وسط العاصمة الإدارية للملكة توجد أحياء مهمشة تعرف نسبة الجريمة فيها ارتفاعا مهولا، ولعل حي الرشاد واحد من أخطر هذه الأحياء. سكان هذا المكان باتوا يشتكون من ارتفاع معدل الجريمة، فهناك يتعرض المارة للسرقة في واضحة النهار تحت التهديد بالسلاح، كما تتعرض الفتيات للتحرش وأحيانا للاعتداء عليهن، إضافة إلى اشتهار المنطقة بترويج الأقراص المهلوسة. حي الرشاد والذي يفضل سكانه تسميته القديمة "لمعاضيد" هو مكان تنعدم فيه ابسط شروط العيش والعمران، شوارع ضيقة وبنية تحتية شبه منعدمة، إضافة إلى بنايات عشوائية آيلة للسقوط، ناهيك عن كثافة سكانية عالية. ارتفاع معدل الجريمة في هذا الحي يرجعه عبد الواحد زيات الفاعل الجمعوي، وواحد من سكان المنطقة ل "التكدس العمراني" مشيرا إلى أن هذا ما يجعل المنطقة من "البؤر السوداء" في أحياء التقدم وسط العاصمة، متسائلا: "من المسؤول عن تهيئ هذه الأحياء بهذا الشكل؟". المتحدث أوضح أن هذا الحي هو واحد من الأحياء التي "لا يليق بأن يسكنها الإنسان والمواطن المغربي" مشيرا إلى أنها تساعد على "صناعة المجرمين"، ومشددا على ضرورة إعادة تهيئة هذا الحي. زيات قال إن حي الرشاد وعلى غرار باقي الأحياء الفقيرة في الرباط يتم استغلاله انتخابيا إلا أنه لا يستفيد من أي تنمية في المقابل، قائلا "لذلك يجب البحث عن حل لمثل هذه الأحياء". وإذا كان بعض السكان يطالبون بضرورة تدخل الأمن من أجل خفض نسبة الجريمة، فزيات يرى بأن "المقاربة الأمنية لوحدها غير كافية بل يجب استحضار مقاربة تنموية"، مطالبا بضرورة تمكين قاطني الحي من سكن لائق ومحاربة البطالة في صفوف الشباب والعمل على إعادة إدماج السجناء.