أقدم أمس الاثنين، شرطي يدعى "ياسين.و" على محاولة الانتحار من نافذة منزله الكائن بحي الناصريين في زاكورة، وذلك بعد أن تقدمت جارته بشكاية ضده لدى المصالح الأمنية تفيد تعرضها للتحرش الجنسي والاعتداء اللفظي، حيث سلمت للمصالح الأمنية تسجيلا صوتيا مدته 9 دقائق، يسب فيه مديرية الأمن الوطني، وينعتها بأقبح الأوصاف. "اليوم24" تمكن من الوصول إلى المشتكية/الضحية، التي حكت لنا تفاصيل سنة ونصف من التحرش الجنسي والاعتداء اللفظي على يد جارها رجل الأمن. شاهد أيضا * زاكورة: انقاذ شرطي من محاولة انتحار بطريقة "هوليودية" » * وحش آدمي يشوه جسد زوجته ويطلب من صديقه مضاجعتها أمام عينيه! » وأكدت لبشارة.ب، البالغة من العمر 40 سنة، والتي تشتغل ببلدية زاكورة، في حديث مع "اليوم24″، أن الشرطي انتقل إلى العيش داخل العمارة التي تقطن بها منذ يونيو من السنة الماضية، ومنذ ذلك الحين وهو يتحرش بها جنسيا ويعتدي عليها لفظيا :"يونيو من السنة الماضية كنت في عطلة، بعد عودتي علمت بخبر سكن رجل أمن في الشقة الموجودة في الطابق الثاني .. لم يمر على سكنه أقل من شهر واحد لتبدأ المعاناة اليومية، حيث يحاصرني في السلالم ويتحرش بي، قبل أن يتطور الأمر إلى حضوره في الساعات الأولى من الصباح ويطلب مني فتح الباب من أجل الدخول"، تقول لبشارة. بعد توالي عمليات التحرش، قررت الضحية، حسب روايتها دائما، التوجه إلى المصلحة الأمنية التي يشتغل فيها جارها/الشرطي، وطلبت من عناصر الأمن التحدث إلى "صديقهم" في العمل بشكل "ودّي" قصد التراجع عن أفعاله، "طلبت من رؤسائه التحدث معه قصد ردعه عن الأفعال الشنيعة التي يقوم بها وإلا سأقوم برفع دعوى قضائية .. لكنهم طلبوا مني التريث في الموضوع، حفاظا على عمله، حتى لا أتسيب له في مشاكل اجتماعية" .. لكن ومنذ ذلك الوقت الذي قدمت فيه لبشارة شكايتها الشفوية لدى رؤساءه، ولأن عناصر الشرطة الذي اشتكتهم السيدة لم يحركوا ساكنا، صعّد الشرطي من ممارساته، ليتحول تحرشه السري، إلى تحرش وسب وقذف علني. الشرطي/المتهم، لم يكن يقتصر على التحرش الجنسي بالجارة فقط، بل يستغل غياب صاحب العمارة، الذي يذهب في زيارة لزوجته الأولى في الدارالبيضاء، للتحرش بزوجته وابنته القاصر :"كان يتجول ما بين الطابق الأول والثالث عاريا إلا من تبانه، وفي أكثر من مرة تحرش بطفلة صاحبة المنزل القاصر التي تدرس في الإعدادي، غير أن لا أحد كان يجرؤ على الكلام، لأنه رجل أمن" .. يوم الخميس الماضي، وفي حدود الساعة التاسعة والربع مساء، بدأ الشرطي سلسلة السب والشتم في حق جارته من جديد "بتاريخ 4 دجنبر الجاري، كنت برفقة ابنة خالتي في البيت، ليبدأ من جديد في السب والشتم، ظننت للوهلة الأولى أنه على خلاف مع والدته أو شقيقته اللتان تقطنان رفقة في الشقة، قبل أن أسمع كلمة "الانفصالية" التي يصفني بها دائما، لأعلم أنه السب والقذف موجه إلي"، تقول المعنية بالأمر. على امتداد ساعة و15 دقيقة، ظل الشرطي يسب ويشتم بأقبح الألفاظ، (يتوفر اليوم24 على تسجيل مدته 9 دقائق، لكنه غير صالح للنشر نهائيا لما يتضمنه من نعوت وكلام فاحش جدا)، قبل أن تحضر عناصر الأمن إلى المنزل. "في الوقت الذي حضر فيه 4 رجال الشرطة إلى المنزل، كان الشرطي قد غادر الشقة بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من أحد أصدقائه في السلك الأمني" تحكي لبشارة، التي أكدت أنها خلال نفس اليوم تقدمت بشكاية رسمية ضد جارها الشرطي بحضور صاحب العمارة، وأستاذ في التعليم الابتدائي كشاهد، "لا أفهم لماذا رفض رجال الأمن تضمين بعض أقوالي لمحضر الأستماع، خاصة الشق المتعلق بحضورهم إلى المنزل وإنزاله بالقوة من السلالم حتى أتمكن من الخروج"، تتساءل المتحدثة ذاتها، مضيفة:"رفضوا تضمين أقوالي تحت ذريعة أن حضورهم أمر طبيعي". صباح اليوم الموالي (الجمعة 5 دجنبر)، بدأ الشرطي من جديد تهديداته بالقتل والسب والشتم :"اتصلت بالبوليس، لكنهم رفضوا التدخل، وقالو لي أنهم ما عندهم ما يديرو ليا، في انتظار تطبيق المساطر القانونية .. "أخبرني نائب الوكيل في زاكورة، أن الشرطي تم نقله من مدينة السطات إلى زاكورة كقرار تأديبي، كما أنه متابع في ملف حول محاولة اغتصاب، وإصدار شيكات بدون رصيد، وعدد من القضايا الأخرى" حسب لبشارة دائما. واستمعت المصالح الأمنية، أمس الاثنين اإلى المشتكية، في محضر رسمي ثاني، رفقة 6 شهود آخرين، إلى جانب شاهد سابع سيتم الاستماع إليه اليوم الثلاثاء. وأفادت المتحدثة ذاتها، أن الشرطي حاول الانتحار أمس الاثنين، في حدود الساعة الواحدة زوالا رميا من الطابق الثاني، وذلك بعد أن وجه لها تهديدات بحرقها وحرق نفسه عبر صب البنزين على جسدهما. وتمكنت المصالح الأمنية والسلطات المحلية والوقاية المدينة من ثني الشرطي على محاولة الانتحار، حيث يوجد الآن تحت الحراسة النظرية من أجل التحقيق معه في التهم الموجهة إليه من طرف السيدة لبشارة.