عاش سكان المدينة القديمة، وبالضبط حي "عرصة بنسلامة" أمس الأحد ليلة مرعبة إثر انهيار أربعة منازل، ما أسفر عن مقتل شاب في الثلاثينات من العمر، وامرأة مسنة، بالإضافة إلى إصابة خمسة أشخاص نقلوا إلى مستشفى مولاي يوسف، اثنان منهم حالتهم خطيرة. وبدأ الانهيار على الساعة الثامنة من مساء الأحد، بعدما تهاوت أربعة منازل لتستوي على الأرض بشكل متسلسل. وأثارت هذه الانهيارات سخط السكان بسبب تصرف السلطات المحلية، إذ وحسب إيفادات سكان المنازل "لم تصل السلطات والوقاية المدنية في الوقت المناسب" وبعد وصولهم كان أبناء الحي قد قاموا باستخراج المصابين من تحت الأنقاض، ف"قاموا بمنع الساكنة من استخراج باقي المصابين" حسب رواية أحد ابناء الحي، وهو ما دفعهم إلى تحميل مسؤولية وفاة المرأة المسنة "أمي فاطمة" والشاب مصطفى الملقب ب"الشينوي"، لرجال الإنقاذ الذين تأخروا في التدخل، "رغم أن الضحايا كانوا على قيد الحياة لحظة سقوط المنازل الأربعة" يقول شهود عيان. و قالت زوجة الضحية السعدية ل"اليوم24″، إنه "بعد فشل الوقاية المدنية في استخراج جثة زوجها واحتجاج أبناء الحي، سمحت السلطات لأبناء الحي في الأخير باستخراج الجثة، حيث ظل الضحية تحت الركام لأزيد من 12 ساعة" لأن المنزل سقط حوالي الساعة الثامنة مساء واستُخرجت الجثة في التاسعة صباحا. أما بالنسبة للضحية الثانية "امي فاطمة"، فتحكي إحدى جاراتها (كريمة)، أن عناصر الوقاية المدنية قاموا باستخراج جثتها في الساعة التاسعة مساء، ولم يتم الإعلان عن وفاتها حتى الساعة الواحدة صباحا. ويمكث حاليا سكان المنازل المنهارة ب"عرصة سلامة" في الخلاء، و بعضهم في خيام بلاستكية بالقرب من منازلهم المنهارة. هذا وتعرف المدينة القديمة خلال التساقطات المطرية، سقوط العديد من المنازل المهددة بالانهيار، دون ايجاد السلطات المحلية لحل لاحتواء الوضع الذي ينذر بالتفاقم. وتطالب الساكنة بايجاد بدائل للمنازل التي انهارت، مثلهم مثل جيرانهم الذين استفادوا من شقق إعادة الإيواء مقابل 7 ملايين سنتيم، بدل منحهم شقق بمبلغ 20 مليونا، وهو السعر الذي رفض السكان أداءه، ليس لأنهم يفضلون العيش داخل منازل الشبيهة ب"القنابل الموقوتة"، لعدم توفر أغلبهم على الإمكانيات المادية لأداء الملبغ المطلوب.