آن لحميد شباط أن «يحطّ» السلاح و«يمشي يتساراح» حتى يواصل غيرُه «الكفاح»! فقد قام ب«ما عليه» وزيادة، وكيف لا وقد وضع عصا غليظة في العجلة الوردية لسيارة عبد الإله بنكيران، فطارت ولم تعد تسير إلا بثلاث، حتى يكتب الله لها تركيب «الرويدة سكور» الزرقاء... وبعد ذلك، صاح في وجه رئيس الحكومة شبه الملتحية «راني وسْط الحملة» وكانت «حرْكة» لم يجد لها إخوان بنكيران غير الصياح حتى الفجر «اللهم إن هذا مُنكر»، وخرج شباط مزهوا بالنصر (إذا لم يُفسد فرحتَه المجلسُ الدستوري ويصدر قرار الإلغاء المنتظر)، وقد أعدّ لهذا اليوم كثيرا من القوة المزمجرة ورباط الحُمُر المستنفرة! إن كان لشباط من «مزية»، فهي أنه «يكوّرها في الغيس» ويقذفها في وجه غريمه، دون أن يفكر في صياغتها بلغة سياسية منمقة «تكوي وتبخّ»، إضافة إلى رباطة «الجحش» التي جعلت عمدة فاس وزعيم حزب «فّاسة» يقول في بنكيران ما لم يقله الفرزدق في جرير، وطبعا قالها بلغة البشر والحمير، التي لو سمعها الجاحظ لجحظت أذناه، فضلا عن عينيه، ولأصدر نسخة منقحة ومزيدة من كتابه «الحيوان» بعد أن صار هذا الأخير، بفضل «النبوغ المغربي»، يمشي في المسيرات ويرفع اللافتات! ماذا عسى إسلاميي المؤسسات غير أن «يبرّدوا» على أنفسهم حرقة مولاي يعقوب، «اللي كَيْداوي لحبوب»، غير أن يغنّوا مع «دلوعة» العرب، نانسي عجرم، بتصرف خفيف يُمليه التكيف مع الخصوصية المغربية الغالية؛ «شبَّط شبابيط.. لخبط لخابيط.. مسك الألوان ورسم ع الحيط.. أعمل إيه ويّاك يا حمادة.. اللي عملته ده أسوأ عادة.. عايز ترسم ارسم لكن.. من غير ما تشخبط ع الحيط...». لكن ماذا فعل «حمادة» (يجب الانتباه إلى أن نانسي هي من ذكرته بالاسم)؟ بعد «فركة» ميكانيكية أو «سيكليسية» شباطية، لم يُخرج «مصباح» بنكيران لرئيس الحكومة عفريتا واحدا كعلاء الدين، بل أخرج له جيشا من العفاريت المرصودة، التي لم تقترح خدمته، بل حاولت أن تجعله، هو، في خدمتها! ولما رفض وقفت له بالمرصاد، فقرأ عليها كل ما يحفظه من آيِ القرآن، فلم تَطِر بعيدا، وتبيّن له أنها من الإنس، وليس الجان! تُرى ما هي الخطوة التالية في «شبابيط» حمادة؟ أعتقد أن الرجل «تلفت» له «الحمارة» (أستسمح إن أكثرت عليكم من ذكر الحمير لأن «المناسبة شرطٌ»)، لذلك، سأقترح عليه فكرة خلاّقة ومعفاة من الحقوق الفكرية، وهي أن ينظم مسيرة ضخمة، وأنا أضمن له مشاركة كبيرة فيها. وقبل ذلك أُصر عليه في قبولها، تحت شعار أقتبسه من الأشقاء الفراعنة، وهو «كمّل خيرك»، الذي رفعه «الشعب» المصري إلى الجنرال عبد الفتاح السيسي، ليرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعدما «أراحهم» من «استبداد» الإخوان المسلمين. وإذا كان شباط لم يفلح، أو لم يرغب في إسقاط بنكيران وإخوانه والمساهمة في رميهم، عن بكرة أبيهم، في السجون، فقد «حدّها» لهم في فاس، وب«نِعْم» الناس! إذن، حتى يُكمل شباط خيره، أتمنى أن يستجيب لطلبي، ويدعو إلى مسيرة حاشدة يوم الأحد المقبل بالدار البيضاء، ويوزع على كل مواطن كبشا أملحا أقرنا، ينظر في سواد، ويأكل في سواد، ويمشي في سواد، ولا يهم إن كَتَب على صوفه شيئا، أو حمَّله في قرنيه شعارا، أو حتى غطى وجهه بقناع لمَن على «بالِه» و«بالِكم»! المهم أن المشاركين في هذه المسيرة المليونية سيكون من حقهم أن يمتلكوا شركاءَهم، في المسيرة وفي الانتماء إلى «عقلية القطيع»، والاحتفاء بنجاح المسيرة يوم الأربعاء المقبل بذبحها، والدعاء لمن اشتراها لهم بالنصر الدائم على من عاداه، حتى لو كان الحاج عبد الإله!