أصبح تنظيم «داعش» على مرمى حجر من المغرب. فبعدما أعلنت الكتيبة التونسية «عقبة بن نافع»، منذ أسابيع، عن موالاتها للبغدادي وشروعها في القتال تحت رايته، قامت الجماعة المقاتلة بتونس، نهاية الأسبوع المنصرم، بتنفيذ عملية خطيرة على مقربة من شرق الجزائر. وأفاد مصدر من داخل أراضي البغدادي بسوريا في حديث مع « اليوم24» أن مغاربة كانوا مستقرين بليبيا يوجدون ضمن هذه الكتيبة وشاركوا في القتال، من بينهم جهادي مغربي تكلف بمهمة قيادية، يلقب ب «أبو عبد الله المغربي»، ينحدر من ناحية مدينة فاس، وهو كهل يحتمل أنه شارك في القتال بأفغانستان. فيما أكدت مصادر أخرى أن الجهادي المغربي كان على علاقة بإبراهيم بن شقرون، الجهادي المغربي الذي قتل في سوريا وكان نزيل معتقل «غوانتانامو». وتعليقا على هذا التحول في صيرورة الحركات الإرهابية، قال الخبير الاستراتيجي، الموساوي العجلاوي: «ما حدث في تونس يؤكد أن دينامية الحركة الجهادية المتطرفة على الحدود التونسية-الجزائرية أقوى منها في الحدود الليبية-الجزائرية.. المغرب غير مهدد مباشرة بوصول «داعش»، لكن يمكن أن تهدده عمليات متفرقة، إذ ليس هناك أسس أزمة سياسية توفر ل»داعش» حاضنة مثل ما يحدث في تونسوالجزائر. يمكن أن تصل شظايا متقطعة.. الجزائر، اليوم، في منعطف خطير بسبب صحة الرئيس وحركة القوى المتنافرة بها، لابد –إذن- من التنويه بأن انتقال الأزمات السياسية وحده يمكن أن يهدد المغرب بتمدد «داعش»، وإذا تفجر الوضع في الجزائر سيواجه المغرب تحديات كبيرة جدا قد تنعكس على مناخه السياسي. نحن في منطقة اللاستقرار. الاجتماع الأمني الأخير لدول الساحل بموريطانيا لاحظنا فيه عدم استدعاء الجزائر؛ بمعنى أنها جزء من المشكل، كما أن الأعضاء طالبوا بتدخل عسكري غربي في ليبيا». وقد تناقلت قيادات من تنظيم الدولة الإسلامية -باستبشار كبير- بيانات وصور للمجموعة المقاتلة المتطرفة الموجودة داخل الأراضي التونسية، بعدما بايعت أمير «داعش»، «أبو بكر البغدادي»، وأغارت على الجيش التونسي في منطقة «هنشير التلة» في ولاية «القصرين» بالوسط الغربي لتونس، غير بعيد عن الحدود الجزائرية. وأظهرت صور نشرتها مواقع ومنتديات موالية لتنظيم الدولة الإسلامية الكتيبة وهي ترفع رايات «داعش»، كما تظهر صور أخرى حجم العتاد و»الغنائم» التي جناها مقاتلو الكتيبة المتطرفة بعد مواجهتين داميتين مع قوات الجيش التونسي النظامي اندلعتا متم الأسبوع الماضي، وقد سقط عدد من القتلى من الجانبين، غير أن الانتصار كان حليف فرع «داعش» الجديد في تونس. وبمناسبة هذه المعركة قام مقاتلو كتيبة، عقبة بن نافع، بإرسال رسالة إلى التنظيم، يخبرونه بأنهم أصبحوا جزءا من «داعش»، وأنهم شرعوا -بشكل فعلي- في مقاتلة القوات العسكرية التونسية، والتي نعتوها ب «الطاغوت وجنده»، كما حرضوا من سموهم ب «إخواننا الموحدين» على الالتحاق بهم.. العجلاوي أضاف خلال حديثه مع « اليوم24»: «إن هناك ارتدادات لما يقع في المشرق، وربما تعكس هذه التحولات منطق البغدادي القائل بأن الدولة الإسلامية تتوسع وتتمدد، ويطرح السؤال هل هناك عمليات تثبيت للخط الجهادي عبر ربوع العالم العربي؟ سؤال آخر يطرح: هل هناك توظيف لهذه الجماعات من طرف النظام الجزائري لبعث رسائل إلى التونسيين خصوصا، وتناقض النظامين الجديد في تونس والنظام المتهالك للجزائر؟». هذا وأظهر شريط «فيديو» حديث، بثه منذ ساعات على موقع «اليوتوب» مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يخفي أغلبهم وجهه باللثام، وهم يدعون خلاياهم في كل مكان إلى القيام والاعتداء على الناس، ومن ينعتوهم ب «الكفار». وفي «الفيديو» الذي يحمل عنوان: «إليكم يا بني قومي». يخاطب شاب مغاربي يتحدث باللغة الفرنسية مجموعة من المقاتلين، من بينهم فتيان صغار السن. وحرض الشاب، الذي لم تعرف جنسيته بعد -الأرجح أنه مغربي أو جزائري كما تظهر لكنته الفرنسية- على الاعتداء وتهريب الفرنسيين خصوصا، واستعمال كل الأسلحة والوسائل المتاحة، لتقتيل الأبرياء من المواطنين وتدمير مواقع حيوية في بلدانهم.