فصل جديد من فصول الصراع بين العدالة والتنمية ورئيس مجلس وجدة عمر حجيرة يندلع قبل أشهر من الانتخابات الجماعية، حيث خرج "البيجيدي" أمس ببيان ناري توصل "اليوم24″ بنسخة منه ضد الرئيس، والذي يتهمه بتبديد أموال الجماعة والفساد من خلال عملية توزيع المساعدات الاجتماعية (البونات) على المواطنين. ويقول البيان إن "رئيس مجلس الجماعة الحضرية لوجدة أقدم مجددا على اعتماد سياسة البونات البائدة بهدف تكوين شبكة زبناء لتكريس الإفساد السياسي والانتخابي الممنهجين". البيجيدي أكد أن هذه العملية تأتي في "سياق الانتكاسات المتكررة لرئيس المجلس بسبب سوء التسيير وانعدام الحكامة وكذا فشله التام في تدبير مرافق الجماعة وإخفاقاته المتتالية في تعبئة الموارد المالية وتبديدها لأغراض حزبية طائفية ضيقة". إخوان أفتاتي أدانوا أيضا الاستمرار في منح دعم الجمعيات بطرق قالوا عنها بأنها "مناقضة" للشفافية والنزاهة ولأبسط مقتضيات الحكامة الرشيدة وذلك فقط من أجل تغذية "ماكينة" الاحتطاب لحملة انتخابية مشبوهة. ودعا فريق مستشاري العدالة والتنمية تبعا لذلك إلى احترام مقتضيات الميثاق الجماعي الخاصة بأعمال المساعدة والتضامن وتدبيرها في إطار برامج دقيقة وشراكات مع الهيئات والجمعيات المختصة، وكذا مع وداديات الأحياء وخاصة الضعيفة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة ووصول الدعم والمساعدات بكيفيات ناجعة ومحترمة إلى مستحقيها. كما طالب بفتح تحقيق نزيه في ما أسماه "الفساد الجاري والمستشري". من جانبه، تساءل عمر حجيرة أين كان مستشارو العدالة والتنمية طوال هذه المدة، فهذه المساعدات، على حد تعبيره، كانت توزع طوال السنوات الخمس الماضية "أفهم من هذه الخرجة أن العدالة والتنمية هي التي تسعى إلى استغلال الموضوع لأغراض انتخابية"، يضيف حجيرة في تصريح ل"اليوم24″، قبل أن يسترسل بالقول: "إن كان هناك من فساد في مجلس وجدة فهو في صفوف مستشاري العدالة والتنمية، فهم على مدى 5 سنوات لم يقدموا ولو مقترحا واحدا لصالح ساكنة المدينة وظلوا على الدوام معرقلين لأي مبادرة تعود بالخير على المدينة". الرئيس الاستقلالي دافع عن قرار المجلس، وأكد أنه إن كانت عملية توزيع بعض المساعدات الاجتماعية على الفقراء وفق الشروط الصارمة التي وضعها المجلس فسادا "فشرف لي أن انعت بذلك"، قبل أن يوضح أنه وجه مراسلات عديدة إلى مسؤولةاللجنة الاجتماعية بالمجلس، والتي تقف حاليا في صف العدالة والتنمية، لحثها على تقديم مقترحات حول عملية تدبير المساعدات، إلا أنها لم تقدم أية مقترحات، ما حذا بالمكتب أثناء اجتماعه إلى اختيار الصيغة المعمول بها حاليا. "أنا أعرف أن إخوان أفتاتي ضايقهم تحقق في وجدة، فالمدينة تغيرت كثيرا في السنوات الخمسة الماضية، وتحقق فيها ما لم يتحقق على مدى 50 سنة"، يقول حجيرة محاولا تفسير الاتهامات التي وجهها إليه خصومه. رئيس مجلس وجدة أكد أيضا أن المساعدات استفاد منها الفقراء الذين "اكتووا بنار الأسعار التي رفعتها حكومة بن كيران"، وأن المجلس لم يستحضر الانتماء السياسي في التوزيع "حبل الكذب قصير، والمواطنون باتوا على علم أن من أساليبالعدالة والتنمية لإرهاب خصومه السياسيين هو رفع شعار الفساد".