في أول خروج إعلامي له بعد تعيينه مديراً عاما للمركز السينمائي المغربي، قدم صارم الحق الفاسي الفهري مشروعه لتطوير القطاع السينمائي بالمغرب خلال السنوات المقبلة. وأكد الفاسي الفهري أنه سيحرص على المحافظة على حرية التعبير والإبداع في الأعمال السينمائية المغربية وذلك طبقا لما تنص عليه القوانين والدستور، معتبرا أن "النهوض بقطاع السينما اليوم يستلزم جهود كل الفاعلين في المجال من الدولة إلى المهنيين والمستثمرين الخواص..".
تأهيل الموارد البشرية إعادة الحياة لدور السينما ركز مدير المركز السينمائي المغربي في مداخلته في اللقاء الذي نظمت وزارة الاتصال بمناسبة اليوم الوطني للسينما، على مسألة تأهيل الموارد البشرية في مجال الإبداع السينمائي سواء تعلق الأمر بالمنتجين أو المخرجين وحتى الفنانين، وهذا لن يتأت حسب الفاسي الفهري إلا بتكوين حقيقي يبتدئ بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما(ISMAC) المؤسس حديثا بالرباط. البطاقة المهنية كانت محورا من محاور كلمة مدير المركز، حيث أكد أنها تبقى ضرورية لتنظيم القطاع كما ستتم إعادة النظر في شروط إعطائها مع ضرورة الانفتاح على شركاء جدد. أما في ما يخص القاعات السينمائية التي تعيش وضعية صعبة خلال السنوات الأخيرة، قال ذات المتحدث أنه سيعمل على إعادة تأهيلها، و"سيفتح باب الاستثمار في هذا المجال عبر طلب عروض شفاف لتأهيل القاعات السينمائية"، متحدثاً عن "مخطط لرقمنتها ولشراء وتأهيل تلك التي أغلقت أبوابها". ومضيفا في ذات الوقت أنه سيقوم في البداية بإعادة تأهيل قاعتين سينمائيتين في طنجة.
الديبلوماسية الثقافية وإعادة النظر في الإنتاج الأجنبي بالمغرب من بين جملة ما طالب به المنتج السينمائي السابق، ضرورة اعتماد ما أسماها الدبلوماسية الثقافية من خلال الترويج للفيلم المغربي وثقافة البلاد، والانفتاح على الدول الإفريقية والقيام بالإنتاجات المشتركة، بالإضافة إلى المشاركة الجيدة في المهرجانات العالمية كمهرجان كان وبرلين وغيرهما من المهرجانات. وفي ذات السياق أكد الفاسي الفهري أن المركز سيعمل على تقييم المشاركات المغربية في المهرجانات الدولية، كما سيتم الإعلان عن معايير شفافة تنشر للعموم حول كيفية اختيار هذه الأفلام. وبخصوص الإنتاجات السينمائية الأجنبية في المغرب والتي بلغت قيمتها خلال هذه السنة 125 مليون دولار أمريكي، أكد مدير المركز على حتمية إعادة النظر في الامتيازات التي يقدمها المغرب لهذه الإنتاجات الأجنبية، وضرورة توسيع المدن والمناطق التي يتم التصوير فيها وعدم الاقتصار على التصوير في مدن كمراكش ووارززات. مضيفا في ذات السياق أنه سيقوم بإعداد زيارات للأجانب في مختلف المناطق المغربية التي يمكن أن تكون مسرحا لتصوير الأفلام.
محاربة القرصنة وحذر صارم الحق من ظاهرة قرصنة الأفلام السينمائية عبر الانترنت، مؤكدا أنه سيجري تنسيق مع الفاعلين في قطاع الاتصال من أجل منع تحميل الأفلام بشكل غير شرعي مع ضرورة منح بديل قانوني لهذه العملية. يذكر أن توزيع الأفلام يعاني من مشكلة القرصنة المنتشرة على نطاق واسع، فضلا عن مزاحمة وسائل الاتصال كالتلفزيون والإنترنت لقاعات السينما، بحيث يفضل عدد كبير اللجوء إلى هاتين الوسيلتين بدلا من ارتياد القاعات.