1,21 متر هي المسافة التي تراجعت بها الفرشة المائية بمنطقة "أنكاد" هذه السنة، منطقة أنكاد المتاخمة للشريط الحدودي على بعد 20 كلم من وجدة يتنبأ المختصون في مجال تدبير الموارد المائية، بأنها مقبلة على مرحلة عصيبة ما لم يتم التفكير بجدية في معالجة إشكال تراجع الفرشة المائية. خلال أشغال المجلس الاداري لوكالة الحوض المائي الذي عقد مؤخرا بتاوريرت وأثناء تقديم مدير الوكالة محمد شتيوي لنسب تراجع الفرشة المائية بحوض ملوية أصيب الجميع بالدهشة، لحجم التراجع المهول بمنطقة أنكاد وهي منطقة تعول عليها مدينة وجدة لضمان حاجياتها من الماء الصالح للشرب. السكان بهذه المناطق، خاصة الذين يمتهنون الفلاحة يشعرون بهذا التراجع عند حفرهم لأبار لسقي محاصيلهم، فمعظمهم يضطر إلى حفر أبار عميقة ليتمكنوا من الوصول إلى الفرشة المائية الجوفية، "المياه الجوفية تراجعت بشكل مهول هنا، نخاف في المستقبل ألا نجد ما نروي به عطشنا وبهائمنا" يقول رابح وهو من فلاحي منطقة العالب. رابح يعي جيدا أن للجفاف دور في تراجع الفرشة المائية، سواء بمنطقة أنكاد أو غيرها من مناطق المغرب، لكنه يرفض أن يكون هذا هو السبب الوحيد لتراجع الفرشة المائية، فحتى الابار التي تحفرها السلطات الجزائرية على طول الشريط الحدودي المتاخم لمنطقة انكاد إنعكس بشكل مباشر على الفرشة المائية بالأراضي المغربية "االفلاحون الجزائريون منذ سنوات وهم يشيدون أبار سحيقة على طول الشريط الحدودي بمساعدة السلطات، ومنذ سنوات وهم يستغلون في المياه الجوفية التي توجد هناك". رأي يراه عمر بوهراوة رئيس الجماعة القروية لأهل أنكاد "صائب إلى حد كبير"، فهو يوافق في تصريح ل"اليوم24″ على أن أسباب التراجع لها علاقة بما هو طبيعي كالجفاف وندرة التساقطات، لكنه يقر أيضا أن السبب الأهم هو الآبار التي شيدتها الجزائر على طول الشريط الحدودي.