركة للاتصالات في أوروبا، هدفت من خلال ولوجها إلى السوق المغربية البحث عن فرص في الأسواق الناشئة كوسيلة لتعويض تراجع الطلب واحتدام المنافسة في أوروبا. وهو ما أشار إليه آنذاك ريشار «أن الاستحواذ أول خطوة ملموسة في سعي فرانس تليكوم للنمو خارج أوروبا». ريشار صرح قبل 5 سنوات أن «إحدى خططنا لميديتل هو إدراجها في بورصة (الدارالبيضاء) في 2011، والتي تتوقف تفاصيلها على المساهمين المغاربة.» لكن يبدو أن هذه الخطة قد تم تأجيلها إلى أجل لم يفصح عنه بعد مسؤولو «ميديتل». وعن سبب اختيار فاعل فرنسي عوض شركات عدة وضعت ملفاتها للظفر بصفقة «ميديتل»، صرح مسؤولو الشركة أن «المعايير المالية والاستراتيجية» رجحت كفة عملاق القطاع في فرنسا «فرانس تيليكوم» للفوز بصفقة الاستحواذ على 40% من أسهم الشركة المغربية. يشار إلى أن مساهمي «ميديتل» أجروا مفاوضات مع عدة شركات عربية وأوروبية لبيع حصة من الشركة، لكن خبرة الشركة الفرنسية وانتشارها في أسواق عالمية دعم ملفها.