يبدو أن الجولة الافتتاحية لشطر إياب البطولة «الاحترافية» لكرة القدم تهدد سبورة الترتيب العام، ومرشحة كي تغير ملامح الريادة، في ظل ما تحفل به من صدامات غاية في القوة والإثارة. ويجد الوداد البيضاوي، متصدر الدوري الوطني برصيد 26 نقطة، نفسه في رحلة ملغومة، عندما يحل ضيفا على النادي القنيطري، الثاني عشر ب15 نقطة، بالملعب البلدي، غدا (الأحد)، بداية من الثانية بعد الزوال، في مواجهة مفتوحة بين الطرفين، سعيا من كليهما إلى تحقيق نتيجة إيجابية، من قبيل الفوز، دعما للرصيد وتعزيزا للموقع. ويدرك الوداد أن صدارته باتت مهددة، أكثر من أي وقت مضى، بحكم واقع فاصل النقطة الوحيدة مع الرجاء، غريمه التقليدي وأقرب المطاردين له. وهو ما قد يدفع الفريق الأحمر إلى خوض هذه اللقاء بإصرار الفوز، كخيار أوحد دون سواه، إن هو أراد الحفاظ على زعامته، ولو إلى حين. لكن «الكاك» لن يرضى بتلقي الهزيمة داخل قواعده وعلى مرأى من أنصاره، فضلا عن رغبته في استهلال مرحلة الإياب بفوز من شأنه أن يضع حدا لسلسلة النتائج السلبية التي تعرض لها في اختتام شطر الذهاب. ويلتقي الرجاء البيضاوي، الوصيف ب25 نقطة، مع المغرب التطواني، بطل الموسم الماضي، والسادس راهنيا ب22 نقطة، في قمة مثيرة وصعبة بالنسبة إلىيهما معا، ومرشحة كي تستأثر اهتمام المتتبعين، خاصة أنها تجمع بين فريقين تألقا بشكل لافت في السنوات الأخيرة، ويعتبران الوحيدين اللذين مثلا كرة القدم المغربية في «موندياليتو» الأندية، مع فارق من حيث نسبة التفوق في هذه التمثيلية العالمية. ويخوض الفريقان قمة هذا الأسبوع بحسابات سابقة، استحضارا لبعض وقائع الأنفاس الأخيرة من بطولة الموسم الماضي، إذ يصر الرجاء على الإطاحة بضيفه، انتقاما من حرمانه من لقب نسخة السنة الماضية، وبالتالي إمكانية الانقضاض على الصدارة، تبعا لنتيجة مباراة «الواك» و»الكاك» بملعب القنيطرة. بيد أن المغرب التطواني يراهن على الثأر لهزيمته بالبيضاء بخماسية كانت أفقدته حلاوة الانتعاش بدرع الدوري الوطني، وبالتالي التطلع إلى إعلان انطلاقته مع انطلاق مرحلة الإياب، بدءا بنزال مجمع محمد الخامس. وفيما يبدو الرجاء مرشحا للفوز بحكم عاملي الأرض والجمهور، ورغبته في مواصلة نتائجه الجيدة، بقيادة مدربه البرتغالي جوزي روماو، فإن المغرب التطواني غير مستعد لتجرع مرارة الهزيمة، كما أن مدربه الجديد، الإسباني سيرجيو لوبيرا يعتزم البصم عن أول فوز له رفقة «الماط» بعدما اكتفى في أول مباراة له بتعادل أمام اتحاد الخميسات. وهو ما يزيد من صعوبة هذه المواجهة، التي يتوقع أن يحضرها جمهور غفير، بعدما ارتأت اللجنة المنظمة لها طبع 40 ألف تذكرة. وفي مباراة مماثلة من حيث القوة والندية، يلتقي فريقا حسنية أكادير والكوكب المراكشي في ديربي الجنوب، غدا (الأحد)، في السابعة مساء، بالملعب الكبير بأكادير، وهما يراهنان على تحقيق التفوق والظفر بالنقاط الثلاث لهذه المباراة التي قد تبدو متكافئة، على قدر تكافئهما من حيث عدد النقاط (24 نقطة) وتقاسمهما للرتبة الثالثة.