دعت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية، إلى ندوة وطنية اختاروا لها موضوع «المعاناة الاجتماعية لزوجات المعتقلين والمتابعين في قضايا الإرهاب»، والتي سيحتضنها مقر النقابة الوطنية للصحافة بالرباط يوم الثلاثاء المقبل. وحول أهداف الندوة، كشفت حسناء مساعد، منسقة تنسيقية عائلات المعتقلين الإسلاميين، في اتصال هاتفي أجرته معها « اليوم24» أن «اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، ومع تزايد حالات الاعتقال في صفوفهم منذ سنة 2001 حتى يومنا هذا، وما يترتب عنه من معاناة لدى عائلاتهم، فكرنا في تسليط الضوء على وضعياتهم الاجتماعية والمشكلات التي تعاني منها زوجات معتقلينا وأطفالهم». وكشفت منسقة عائلات المعتقلين الإسلاميين، أن «عدد المعتقلين الإسلاميين والذين يتجاوزون 700 سجين، أغلبهم متزوجون، غير أن ظروف اعتقالهم تسببت لهم في 100 حالة طلاق حتى الآن، بطلب من زوجاتهم وذلك نتيجة لجوء مندوبية إدارة السجون على عهد بنهاشم إلى منع الخلوة الشرعية التي تحفظ للسجين كما زوجته التوازن النفسي»، مضيفة «أن هذا الإجراء يعتبر تعسفيا في حق السجناء الإسلاميين، باعتبار الخلوة الشرعية والزيارة العائلية، ليست خروجا عن مقتضيات العقوبة السجنية، وإنما هي حق يضمن للسجين مجالا أرحب وأوسع وأقرب للتواصل مع الأسرة، والمساهمة معنويا ونفسيا في حل بعض مشكلات أفرادها اليومية». وأوضحت مساعد، «أن زوجات المعتقلين الإسلاميين، وأمام تزايد أعبائهن لتأمين الرعاية المادية لأطفالهن ومصاريف «قفة» أزواجهن بالسجون، اضطرت الكثير منهن إلى الخروج للعمل، أغلبهن يشتغلن بائعات جائلات وبعضهن اخترن العمل كخادمات في البيوت، وقلة قليلة منهن نجحن في العمل كمدرسات ومربيات بالمدارس التعليمية والتكوينية الخاصة، فيما فشلت أخريات في إيجاد عمل لهن مما اضطرهن إلى طلب الطلاق أو العودة إلى بيت أهلهن للعيش وسط أسرهن بمعية أطفالهن، حيث تزداد المعاناة مع الأهل خاصة العائلات المركبة والتي تنحدر من أسر فقيرة». من جهته، قال عبد الرحيم الغزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في تصريح خص به «اليوم24»: «إن الندوة التي دعونا إليها في الرباط، سيشارك فيها الشيخ والمعتقل السلفي السابق حسن الكتاني، وخديجة الرياضي الناشطة الحقوقية، ومحمد الزهاري، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وذلك من أجل الدفع بقضية زوجات المعتقلين الإسلاميين إلى دائرة الضوء، ودعوة الجمعيات الحقوقية إلى الاهتمام بها، لما تعيشه الزوجات والأسر من مآسي اجتماعية وإنسانية مرتبطة بأطفالهم وكثرة سؤالهم كل يوم عن آبائهم، مع الدخول المدرسي والأعياد والعطلة الصيفية وغيرها». ويردف الغزالي، «أن أغلب معتقلينا متزوجون، باستثناء عدد من سجنائنا بسجن سلا 2 والذين ما يزالون عزابا، حيث عمقت مندوبية إدارة السجون، معاناة الأسر والزوجات، عبر إجراءات تنقيل المعتقلين من السجون القريبة لمحلات سكان أسرهم، وقطع جميع وسائل الاتصال المباشرة بينهم وعلى رأسها الزيارات الأسرية المباشرة، والاكتفاء بالزيارات التي تتم بقاعة تتجمع فيها أسر سجناء الحق العام وغيرهم»، بحسب تعبير الغزالي.