لم تقتصر ردود الأفعال على مسيرة "الغضب" التي دعت إليها الشبيبة الاستقلالية، وتقدمها حميد شباط، الأمين العام للحزب ، على الفاعلين السياسيين والمهتمين بالشأن السياسي فحسب، بل شكلت مادة اكتسحت مواقع الاتصال الاجتماعي طوال اليومين الذين أعقبا المسيرة. حيث تفنن رواد الانترنت في أساليب السخرية مما أقدم عليه حزب الاستقلال من استخدام للحمير في المسيرة، ومن الشعارات التي رفعت خلالها.
ومن أبرز التعليقات التي تكررت في مواقع التواصل الاجتماعي ما كتب عن" ان الحمير مبتهجة بالمشاركة في هذه المسيرة، والتي عبرت عن سرورها لإشراكها في الإحتجاج ضمن صفوف حزب الاستقلال حيث احست باهميتها وانها تضاهي كوادر حزب الميزان، لا سيما وانها كانت تحتج في الصفوف الاولى من المسيرة حاملة شعارات تهاجم بنكيران ."
كما كتب أحد الأشخاص على حائطه "في اجتماع طارئ هذا المساء لتقييم مسيرة اليوم، قرر معشر الحمير الانخراط في حزب الاستقلال، ليس لأن الأمر فرصتهم الوحيدة في التجول بأرقى شوارع المملكة، بل لإعادة الاعتبار للنهيق بعد ما لحق به من تمييع في الساحة السياسية المغربية." كما كتب "الرابطة الدولية المستقلة للحمير تعقد اجتماعا استثنائيا وتقرر طرد الحمير الخمسة الذين شاركوا شباط مسيرته..."، فيما قالت إحدى المعلقات أنها "ستقاطع التعليق على المسيرة حتى لا تؤذي الحمار كونه حيوان برهن على وفاءه ومثابرته الدائمة وأن إشراكه في هذا النوع من التخبط السياسي نوع من الاستهزاء بشخصه المحترم."
وفي نفس السياق، لم تخل كتابات رواد الفايسبوك من طرافة، حيث كتب أحدهم "اللي بغا يدير شي مسيرة خاصو يجيب الديناصورات: شباط رفع من سقف الإبداع". فيما تواترت النكت والتعليقات الساخرة من قبيل " حمار تشد حارك، سولوه: علاش خاوي البلاد؟ قاليهم: بغيت نمشي لشي بلاد فين نكون حمار بوحدي." وأخذت السخرية أبعادا إبداعية أخرى، حيث تفنن البعض في إنجاز صور عبر الفوتوشوب، في أوقات قياسية، تجعل من الحمار رمزا لحزب الاستقلال عوض الميزان، وصورا لحمير "تفر" من المغرب بسبب "سخطها على ما تعرضت له" في مسيرة "الغضب"، في الوقت الذي كثرت فيه مشاركة بعض الفيديوهات المضحكة للحمير، وأغنية مصرية شعبية عنوانها "بحبك يا حمار". من جهة أخرى، لم يغفل مؤيدو حزب الاستقلال عن هذه "الحرب الفايسبوكية"، حيث نشطت تعليقاتهم وصورهم المدافعة عن المسيرة التي نظمتها شبيبة حزب الميزان، حيث كتب بعضهم " للذين لم يفهموا التظاهر بالحمير فليسألوا مستر بنكي(أي بنكيران) عن ثمن الشعير"، كما تم نشر صور قيل أنها لاحتجاجات تستخدم الحمير لمؤيدين لنظام الإخوان في مصر، علاوة على صورة لرجل أنيق يمتطي حمارا قيل أنها "لنائب برلماني تركي يحتج على رفع أثمنة المحروقات."