سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعهد الملكي يجب ان يكون مؤسسة علمية تخدم المغربي بدل من أن تكون مؤسسة إيديولوجيةسعيد بن عبد الله الدارودي باحث في اللهجات الظفارية والأمازيغية بسلطنة عمان ل «العلم»: كلمة بربر لاقدح فيها حتى يتحسس منها أصحاب الحركة الأمازيغية
يرى سعيد بن عبد الله الدارودي الباحث في اللهجات الظفارية والأمازيغية بسلطنة عمان أن الحديث عن لغة أمازيغية موحدة حلم ويتوجه بقوله هذا إلى الذين يعملون على توحيد الأمازيغية ويقول لهم، اسعوا في توحيد ومعيرة حلمكم، ويضيف أنه عندما انشئ المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كل تمنى أن يكون مؤسسة علمية تخدم المواطن المغربي وتعمل على توثيق تراثه بدلا أن تكون مؤسسة إيديولوجية. أما في مسألة العلاقة بين اللهجات الظفارية والأمازيغية فقد أكد أنه في إقليم ظفار عدة ألسن وليست لسانا واحدا وهي لهجات لالغات، وسميت بالظفارية نسبة إلى ظفار وهي منطقة تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية وعاصمتها مدينة صلالة، وينقسم في جغرافيتها السياسية مابين سلطنة عمان والجمهورية اليمنية وعدد هذه اللهجات عشر هي: الشحرية، المهرية، السقطرية، الهبيونية، الحلانية، البطحرية، الحرسوسية،الضنية، المحوتية، الدارجة الظفارية العامية. ويتعجب الدارودي من ابناء الحركة الأمازيغية الذين يسعون دائما إلى إيهام الآخرين بأنهم يمثلون إقتناعات وتطلعات المغاربة، ويقول للباحثين الذين يعدون ابجدية تيفيناغ إضافة ثمينة للأمازيغية أي ميزة في حروف جاءت من خارج المغرب وتحديدا من المشرق العربي، ويعتبرها حروفا تشبه الكتابات القديمة في شبه الجزيرة العربية، وتتطابق معها تطابقا شبه تام. اطلع الكثير من المهتمين بالثقافة الأمازيغية على مقالتك المعنونة ب:»أبجدية التيفيناغ.. ما حقيقتها؟» والتي نشرت في الملحق الثقافي لجريدة «العلم» المغربية، وقد أثارتهم العديد من العبارات والمصطلحات التي استعملتها في مقالتك واعتبروها متجاوزة كقولك مثلا ب»أصحاب النزعة البربرية» أو كلمة «بربر» لأن المتداول الآن في المغرب، بل في أقطار أخرى هي كلمة «أمازيغ» معتبرين كلمة «بربر» قدحية أكثر منها صفة حقيقية للأمازيغ. ما رأيك؟ > إن استخدامي لكلمة البربر إلى جانب كلمة أمازيغ هو أمر طبيعي، فنحن لا نعرف لعرب شمال أفريقيا القدامى باستثناء المصريين سوى اسم البربر، ولهجاتهم لهجات بربرية، واستبدال اللفظة بلفظة أمازيغ صرعة جديدة، لكننا نقبلها إلى جانب ما ألفناه ودرجنا عليه. إن القول بأن البربر تسمية مسيئة أكثر منها صفة حقيقية للعرب الأمازيغ قول غير صائب، نعرف أن الرومان أطلقوا هذه التسمية على الليبيين سكان المغرب الكبير بمعنى غير متحضرين، همج، متوحشين، لكن لا ضير في هذا، وإنما الضير في الخطأ المشين الذي يقع فيه مثقفونا عندما ينقلون الكلمة من الإنجليزية والفرنسية كالببغاوات، فنسمعهم ينددون بالعدوان الأمريكي «البربري»، والاجتياح الصهيوني «البربري»، وكأن قاموس العربية لا يوجد به كلمة «وحشي»، وكلمة «همجي»، ولذا يوجه إليهم وحدهم اللوم والنصح، فيجب تنبيههم إلى قصر كلمة البربر على هذا الشعب الحضاري، هذا الشعب العريق في عروبته، ولا تستخدم بأي حال من الأحوال بمعنى التوحش والهمجية، أما إذا بحثنا في اللغات العروبية، فلا نجد للجذر بربر أي معنى قدحي، ففي الأمازيغية يأتي الفعل إبربر بمعنى امتدَّ ظل النبات واتسع، وفي لغة القرآن يأتي الفعل بربر بمعنى تكلم كثيرا، ويأتي البربار بمعنى الأسد، وتبربروا بمعنى انتشروا في الصحاري واستوطنوها، فالتسمية لا قدح فيها حتى يتحسس منها أصحاب الحركة الأمازيغية، إن اسم فرنسا جاء من اللاتينية franca، بمعنى همجي، غير مهذب، فهل طالب ذاك الشعب الأوروبي الآخرين بأن يطلقوا عليهم تسمية «الغاليين» بدلا من «الفرنسيين» كون الأخيرة تسمية قدحية؟ وهناك العديد من الشعوب، والكثير من العوائل، وما لا يحصى من البشر الذين يحملون أسماء وألقابا مستبشعة، ومع ذلك ظلت ملاصقة لهم، بها يقدمون أنفسهم للآخرين دون أي عقد ودون أي تحسس، ولماذا نذهب بعيدا إلى الفرنسيين والإيطاليين والنمساويين وغيرهم من الشعوب التي تحمل أسماؤها معان قبيحة كي نستشهد بها، ولدينا أمثلة من عندنا؟ فهاهم الشحوح وهم قبائل عدة تقطن عمان والإمارات العربية، جاء اسمهم من حادثة غير مشرفة، وهي ارتدادهم عن الإسلام برفضهم دفع الزكاة أيام الخليفة الراشد أبوبكر الصديق، فحاربهم وهزمهم، فسموا من يومها بالشحوح لأنهم شحوا بالزكاة، أي بخلوا فامتنعوا عن دفعها، لا يتحرج الشحوح من اسمهم، ذلك لأنهم رفعوه إلى الذرى بعد تلك الحادثة بثباتهم على دينهم ونصرته، وببسالتهم في محاربة ومقاومة المستعمر الأجنبي، وبصفاتهم الحميدة كالشجاعة والكرم، فغدا الواحد منهم يفتخر بقوله: أنا شِحِّي، أما البربر أنفسهم فقد حسموا أمر التسميات والألقاب بأفعالهم العظيمة على مر العصور، فلن تضيرهم الأسماء ذات المعاني القبيحة ولن تفيدهم الأسماء ذات المعاني الجميلة، إن المدح والقدح لا يأتي أبدا من اسم الشخص، وإنما من فعله وطبعه، فإذا كان ذا فعال حسنة مؤثرة وسجايا حميدة آسرة، فلن تضيره الأسماء والألقاب ذات المعاني البشعة، ولن يلتفت إليها الناس بقدر التفاتهم إلى ما يفعله وما يتصف به، وبالمقابل لن يرفع الخاملَ اسمُه الجميل، ولن يعلو شأنه مهما تسمى بأسماء عظيمة، وتلقب بألقاب رائعة، فهل يفرش الناس الزرابي عندما يقدم إليهم أحد قائلا: أنا أمازيغي، ويتحاشونه عندما يقول أنا بربري؟ لقد التقيت بالكثير من أبناء المغرب العربي الذين يقدمون أنفسهم على أنهم بربر، ولا يذكرون كلمة أمازيغ، فلماذا لا يشعرون بالقدح مثلما يشعر به أبناء الحركة الأمازيغية؟ وأضيف بأن بعض الباحثين مشارقة ومغاربة أخذوا يعاتبونني على استخدامي لفظة أمازيغ بدلا من بربر، لأنها بدعة غير مستساغة وغير تاريخية من وجهة نظرهم، فقلت لهم لا بأس بإضافة كلمة أمازيغ، ونقول للحركيين الأمازيغيين، لا بأس بإضافة كلمة بربر، فلا تصادرون حقنا في هذا، كونوا ديمقراطيين واحترموا الرأي الآخر، ولا بد من الإشارة إلى أن كلمة أمازيغ غير ثابتة لأنها مضطربة منطوقا ومدلولا، فهي تعني الحر النبيل، لكنها في لهجات بربرية مختلفة تعني الأسود، وهي تنطق أمازيغ، لكنها في لهجات بربرية أخرى تنطق أماهيغ، وأماشيغ، وأماجيغ، بل إنها تغدو مازيغ، بإسقاط الهمزة، وتغدو أمازيغيون، بجمعها جمع مذكر سالم، لفظة البربر الثابتة إذا ما ذكرت يُستحضر معها تاريخ عريق مشرق ومشرف، يفتخر به المسلمون عامة والعرب خاصة، فأين القدح في كلمة البربر التي أُشربت معاني الفخر والشرف والعزة؟ وما جعلها كذلك سوى أولئك الذين يحملونها علما لهم منذ سالف العصور، فإذا كانت كلمة أمازيغ جميلة في مدلولها اللغوي فإن كلمة البربر جميلة في مدلولها التاريخي. يا سيدي إن العظماء هم الذين يشرفون أسماءهم، وليست الأسماء هي التي تشرفهم. ذكرت كذلك في نفس المقال أن شروط الكونغريس الأمازيغي حول انعقاد ندوة دولية بخصوص الأمازيغية في ليبيا تدور حول اللهجات وترسيمها، وأضفت أن أعضاء الكونغريس هم الذين كانوا خائفين من نتائج الندوة الدولية. كيف ذلك؟ > هذا السؤال في شقه الأول يجب أن يوجه إلى أعضاء الكونغرس الأمازيغي والمسؤولين الليبيين الذين التقوا بهم لمعرفة تلك الشروط كاملة، وعلى العموم ماذا ستكون شروط الكونغرس غير تحقيق المطالب التي يزعقون بها صباح مساء، وأما الشق الآخر من السؤال فيوجه إلى رئيس الكونغرس الأمازيغي، وليطلب منه التوضيح بشأن تصريحاته الصحافية التي تدل على ذلك التخوف والتردد من قبل أعضاء الكونغرس. في مغرب الآن لم نعد نتكلم عن اللهجات، نحن الآن في طريق معيرة الأمازيغية وتوحيدها، وقد أنشأت مؤسسة ملكية لهذا الغرض. كيف ترى إلى التجربة المغربية فيما يخص الاعتناء بالأمازيغية؟ > سنظل نتكلم عن اللهجات لأنها واقع، وسيظل غيرنا يتكلم عن اللغة لأنها حلم، فليسعوا في توحيد ومعيرة حلمهم، وعندما يثمر سعيهم واقعا، ساعتها سنتكلم مثلهم عن لغة معيارية اسمها «اللغة الأمازيغية»، فلا يمكن لأي منصف أن يضع العربة قبل الحصان فيتجاوز ما هو كائن ليقفز إلى ما لم يكن، حتى وإن كان هذا الذي لم يكن يسعى إلى أن يكون. عندما أنشأ المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تمنيننا أن يكون مؤسسة علمية تخدم المواطن المغربي وتعمل على توثيق تراثه الأصيل بدلا من أن تكون مؤسسة أيدلوجية تخدم الحركي الأمازيغي للوصول إلى أهدافه، تمنيننا أن يحصر المعهد جهده في تجييش الباحثين والشبان الذين يحركهم الحماس الوطني ، والخوف على موروثهم المغربي من الضياع، فيهبوا جماعات منظمة شغلها الشاغل تجميع صنوف الثقافة البربرية من أفواه العجائز والشيوخ، قاطعين البلاد من أقصاها إلى أقصاها بتوجيه ودعم وإشراف من المعهد، لكن ويا للأسف أُحدثت هذه المؤسسة الملكية لتكون مثل الكثير من التجمعات التي تعني بالبربرية، خلطت الثقافي بالسياسي، فدخلت في شراكات مع الجهات الرسمية من أجل إدماج البربرية في التعليم والإعلام تحت شعار «الأمازيغية مسؤولية الجميع»، وباسم «إعادة الاعتبار للأمازيغية»، وكل هذا من أجل تحقيق الهوية الوهم، والنتيجة هي هدر المال العام وهدر الجهد. من وجهة نظري أن التجربة المغربية فيما يخص الاعتناء بالبربرية تجربة مصيرها الإخفاق، لأن ما تمَّ من مكاسب لأصحاب النزعة البربرية تمّت بطريقة واحدة، الحركة تطلب من المخزن بإلحاح، والمخزن يعطي، والجماهير لا تستفتأ في أمر يمس حاضرها ومستقبلها، إننا في انتظار كلمة الفصل من صاحب الفصل، وهو الشعب المغربي الذي لم نسمع صوته وسط هذا الضجيج. تحدثت عن أوجه الشبه بين اللغة الظفارية الموجودة لديكم في عمان. هل من توضيح في هذا الأمر؟ > هذا سؤال مهم جدا، فأنا منشغل منذ فترة طويلة بالمقارنة ما بين اللهجات المشرقية خاصة اللهجات الظفارية واللهجات البربرية، ولكني أتقدم ببطء في هذا المشروع ولم أتوسع فيه بالشكل المُرضي، لأسباب خارجة عن إرادتي، لا داعي لذكرها هنا، وبالعودة إلى السؤال دعني أولا أصحح قولك «اللغة الظفارية»، وأضع بدلا عنها «اللهجات الظفارية»، ففي إقليم ظفار عدة ألسن عربية وليست لسانا واحدا، وهي لهجات لا لغات، وسميت بالظفارية نسبة إلى ظفار، ذلك الوطن العربي الذي يقع في جنوب شبه الجزيرة العربية، وعاصمته مدينة صلالة، وينقسم في جغرافيته السياسية ما بين سلطنة عمان والجمهورية اليمنية، عدد هذه اللهجات عشر هي: الشحرية، المهرية، السقطرية، الهُبْيوتية، الحلاّنية، البطحرية، الحرسوسية، الضَّنية، المَحوتية، الدارجة الظفارية (العاميِّة)، وتنسب الثلاث الأخيرات إلى العربية الشمالية (العدنانية)، والبقية إلى العربية الجنوبية (القحطانية)، والجانب الأعظم من الشبه الذي وجد ما بين اللهجات البربرية واللهجات الظفارية، وجد في اللهجات السبع المنسوبة إلى العربية الجنوبية، وسأضع بين أيدي القرَّاء مجموعة من اللهجات الظفارية، نوردها تمثيلا لا حصرا، ذاكرا المفردة البربرية أولا ثم المفردة الظفارية التي تقابلها: 1 أغنس: الخِدْر أغنيس: الخدر. 2 أيور: القمر إري: القمر. 3 إلسا: ارتدى الثوبَ لوس: ارتدى الثوب. 4 أفاكو: الرداء فِقو: الرداء. 5 أكوفا: الحليب كفا: أول اللبن عند الولادة قبل أن يرق. 6 إنُّغزم: انفك العظم إنغزم: انفك العظم. 7 داتاك: قدامك (عكس خلفك) تيتك: قدامك. 8 أضو: الرائحة ظيء: الرائحة. 9 أفر: جناح الطائر فرفير: جناح الطائر. 10 تاكمِّيت: الخنجر كِمْبِيت: الخنجر. 11 تبحليست: التملق التبلحاس: التملق. 12 إنغّل: انصبَّ الماءُ ونحوه إنْغِل: إنصبَّ العَرَق. 13 إرو: الطفل (صغير كل شيء) رؤ: الطفل (صغير كل شيء). 14 إشمت: قبح الشميتة: القبيح. 15 يكوم: عشقَ إكوب: عشق. 16 أنوفا: أفادَ فلانا إنفا: أفاد فلانا. 17 أحشتاو: ما تفتت من الحصى وصغر حشي: التراب. 18 تمعيورت: الخبيث الماكر المعيارة: الماكر المحتال. 19 إريز: الحقير الرَّزيَّة: الحقير. 20 أفرّوس: الحقير الفريسة: الحقير. 21 تانكات: العلبة من الصفيح تنكت: العلبة من الصفيح. 22 أكوري: العبد أكّور: العبد. 23 يوشكا: ذهب وجاء في البلاد إشيَّك: ذهب وجاء متسكعا بلا هدف. 24 أخود: القليل خيت: القليل التافه. 25 إشحض: ضربه بالسوط شعط: ضربه بالسوط والخيزران ونحوهما. 26 يووض: بلغَ، أدرك إضي: نبت، نجم، ظهر( خاص بالنبات والشعر). 27 يوغد: ذهب توَّا أغد: ذهب. 28 أكْيّاو: فرخ العقاب كويات: طائر، يقال أنه فرخ النسر، أو الرخمة. 29 أكرض: الحَلْق (مجرى الطعام) قارد: الحلق (مجرى الطعام). 30 يوزم: ذكره بسؤ زَمْ: عايب فلانا وعايره وسخر منه. 31 اكتار+ ادكار: ملأ الإناءَ اكتدر+ كتدر+ تكدر: امتلأ الإناءُ حتى فاض من الجوانب. 32 أزوو: الريح إزِز: الريح العاصف. تعرفون أن المغاربة حسموا في أمر حرف كتابة الأمازيغية، وذلك باعتماد حرف «تيفيناغ «، ولقد تم تعديله وتنقيحه حسب ما يتلاءم مع منطوق الامازيغية أو الأصوات الأمازيغية أي ما يطلق عليه في اللسانيات الحديثة «الفونيمات». ومن الباحثين من يعتبر التيفيناع قيمة مضافة إلى الأمازيغية، بل هي ما يميزها عن اللغات الأخرى. ما قولك؟ > كيف ذلك؟ أنا أتعجب من أبناء الحركة الأمازيغية الذين يسعون دائما إلى إيهام الآخرين بأنهم يمثلون اقتناعات وتطلعات المغاربة، فمتى استفتي الشعب المغربي في أمر الحرف الفينيقي ( التيفيناغ)، حتى يقال بأنه اعتمده في كتابة اللهجات، بل الذي أعرفه أن الحركيين البربر يرفضون فكرة استفتاء المغاربة بشأن اعتماد التيفيناغ في كتابة اللهجات البربرية، ولكن الحسم في اختيار حرف من بين الأحرف الثلاثة اللاتيني والفينيقي والعربي، تَمَّ داخل الحركة ولم يخرج حتى إلى أولئك البربر الذين يختلفون مع الحركيين في اتجاهاتهم وآرائهم. وأما الباحثون الذين يعدّون أبجدية التيفيناغ إضافة ثمينة للأمازيغية وميزة لها، فأقول لهم أي ميزة في حروف جاءت من خارج المغرب، وتحديدا من المشرق العربي؟ فهي حروف تشبه الكتابات القديمة في شبه الجزيرة العربية، وتتطابق معها تطابقا شبه تام، فمثلما تقاربت وتطابقت اللهجات البربرية معجما وصرفا ونحوا وصوتا مع اللغات العروبية القديمة والحديثة، والحيَّة والميتة، حدث الشيء نفسه مع الكتابة البربرية، فلا قيمة مضافة ولا ميزة ولا يحزنون. هناك من أكد أنه ليس هناك جديد فيما يتعلق بمضمون مقالتك بقدر ما هناك إثارة لنقاش اعتبر في الكثير من الأحيان دون جدوى، كنقاش المعنى اللغوي للتيفيناغ أو حتى الخلاف الذي وقع بين دولة ليبيا وأعضاء من الكونغريس العالمي الأمازيغي، بحيث معرفة الجديد بالنسبة للأمازيغية يتطلب مواكبة التطورات التي تحدث في الواقع اليومي لهذه اللغة خاصة داخل المغرب ومعرفة البحوث والإنجازات التي تحققت لفائدتها هنا في المغرب كذلك، ما ملاحظاتك في هذا الشأن؟ > إن كان هناك ما ليس جديدا في مقالتي فهو عدم مقدرتها على التأثير في اقتناعات الحركة الأمازيغية، فليس من السهل أن تجعل من شخص أفنى الكثير من عمره في أمر يراه نضالا وقضية يتراجع عن معتقداته وإن كانت خاطئة واهمة، إنه الحق المُر الذي لا يقبله الناس على أنفسهم إلا من رحم الله، فليس سهلا على من يرى نفسه «مناضلا أمازيغيا»، كسب في مشواره الطويل، العديد من الخصوم والرفاق، أن يقتنع آخر المطاف بأن ما كان يفعله ليس نضالا، ويكتشف أنه ليس أعجميا، بل هو عربي صريح، فيشمت به الأعداء، وينفض عنه الأصدقاء، ليعلم هؤلاء أني لست منشغلا بتغييرهم، بل بالشباب المغرر به، وبالجماهير العريضة التي تسوق لها المغالطات والأوهام. لا شك أن معرفة الجديد وفقا للبربرية يتطلب موافقة التطورات التي تحدث في الواقع اليومي لهذه اللهجات، ومعرفة البحوث وما تحقق لفائدة الحركة البربرية، وأنا من طرفي أحاول مواكبة ذلك التطور ومتابعته بقدر المتاح والمستطاع، فلقد حرصت على متابعة برنامج إضاءات « تيفاوين» الذي تقدمه الإعلامية المتألقة خديجة رشوق، كذلك متابعة المسألة البربرية من خلال الشبكة العنكبوتية الدولية، ومن خلال الفضائيات ومعارض الكتب التي تقام عندنا، وإن كان ما يبث في الفضائيات ويعرض في معارض الكتب قليلا جدا، لا يروي تعطش لمعرفة كل ما يتعلق بالشأن البربري خاصة اللسان، الذي هو انشغالي الأكبر وعشقي القديم.