خصص رواق الجالية المغربية المقيمة في الخارج، مساء اليوم الأربعاء، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، جلسة حوارية مع نخبة من الأساتذة المغاربة الجامعيين في أوروبا من اجل مناقشة موضوع " الإسلام والمسلمون: الرهانات والتحديات الهوياتية". وفي هذا السياق، دعا طارق أوربو، عميد وإمام مسجد بوردو الضرورة التركيز على روح القرآن للتعريف بالإسلام، معتبرا أن الخطاب الديني يجب أن يترك للأشخاص حرية تركيب هويتهم، حيث أن هوية الانسان لا يمكن تحديدها "أعدوا الى تغيير المنظومة العقائدية التي تمنع المسلمين من العيش مع الآخر لأنه "كافر" أوربو. وأكد رشيد إد ياسين، الاستاذ الجامعي في فرنسا أن المسلمين في أوروبا يساهمون في الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية، مشددا أن مسلمي أوروبا لا يعيشون تحديات بقدر ما أن التحديات مطروحة على أوروبا كلل، "بناء مجتمع معين يفرض فهم كل شخص وما يريد أن يكون بعيدا عن حصر الهوية كمفهوم ثابت"، يقول إد ياسين، مضيفا أن اختلاف ثقافة المسلمين من بلد لآخر هو ما يجعل الاسلام مميزا. من جهته قال محمد أجواو أستاذ الفكر الاسلامي في جامعة أمستردام الحرة، ومدير الإرشاد الديني الاسلامي بمندوبية السجون بوزارة العدل الهولندية، إن المسلمين في أوروبا يعيشون مخاضا عسيرا، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها فرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان الأوربية، معتبرا ان الضغط الذي يعيشه المسلمون هو ضغط إيجابي يصب في التعريف بالإسلام. وأوضح المتحدث نفسه، أن الغرب لا تعنيه شؤون العبادات بقدر ما هو مهتم بالجانب الإيديولوجي المتمثل أساسا في رأي المسلمين في المواطن اللاديني ومدى تعايشه مع مواطنين لا يحملون نفس معتقداتهم "مندوبية السجون الهولندية سحبت جميع أنواع الحريات من المعتقلين دون المس بحرية المعتقد وحرية العبادات، لكل حريته في الصلاة والصوم والقيام بالشعائر التي يؤمن بها بحرية تامة"، يشرح أجواو مؤكدا أن 30 في المائة من المعتقلين في السجون الهولندية هم مسلمون. وعبر المتحدث ذاته، عن افتخاره بعدد من المغاربة الذين يشتغلون في هولاندا في عدد من المجالات السياسية والثقافية وسينما وغيرها، على رأسهم محمد بو طالب عمدة روتردام.