تطورات مثيرة كشفتها تحقيقات مع أعضاء خلية الناضور ، أبانت أن المجموعة كانت تطلق على نفسها «أنصار الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى». أصبح من شبه المؤكد أن داعش تسعى حثيثا إلى إنشاء فرع لها بالمغرب، وذلك بعدما أظهر البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة، على خلفية تفكيك الخلية الإرهابية التي كانت تنشط بكل من الناظور ومليلية، أن هذه الخلية نشطت منذ شهور في استقطاب وتجنيد مقاتلين مغاربة قصد تعزيز تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بسورياوالعراق. وأعلنت وزارة الداخلية في بلاغ لها أن أفرادها كانوا قد أطلقوا على أنفسهم اسم «أنصار الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى». المجموعة التي أثبتت تحقيقات موازية من قبل السلطات الإسبانية صلتها بالجندي الإسباني، المغربي الأصل محمد سعيد محمد، الذي اعتقل في مليلية بسبب ضلوعه في تكوين تنظيم إرهابي، وأمر الجمعة الماضي القاضي بالمحكمة الوطنية خافيير غوميز بيرميديز، (أمر) بحبسه دون كفالة، فيما أطلقت عليه الصحافة الإسبانية نقلا عن مصادر أمنية وقضائية لقب «زعيم خلية الناظور». وفي الوقت الذي أكد فيه بلاغ الداخلية أن المجموعة كانت تود الالتحاق بالتنظيم الإرهابي «جند الخلافة» بالجزائر، قال الباحث عبد الله الرامي في حديث خص به « اليوم24»، «بالفعل تحاول داعش حاليا تأسيس فروع لها في العالم الإسلامي، لكن ما يثير الانتباه هو التسمية (أنصار الدولة الإسلامية) وهذا يدل على وجود التباس ما لأن البغدادي حسم في موضوع الولاء بالانتماء إلى دولة الخلافة، ولذلك سنجد تنظيمات موالية تدعى جند الخلافة في مصر والجزائر والفليبين، هذه الفروع تحمل الاسم شبه الرسمي لفروع داعش، وهو أنصار أو جند الخلافة»، الرامي أكد أن الولاء الرسمي يجب أن يكون بالانتماء أساسا إلى الخلافة، واصطلاح الدولة الإسلامية يعني عدم الاعتراف بالبغدادي، مؤكدا أن داعش تسير على النهج نفسه لتنظيم القاعدة مستلهما طريقة الزرقاوي في تأسيس الفروع». وختم الرامي حديثه ل» اليوم24» «أن هناك وجوها معروفة بايعت البغدادي بشكل مباشر داخل المغرب على الأقل من داخل السجون مقدمة بيعتها للخلافة ومنهم أشخاص كانت لهم صلة مباشرة برموز الخلافة بالناظور القريبة من تطوان، حيث يقيم بعض من أعلن بيعته للبغدادي. وحسب بلاغ وزارة الداخلية، فإن الضربات الجوية لقوات التحالف بالمنطقة السورية العراقية جعلت عناصر هذه الخلية تتراجع عن الالتحاق بصفوف ما يُسمى ب «الدولة الإسلامية» بالمنطقة السورية العراقية، رغم أنهم كانوا قد كثفوا اتصالاتهم بالجهاديين المغاربة المنتمين إلى هذا التنظيم الإرهابي وتوصلوا إلى التخطيط بالذهاب أفرادا متفرقين نحو الأراضي السورية. وكانت هذه الخلية المفككة تنسق مع المجموعة التي توعدت بالعودة إلى المغرب للقيام بالأعمال الوحشية والهمجية نفسها التي يرتكبونها في حق الجنود السوريين والعراقيين وكل من يقف في طريقهم». وأكد البلاغ «أن المجموعة التي سيتم تقديمها للعدالة على ضوء ما توصل إليه التحقيق، كانت تسعى إلى إشاعة جو من الرعب والهلع داخل البلاد، كما يبدو ذلك جليا من خلال تداولهم لصور فظيعة لجثث جنود سوريين وعراقيين مشنع بها من طرف مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي». في سياق متصل أمر القاضي خافيير غوميز برموديز، أعلى هيئة جنائية بإسبانيا، بحبس محمد سعيد محمد معتبرة أنه زعيم الخلية الإرهابية المرتبطة بتنظيم «الدولة الإسلامية» وإيداعه السجن «دون كفالة»، وذاك لخطر فراره من التراب الإسباني وطمس الأدلة. ووفقا للحكم الذي عمم الأحد الماضي، فإن التحقيقات التي تمت مباشرتها أظهرت أن المتهم، وهو عسكري سابق كان قد اعتقل صباح أول أمس الجمعة بمدينة مليلية المحتلة، يتزعم هذه الخلية الجهادية التي كانت تستعد للانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». وتوصلت الشرطة الإسبانية إلى احتمال أكيد بأن سعيد يقود المجموعة التي تتألف أساسا من جهاديين مغاربة مرشحين للسفر إلى العراق أو سوريا، اثنان منهما غادر في 21 يوليو نحو منطقة غير محددة من سوريا أو العراق التي تسيطر عليها داعش، فيما آثر أعضاء المجموعة تكريس أنفسهم للتلقين والتبشير، أما بالنسبة إلى محمد سعيد محمد، فقد تم العثور في منزله على جهاز كمبيوتر محمول مع إشارات إلى التحريض على «الهجرة إلى الجهاد»، كما ثبت أنه كان يحضر في اجتماعات مع باقي المجموعة. ولم يقدم أثناء استنطاقه أي تفسيرات مقبولة للمضبوطات في منزله، بطاقات الهاتف وصناديق متزايدة من الهواتف كما أنه عمد إلى تدمير القرص الصلب، حيث يحاول المحققون الآن إعادة بنائه واسترجاع ما به من معلومات. وتجدر الإشارة إلى أن القاضي بيرموديز قال إن هذا المتهم له سوابق جنائية منذ سنة 2004، وحكم عليه بالسجن ما بين شهري فبراير وغشت 2014، كما كان موضوع مذكرة توقيف دولية صادرة ضده عن المغرب بتهمة الانتماء إلى مجموعات مسلحة تُعد لارتكاب أعمال إرهابية.