بعد إعلان وزارة الصحة عن فتح مباريات لتوظيف الأطباء والممرضين "تجنبا لضياع المناصب المالية المخصصة للوزارة"، خرج تحالف خريجي وطلبة كليات الطب في المغرب ليصف ما عبرت عنه الوزارة "من أسف لعدم اجتياز الأطباء للمباريات" ب"الحملة التشهيرية ضدهم". وفي هذا الصدد، أصدر التحالف بيانا توصل "اليوم 24″ بنسخة منه، يستنكر ما أسماه ب"الحملة التشهيرية التي تقوم بها وزارة الصحة في حق الأطباء المغاربة بدعوى إيجاد حلول للمشاكل التي يتخبط فيها القطاع،" معتبرة خرجات الوزارة هذه بمثابة "سياسة تضليلة تتهرب الوزارة من خلالهامن مسؤوليتها كمدبر للقطاع ." إلى ذلك، اعتبر خريجو وطلبة كليات الطب في المملكة أن "تعبير وزارة الحسين الوردي عن أسفها لعدم اجتياز الأطباء الخريجين لمباريات ولوج الوظيفة العمومية لاختيارات شخصية وتجنبا للتعيينات البعيدة، وتباهيها بعملها الجاد في سبيل توفير المناصب المالية اللازمة،" بمثابة " مغالطات و تضليل للرأي العام،" متهمين الوزارة بإغفال ذكر الأطباء على المباريات خلال سنتين 2013 و 2014، "إلا أن تماطل الوزارة في الإعلان على حصة اختيار المناطق و اجتياز الخريجين لمباراة الإقامة أدى إلى إحجام الناجحين عن متابعة تكوينهم الطبي داخل المستشفيات الجامعية، " هذا وأكد التحالف أن" كل طبيب متخرج يفكر مليا قبل ولوج سلك الوظيفة العمومية، وذلك لأنه سيكون المواجه لغضب المواطن المغربي الذي لا يجد لا الدواء و لا وسائل الفحص الضرورية" وذلك بسبب ما أسماه ب"ظروف العمل القاسية و عدم توفر أبسط شروط التطبيب و ضعف تجهيز المراكز الصحية" إلى جانب "حملة التشهير التي يتعرض لها أطباء القطاع العام، ولذا فكل إنسان عاقل لن يلتحق بقطاع الصحة العمومية إلا إذا دعته الضرورة لذلك." وعزا الأطباء "المعطلون" عدم إقبال الخريجين على اجتياز مباريات ولوج الوظيفة العمومية إلى "نهج الوزارة الحالية، عكس غيرها من الوزارات، سياسة الترهيب لا الترغيب في وجه الخريجين بنهجها لسياسة الإقصاء ومنع الأطباء العامين من مواصلة تكوينهم الطبي وولوج سلك التخصص، " وذلك ب"فرض نظام الكوطا في مباريات التخصص، " ما يجعل الأطباء يحجمون عنها ل"إدراكهم أن ذلك سيكبح حلمهم في التحصيل العلمي، كما أن تواريخ المباريات لا تراعي تواريخ تخرج الأطباء حيث تم الإعلان مؤخرا عن تاريخ 5 يناير كآخر أجل لإيداع الترشيحات فيما غالبية خريجي 2015 يناقشون أطروحاتهم خلال الأسدس الأول للسنة. وعن عدم إقبال الأطباء على الاشتغال في المناطق النائية أكد ذات المصدر أن " الوزارة تلوم الأطباء على عدم اختيارهم اجتياز مباريات المناطق البعيدة خصوصا الجنوبية منها، ولا تتحمل مسؤوليتها في تأخر حركة الانتقالات حيث يتم احتجاز الأطباء في مناطق نائية و لسنوات عكس غيرهم من الموظفين. " مرجعا في هذا السياق "تقلص عدد الخريجين المتبارين في مباريات الإدماج" إلى "هجرة عدد منهم الى الخارج بعد أن عانوا من بطالة امتدت لسنوات."