بعد تصريح وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار الأسبوع الماضي و الذي وصف فيه فرنسا بالقوة الاستعمارية، جاء رد الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند مغايرا، حيث وصف المغرب بالحليف الإستراتيجي وأن "المغرب في حاجة لفرنسا كما أن هذه الأخيرة في حاجة له". وأكد الرئيس الفرنسي اليوم الثلاثاء خلال افتتاح معرض "المغرب المعاصر" في معهد العالم العربي بباريس أنه يحرص شخصيا على أن تبقى العلاقات بين البلدين متينة وموحدة، قائلا "أريد أن الحفاظ على علاقات الثقة والتغلب على أي صعوبات يمكن أن تبرز أحيانا لأننا نحتاج إلى بعضنا البعض، فالمغرب يحتاج إلى فرنسا كما أن فرنسا في حاجة للمغرب"، مضيفا أن " المغرب شريك استثنائي ونطمح لمزيد من التعاون في جميع المجالات". وأثناء تدشين هذا المعرض لم يتوان هولاند عن كيل المديح للمغرب وذلك لوضع حد للأزمة التي اندلعت بين البلدين بعد استدعاء عبد اللطيف الحموشي مدير المخابرات الخارجية للتحقيق في 20 فبراير، وقال هولاند إن "حضور الأميرة للا مريم حفل تدشين هذا المعرض يعكس مدى روابط الصداقة القائمة بين المغرب وفرنسا"، ومشيدا "بمبادرات الملك محمد السادس الرامية الى النهوض بحقل الفنون والثقافة". وأضاف هولاند، أن هذا المعرض يشكل حدثا فريدا يعكس غنى وتنوع التراث المغربي وذلك نظرا "لحجمه الذي خصصت كافة فضاءاته للمغرب"، ومشيدا في الوقت ذاته بالإبداع المغربي. بدورها أكدت الأميرة للا مريم في كلمتها خلال مراسيم تدشين المعرض، أن الأعمال الفنية والإبداعات المغربية المعروضة بباريس، تشكل صدى للمشاريع التي أنجزها المغرب مؤخرا، والتي تهدف "لتثمين الرأسمال غير المادي للبلاد ، وفسح إمكانيات الولوج الى الفنون والموروث الثقافي". وسيتم خلال هذا المعرض، تنظيم ثلاثين حفلا، تقدم خلاله مختارات من روائع الموسيقى المغربية، فضلا عن عرض أفضل الأفلام المغربية خلال السنوات الأخيرة، ومنها أفلام تعرض لأول مرة أمام الجمهور الفرنسي. جدير بالذكر أن هذا المعرض الذي ينظمه معهد العالم العربي بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف.