يستعرض الكتاب ملامح مهمة عن المرأة المغربية، والتي اعتبرها المؤلف ركنا جوهريا من الأركان الاجتماعية لهذا البلد، إضافة إلى لمحات من الحياة اليومية للمجتمع، متمثلة في الشاي المغربي الشهير وطقوسه، ومعلومات عن المطبخ المغربي وأشهر أطباقه ومعلومات عن المقاهي والحمام المغربي وفوائده. وتناول المؤلف إشكالية اللغة والتواصل، مع عرض لبعض ملامح المدن القديمة وتاريخها الحضاري، كما عرض لبعض الصور عن الجغرافيا في المغرب، البلد المترامي الأطراف متنوع البيئات وتأثيرها على التاريخ والثقافة والناس. كما عرض الكاتب لأهم معالم بعض المدن الرئيسية التي زارها من خلال استعراضه لبعض تجاربه الشخصية في مدن الدارالبيضاء، والرباط، وفاس، ومراكش، ووجدة، وطنجه، وتطوان. وينتمي الكتاب إلى أدب الرحلات، حيث ترسم صفحاته وفصوله لوحة من الموزاييك للحياة اليومية والواقع الاجتماعي والاقتصادي للمغاربة، فضلا عن العادات المميزة في الزواج والعمل. إذ انساق المؤلف في بعض الفصول نحو الانبهار والاندهاش بمشهد حضاري مختلف، دون أن ينفذ إلى ما تحت السطح. لكنه استطاع أن يقدم، في البعض الآخر، رؤية تحليلية ناقدة، لكن المؤكد أن كل الفصول مكتوبة بعين مصرية تذوب عشقا في المغرب. ويقول أيمن عبد العزيز في مقدمة كتابه: «عرفت في المغرب أشخاصا لن يمحو الزمان ذكراهم من مخيلتي ما حييت. اكتشفت كم أن المغرب بلد جميل تجد فيه الهدوء الذي نفتقده في البلاد كثيفة السكان». ويضيف في المقدمة ذاتها أنه «قيل لي– واكتشفت بنفسي– كيف أن المغرب الآن في هدوئه واتساعه وطبيعته المعمارية لا يختلف عن القاهرة في عز مجدها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي». ويصف الكاتب وصوله إلى المغرب بالعبارات التالية: «ما إن تصعد درجات السلم وصولا لباب الطائرة وتنظر للوجوه ذات الملامح المغربية المميزة التي تستقبلك عند باب الطائرة وتسمع كلمة مرحبا باللهجة المغربية» بفتح الميم وتسكين الراء والحاء وفتح الباء» إلا وينتابك إحساس بأنك في مكان مختلف، وأنك في طريقك لرحلة مميزة بكل المقاييس.» ويضيف أنه «بالنسبة إلي قاهري النشأة مثلي يعاني من صخب المدن الكبيرة المزدحمة كمدينة القاهرة بكل إيجابياتها وسلبياتها، ما إن تعلن مضيفة الطائرة أننا نحلق فوق الأجواء المغربية واقتربنا من الهبوط بمطار محمد الخامس الدولي في الدارالبيضاء، إلا وتتأكد أنك فعلا في مكان مختلف، حيث يبدأ العرض المبهر للجغرافيا.» ومن أكثر فصول الكتاب طرافة، اللهجة المغربية واختلافها عن اللهجة المصرية. إذ وضع قاموسا في جدول يمتد عدة صفحات لكلمات مغربية، مع ترجمتها إلى اللهجة المصرية. ومن نماذج هذه الكلمات، كلمة «عيط» التي تعني «ينادي»، بينما تعني «يبكي» في اللهجة المصرية. كما يعتبر أن كلمة «محلبة» تثير الضحك لدى المصريين، لأنها توحي بحلب لبن الناقة أو الماعز، لكنه يوضح أن معنى الكلمة جدي للغاية، حيث يطلق على محل لبيع منتجات اللبن… جدير بالذكر أن الصديق أيمن عبد العزيز، وهو صحافي بجريدة «الأهرام»، انضم إلى عشاق المغرب، الذين تزوجوا مغربيات. إذ رزق من زوجته المغربية بابنة أطلق عليها نور.