استنكر عدد من قاطني حي الرشاد بالعاصمة الرباط، تردي الوضع الأمني بعد تزايد حالات اعتراض السبيل التي تقوم بها عناصر إجرامية في ساعات النهار، دون أن يتم العمل على تفعيل دوريات أمنية من أجل حماية السكان وخاصة النساء. وكشف أحد قاطني الحي أن تداول حكايات حالات السرقة بالعنف، أو تحت التهديد بالأسلحة البيضاء، أصبحت شائعة بالمكان، وكانت آخرها اعتراض سبيل فتاة تعمل بالحي الصناعي من طرف ثلاثة منحرفين في حالة تخدير واضحة، أشبعوها ضربا قبل أن يستولوا على سلسلة ذهبية وحقيبة يدوية كانت بحوزتها ليغادروا بهدوء، قبل أن يعودوا لضرب الضحية التي حاولت اللحاق بهم قبل أن تسقط أرضا. وحسب إفادات عدد من السكان فإن المنطقة عرفت انتكاسة أمنية، أعادتها للفترة التي كان فيها اسم الحي مقرونا بسيطرة عناصر إجرامية لا تتردد في تشويه ضحاياها والتنكيل بهم، وأكدوا أن هذا الوضع أصبح يتطلب تدخلا عاجلا من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، لإحداث تغييرات على مستوى المسؤولين بالدوائر الأمنية، علما أن بضعهم عمر طويلا في منصبه، دون أن يكون هناك أي مردود على مستوى الأداء الأمني. ونبه السكان إلى ضرورة تعزيز المنطقة بفرق أمنية للعمل في الميدان، مع العمل على تفعيل دوريات للقيام بتمشيط مستمر من أجل ردع المجرمين، عوض الاكتفاء بالحملات الأمنية التي تتم بين الفينة والأخرى، دون أن يكون لها أي أثر في ضمان الأمن، مؤكدين أن استهلاك المخدرات وترويجها أصبح يتم بشكل علني، وهو ما ينطبق أيضا على استهلاك الكحول الذي أصبح يتم بالشارع العام، وغالبا ما ينتهي بترويع السكان. وكشف بعض المتضررين من هذا الوضع أن تجارة حبوب الهلوسة عادت وبقوة للأحياء الهامشية ومنها حي الرشاد، وهو الحي ذاته الذي شهد في وقت سابق جريمة قتل بشعة بعد أن ولج أحد الشبان إلى محل لبيع الذهب، وطعن صاحبه بواسطة مدية ليرديه قتيلا، قبل أن يفر وبحوزته كمية من المصوغات الذهبية التي استولى عليها. وأكدت مصادر متطابقة من الحي أن استمرار تدهور الوضع الأمني سيدفع في اتجاه التنسيق بين عدد الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني، من أجل تنظيم مسيرة احتجاجية للمطالبة بضمان سلامة السكان وخاصة النساء والتلميذات. واستغربت المصادر ذاتها الاستنفار الأمني الذي تشهده مدينة الرباط على مستوى المراقبة الطرقية وتحرير المخالفات المتعلقة بالسيارات والدراجات النارية، في الوقت الذي يعاني فيه الآلاف من سكان الأحياء الشعبية من بطش بعض العناصر الإجرامية المعروفة، والتي تتسعين بأسلحة بيضاء من الحجم الكبير لترويع السكان وسلبهم ممتلكاتهم. ويتميز حي الرشاد بكثافة سكانية عالية تقطن في محيط هامشي، مكون من بنايات عشوائية، ذات أزقة جد ضيقة، ما يسفر على ارتفاع نسبة الجريمة بالمنطقة، التي تصنف ضمن المناطق السوداء من الناحية الأمنية.