منذ مطلع السنة الجارية، والمهاجرون المنحدرون من دول جنوب الصحراء يكثفون من محاولاتهم لاقتحام السياج الفاصل بين مليلية المحتلة وباقي الأراضي المغربية. فبعد هدنة دامت حوالي شهر ونصف عاد المهاجرون إلى تنظيم عدد من المحاولات يوميا بهدف اقتحام سياج مليلية، كما حصل أول أمس الجمعة حيث نفذ المهاجرون 3 محاولات انتهت بتمكن 14 مهاجر من دخول مليلية كأول "دفعة" تتمكن من دخول المدينةالمحتلة خلال السنة الجديدة. مصادر مطلعة قالت بأن مسلسل محاولات الاقتحام بدأ في تمام الساعة الرابعة صباحا، عندما حاولت مجموعة مكونة من حوالي 300 مهاجر اقتحام السياج، غير أن القوات العمومية المغربية تمكنت من صد المحاولة ومنعهم من الاقتراب من السياج، وبقيت المجموعة بعيدة عن السياج بحوالي 500 متر قبل أن تعاود المحاولة بعد ساعات من ذلك لكن الفشل كان حليفها حتى هذه المرة، واستمر إلحاح المهاجرين إلى أن تمكن 14 منهم من دخول المدينة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا. المهاجرون الذين تمكنوا من دخول مليلية استقبلوا من طرف زملائهم بمركز الإقامة المؤقتة بمليلية بشعارات النصر، هذا المركز الذي أصبح مكتظا بالمهاجرين، حيث يصل عددهم وفق إحصائيات محلية لما يزيد عن 1500 مقيم في الوقت الذي لا يتسع فيه سوى ل500 مهاجر، ويتوقع المتابعون للملف المزيد من التدفقات مع تحسن أحوال الطقس. المحاولات استمرت خلال يوم أمس السبت، إذ حاولت مجموعة مكونة من حوالي 600 مهاجر اقتحام السياج، لكن القوات العمومية المغربية حالت دون تقدمهم إلى خط التماس مع السياج، وأجبرتهم على التراجع إلى غابة "غوروغو" التي يتحصنون فيها، في المقابل انتشرت على نطاق واسع وحدات الحرس المدني على طول السياج طوال اليومين الماضيين للتصدي للمهاجرين مدعمة بمروحية تابعة للجهاز نفسه تقوم باستطلاع الوضع على الأرض بشكل مستمر. هذا وكانت إحصائيات قد كشفت عنها الحكومة المحلية في وقت سابق تشير إلى أن حوالي 2100 من المهاجرين تمكنوا السنة الماضية من دخول المدينةالمحتلة عن طريق اقتحام السياج، وهو رقم اعتبره حسن عماري الناشط الحقوقي والباحث في مجال الهجرة يعكس الرغبة الشديدة للمهاجرين في الوصول إلى الضفة الأخرى. محاولات الاقتحام وفق ما أكده نفس المتحدث في تصريح ل"اليوم24″ ستعرف تزايدا في الأيام المقبلة، بالنظر إلى أن الأمل الوحيد الذي يبقى أمام المهاجرين هو اقتحام السياج، بعد انتهاء عملية التسوية الاستثنائية التي كان المغرب قد عمل بها طوال السنة المنصرمة.