تجري الشرطة الإسبانية بمساعدة الشرطة الدولية "الأنتربول" منذ أيام عملية بحث دقيقة في إسبانيا وكذا البلدان المجاورة لها، خاصة فرنسا وبلجيكا، بهدف إيجاد شابة مغربية الأصل تدعى "فضيلة شردود" ورفيقها الإسباني الذي يدعى "ديفيد فوينتيس" حيث يشتبه في تورطهما في مقتل طفلهما الصغير "عمران" الذي لا يتجاوز سنه العامين، والذي تم العثور على جثته قبل حوالي أسبوع مخبأة في حقيبة للسفر. فضيلة، البالغة من العمر 22 عاما، اختفت فجأة هي ووالد ابنها من الحي الذي يقيمان فيه بمدينة أوفييدو شمال إسبانيا مباشرة بعد الاختفاء المفاجئ لطفلهما، حيث ووجها مرارا بتساؤلات الجيران حول سبب غيابه وهو ما كانا يردان عليه بكونهما أرسلاه إلى جديه المقيمان في مدينة أخرى، مبرران ذلك بعدم توفرهما على الإمكانيات اللازمة لتربيته والصرف على حاجياته. قبل حوالي أسبوع، عثر عمال شركة للسكك الحديدية على حقيبة بجانب السكة، حيث فوجئوا بعد فتحها بوجود جثة طفل صغير ميت، ليتم إعلام عناصر الشرطة الذين تمكنوا بعد وقت قصير من تحديد هوية الطفل ووالديه . تشريح جثة الصغير كشف عن تعرضه للعنف الذي أفضى إلى وفاته، وهو ما دعمته شهادة جيران الوالدين الذين أكدوا في تصريحات مصورة لموقع "فوروديفيغو" الإسباني أنهم غالبا ما كانوا يسمعون أصوات الصراخ والبكاء في شقة الوالدين المبحوث عنهما حاليا، مؤكدين أن الأم المغربية بدورها لطالما كانت ضحية تعنيف رفيقها ووالد ابنها الذي يتوفر على سجل سوابق يتضمن عدة جرائم منها السرقة، بل إن الجيران شهدوا بكونهم سمعوا الشابة المغربية تصرخ في إحدى الليالي قبيل اختفاء الطفل "لا يمكنني أن أتحمل ! ساعدوني ساعدوني !" وهو ما دفع سكان العمارة إلى الاتصال بالشرطة. بالرغم من أن جيران الشابة المغربية ورفيقها لم يكونوا يعرفونهما بشكل جيد، إلا أن عددا كبيرا منهم يتذكرون بأسى صورة الطفل الصغير، حيث انهارت سيدة من سكان العمارة باكية وهي تقول "لم أكن أعلم أن الطفل الذي عثر عليه قبل أسبوع قرب سكة الحديد هو نفسه ذلك الصغير الذي كان يبتسم كلما نظرت إليه". موقع "فوروديفيغو" الإسباني ذكر استنادا لمصادره أن الشابة المغربية اتصلت بعائلتها حين كانت تستعد للهرب مع رفيقها وطلبت منهم مدها ببعض المال. والدا الشابة المغربية الذين ما يزالا تحت وقع صدمة وفاة حفيدهما أكدا لوسائل الإعلام أن ابنتهما "لا يمكن أن تكون متورطة في مقتل ابنها". الشرطة الإسبانية تتمنى إلقاء القبض على "المتهمين" في القريب العاجل لحل لغز هذه القضية، خصوصا وأن جثة الصغير ما تزال في المشرحة لغاية اليوم كما أن الشقة التي كان يسكن فيها الوالدان المتهمان مغلقة، وذلك بهدف إعادة البحث في حال ما إذا قال الثنائي أن وفاة الطفل ناتجة عن حادث وأنهما أخفيا جثته وهربا نتيجة للخوف. وتبقى القضية مفتوحة على جميع الاحتمالات وعناصر الشرطة لا يستبعدون أية فرضية إلى حين تمكنهم من العثور على المتهمين الرئيسيين في هذه القضية التي اهتزت لها مدينة أوفييدو الإسبانية.