المغرب وإعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية والاقتصادية في إفريقيا    السفير الأمريكي الجديد في المغرب.. على خطى جده السفير السابق لواشنطن في الرباط بين عامي 1979 و1981    فوز الجيش وتعادل "الماص" وطنجة    جلالة الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الفنانة الراحلة نعيمة سميح    الدكتورة سارة هند جعفر: 8 مارس يوم للاعتراف بريادة المرأة وفرصة للتذكير بحقوقها المسلوبة    إيران ترفض دعوات أمريكية للتفاوض    الجزائر بين فخاخ العسكر وإغراء واشنطن.. موارد البلاد على طاولة المساومات    البطولة.. الجيش الملكي يرتقي إلى الوصافة عقب انتصاره على نهضة الزمامرة اتحاد طنجة يعود بنقطة من فاس    الأمن الوطني يوقف ستة أشخاص بتهمة التحضير لتهريب دولي للمخدرات    المجلس الجماعي لأكزناية يعقد دورة استثنائية لمناقشة قضايا تنموية هامة    بنهاشم يوضح سبب مغادرة الزمامرة    مسؤول أممي: المغرب أصبح وجهة متميزة للمستثمرين في القطاع السياحي    "حماس" تتفاءل باستمرار الهدنة    توقيف مهربين للشيرا بالناظور    إنذار أحمر: أمواج عاتية تهدد السواحل الأطلسية المغربية    بعد سبع سنوات عجاف.. أمطار الخير تنعش المغرب وتبعث الأمل    مستجدات تُقرب المتابعين في ملف "اغتصاب" المحامية الفرنسية من الحرية    الملك: رحيل سميح "خسارة فنية"    تشييع جنازة الفنانة نعيمة سميح بمقبرة سيدي امحمد ببنسليمان    تخصيص أكثر من 3,27 مليار درهم لرفع الطاقة الاستيعابية لمطار طنجة إلى 7 ملايين مسافر    تأجيل مباراة برشلونة وأوساسونا بعد وفاة طبيب النادي الكاتالوني    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال24 ساعة الماضية    الجمعيات الكشفية الفرنسية بالمغرب في ظل الاستعمار ونشأة الحركة الكشفية المغربية    سميرة سعيد تنعى رفيقة الطفولة نعيمة سميح بكلمات مؤثرة    توقيع اتفاقية لتنفيذ البرنامج الوطني لتكوين الأطفال في المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي    النساء بجهة الشمال يمثلن ما يقرب من ثلث اليد العاملة الدائمة في المؤسسات الربحية    الصويرة.. الأمطار تتسبب في انقلاب حافلة لنقل المسافرين (فيديو)    تسجيل أزيد من 24 ألف إصابة بجدري القردة بإفريقيا منذ مطلع 2025    تساقطات ثلجية وأمطار قوية وهبات رياح قوية مرتقبة من السبت إلى الاثنين بعدد من مناطق المغرب    وزير الخارجية الصيني: الصين تسعى إلى تقديم عوامل اليقين لعالم مليء بعدم اليقين    دوق بوكان الثالث سفيرًا جديدًا للولايات المتحدة في المغرب.. أهمية المملكة في الاستراتيجية الدبلوماسية الأمريكية    اليوم العالمي للمرأة.. إسرائيل قتلت 24 صحفية خلال الحرب على غزة    خلال اجتماع استثنائي بجدة... منظمة التعاون الإسلامي تقرر استئناف عضوية سوريا في المنظمة    رحيل أيقونة الطرب المغربي نعيمة سميح عن عمر 71 عاما    ترامب يعين ديوك بوكان الثالث سفيرا للولايات المتحدة بالمغرب    ترامب: الخلاف مع كندا والمكسيك سيجعل مونديال 2026 "أكثر إثارة"    جمال حركاس يجدّد عقده مع الوداد    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    الفنانة المغربية نعيمة سميح في ذمة الله    نعيمة سميح في ذمة الله    عمرة رمضان 2025: الموسم الذهبي لوكالات الأسفار    قائمة أسود الأطلس النهائية التي قد يختارها المدرب وليد الركراكي    رحيل أيقونة الطرب المغربي نعيمة سميح عن عمر 73 سنة    الفنانة نعيمة سميح في ذمة الله    مكتب الحبوب يدعم الموردين ب14.77 درهم للقنطار    النجم المغربي لامين يامال يثير اهتمام وسائل الإعلام حول توفيقه بين الصيام والتداريب    الصين تفرض رسوما إضافية على المنتجات الفلاحية والغذائية الكندية    تسرب الغاز قبالة سواحل السنغال وموريتانيا.. "غرينبيس إفريقيا" تحذر من الأثر البيئي    الكلايبي: لا نية لبيع مركب محمد الخامس وأولويتنا تأهيل البنية التحتية الرياضية    أفضل النصائح لخسارة الوزن    عمرو خالد: هذه ملامح استراتيجية نبوية ناجعة للتعامل مع تقلبات الحياة    اضطراب الشراهة عند تناول الطعام: المرض النفسي الذي يحوله تجار المكملات الغذائية إلى سوق استهلاكي    مقاصد الصيام.. من تحقيق التقوى إلى بناء التوازن الروحي والاجتماعي    فصل تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان    السمنة تهدد صحة المغاربة .. أرقام مقلقة ودعوات إلى إجراءات عاجلة    خبير يدعو إلى ضرورة أخذ الفئات المستهدفة للتلقيح تجنبا لعودة "بوحمرون"    عمرو خالد: 3 أمراض قلبية تمنع الهداية.. و3 صفات لرفقة النبي بالجنة    في حضرة سيدنا رمضان.. هل يجوز صيام المسلم بنية التوبة عن ذنب اقترفه؟ (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات من تاريخ المحبة مع بلاد أمير المؤمنين

عندما سمعت أن أماني الخياط انتقلت الى قناة القاهرة و الناس، تذكرت مقالا للكاتب الصحفي المصري أيمن عبد العزيز، و هو بالمناسبة من الحزب المصري لعشاق المغرب، و أعضاؤه بالملايين..
كان فضوله المعرفي و الصحفي و الانساني قد قاده الى زيارة المغرب قبل سنوات، بعدها تزوج من هذه البلاد، و مؤخرا رزق بمولودة من زوجته المغربية اختار لها من الأسماء.. نور..
و قد رأى النور معها كتاب من تأليفه بعنوان: "المغرب في عيون مصرية – أسطورة المكان و النساء و التاريخ الحي" .
سنرجع للكتاب مستقبلا، لكن كان من الضروري أن نتقاسم مع قراءنا في أحداث.أنفو، مقالا لهذا الصحفي في جريدة الأهرام، اختار له كعنوان: حكايات من تاريخ المحبة مع بلاد أمير المؤمنين، لنعرف شعور مواطن مصري انتفض كما لو كانت مصر هي التي تم استهدافها بكلام الصحفية العبيط..
اليكم المقال:
أحيانا ما يصيب العمى عيون وقلوب البعض منا فى مصر، فلا نرى ما هو أمامنا ولا نعرف صديقنا من عدونا، ولا نقدر من يحبنا بصدق ودون شروط ممن يحبنا لمصلحة وقتية أو يتقرب منا لظروف آنية فنسييء- دون قصد أحيانا وبمنتهى سوء القصد غالبا- إلى أشقاء غاليين وأصدقاء حقيقيين لمصر دولة وشعبا.
حدث ذلك بسبب الإعلام مع الشقيقة الجزائر منذ بضعة أعوام، ولأنه مر دون عقاب أو حساب، ها هو يتكرر الآن مع بلد آخر شقيق هو المغرب.
وكشفت واقعة تطاول المذيعة- غير المسئولة- أمانى الخياط، وإهانتها للمغرب والشعب المغربي وملكه عن ضرورة قيام أجهزة الدولة المصرية المختلفة- الخارجية والثقافة والإعلام وغيرها- بوضع حد لأخطاء وجرائم الفضائيات المصرية فى اثارة مشاعر الاشقاء العرب أو توجيه اي اهانات أو عبارات عشوائية جارحة تهدد أحد أهم أركان الأمن القومي المصري المتمثل في رصيد المحبة الهائل من المحبة والتقدير لمصر في قلوب هؤلاء الأشقاء والمصالح اللانهائية والأبدية بيننا وبينهم، خصوصاً المغرب الشقيق الذي يحب أهله مصر والمصريين بدرجة غير عادية تزيد أحيانا عن حب بعض المصريين الفاشلين لبلدهم بكل أسف.
المملكة المغربية الشقيقة لمن لا يعرف هى أقرب البلدان العربية الشقيقة والصديقة إلى مصر فى كل شيء سواء فى القيمة التاريخية والأهمية الجغرافية، أو القامة الثقافية والعلمية، فالمغرب من أعرق الشعوب العربية حضارة وثقافة قديما وحديثا، من الناحية التاريخية أسهم الشعب المغربى فى فتح الأندلس ونشر الإسلام فى القارة الأوروبية العجوز، وبه أحد أكبر وأشهر مساجد العالم وهو مسجد الحسن الثانى فى الدار البيضاء، ومن المغرب وفدت الصوفية وأعلامها إلي مصر فى طريقهم للحج فاستقر بها عدد من الأولياء المتصوفين أمثال أبى العباس المرسي المولود فى الأندلس والمتوفى فى الإسكندرية، وعبدالرحيم القناوى، وأبوالحسن الشاذلى، تلميذ بن مشيش القطب المغربى الكبير. وإذا كانت شمس العلم والمعرفة، الإشعاع الحضارى تشرق من مصر فهى تغرب فى ربوع المغرب الشقيق والعريق.
والتاريخ يربط بين مصر والمغرب بروابط قديمة جدا، بل إن بعض الدراسات والكتابات المعاصرة جدا ترجع أصول بعض الأسر الفرعونية إلي الأصول الأمازيغية (والأمازيغ هم السكان الأصليين لبلاد المغرب قبل الإسلام)، وفى فترة التاريخ المعاصر لا يمكن نسيان دعم مصر لاستقلال المغرب ومشاركة ملك المغرب محمد الخامس، فى وضع حجر أساس السد العالى مع الزعيم المصرى الراحل جمال عدالناصر، واستقبال مصر لزعيم المقاومة فى الريف وأحد أعظم مؤسسي مفهوم حرب العصابات أو المقاومة الشعبية للاحتلال فى التاريخ العالمى المعاصر الزعيم عبدالكريم الخطابى، أمير المقاومة فى الريف بشمال المغرب الذى قاوم الاحتلال الإسبانى، ثم الفرنسي، بشكل سجله له التاريخ بحروف من نور، وبقى فى مصر لفترة عندما كانت مصر قبلة للعرب وزعماء العروبة الرواد.
الأهمية الاقتصادية
والمغرب هو مفتاح القارة الإفريقية من شمالها الغربى ومن أقوى الاقتصاديات العربية غير النفطية، فهو من أكبر منتجى ومصدرى الفوسفات فى العالم، وثروته السمكية ضخمة ومتنوعة بحيث يتشارك فى صيدها والتجارة فيها مع الاتحاد الأوروبى سنويا، برسوم وشروط يحددها المغرب دوريا، وهو من أكبر منتجى ومصدرى الخضراوات والموالح أو الحمضيات أيضا إلي أوروبا. المغرب واحدة من أكبر قلاع تصنيع السيارات من جميع الماركات، كما أنه أصبح أخيرا أيضا قبلة لصناعة الطيران وقطع غيار ومستلزمات الطائرات المدنية، المملكة المغربية تانى أكبر قبلة ووجهة سياحية عالمية فى شمال إفريقيا، وربما فى المنطقة كلها بعد مصر، هذا البلد العربى لديه واحدة من أحدث شبكات القطارات والطرق الحديدية وأكثرها انتظاما وأناقة فى العالم العربى وربما إفريقيا كلها وفيها يسير كل شيء بنظام وروعة وجمال سواء القطارات العادية أو الأحدث ذات الطابقين، كما أن المغرب لديه واحد من أهم الموانئ الإقليمية والعالمية التجارية والسياحية الفخمة على البحر المتوسط وهو ميناء طنجة (بعض مراحله لا تزال قيد التشييد).
الملك المغربى دشن عهده فى الحكم بصك التجربة الفريدة للمغرب فى العدالة الانتقالية، وبعد تولى الملك الشاب زمام الأمور فى بلاده عام 1999، لا يمر يوم لا يفتتح فيه مشروعا تنمويا جديدا وطموحا فى ربع من ربوع بلاده، ويتداول المغاربة حكايات إنسانية كثيرة تشبه الأساطير عن الملك الإنسان وكيف أنهم أحيانا يجدونه بينهم سائرا دون حراسة كبيرة، أو يقود سيارته بنفسه وسط المواطنين حتى أصبح يلقب بملك الشعب وتذكرنى جولات الملك المغربى محمد السادس أخيرا فى دول إفريقية بجولات الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر، واستقباله فى الدول الإفريقية استقبالات أسطورية. والمغرب هو الدولة الإسلامية الوحيدة التى تدعو لملكها بالنصرة والتأييد على منابر المساجد ولا تزال تلقبه بلقب أمير المؤمنين ويقبلون يديه فى المحافل الرسمية باعتباره من السلالة العلوية ويمتد نسبه إلي الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
المغرب.. أسطورة المكان والتاريخ الحى
عندما يتجول الزائر داخل أى مدينة مغربية يجد أن المدن القديمة التاريخية محاطة بأسوار شاهقة الارتفاع بلون أحمر طوبى مميز وتتخلل تلك الأسوار بوابات متعددة لتلك المدن كانت تلك البوابات تغلق فى المساء لتأمين تلك المدن من الغرباء واللصوص، ولكل من تلك الأبواب اسم مميز مثل باب مراكش الشهير فى المدينة القديمة بالدار البيضاء، أو باب الرواح بمدينة الرباط القديمة، أو باب المنصور فى مدينة مكناس القديمة، أو الأبواب الثمانية لمدينة فاس، وأشهرهم على الإسلاميةطلاق باب الماكينة، وباب أبوالجلود- وهو ما يتشابه مع القاهرة التاريخية ومبانيها، وأبوابها الشهيرة باب النصر- وباب زويلة- وتتميز تلك المدن العتيقة بحواريها الضيقة جدا والتى قد تصل إليها أحيانا بالنزول لعدة أمتار عبر درجات سلالم وهو ما عليه الحال فى المدينة العتيقة بفاس، والتجول بتلك المدن القديمة متعة حقيقية حيث الشوارع والحارات والدروب الضيقة ودرجاتها التى تهبط بك إلي أسفل المدينة حيث ترى المنازل ذات الأسوار العالية التى غالبا ما تحجب ما بداخلها من باحات وأفنية وحدائق ونافورات مياه، والدكاكين فى كل ركن على الطراز القديم تبيع كل السلع التقليدية أو الخضراوات، أو توجد بها الورش الصغيرة للمصنوعات التقليدية، وتختلط فى جنبات المكان رائحة التاريخ العريق بروائح العطارة والتوابل، والمنتجات الجلدية، والبخور والعطور خصوصاً فى المدينة القديمة بفاس ومراكش، ولا تكتمل روعة وجمال الصورة فى أى من المدن القديمة إلا بمشاهدة ساكنى تلك المدن أو زائريها بأزيائهم التقليدية التى لم تتغير بمرور الزمن العباءة "الجلابية" الحريمى بألوانها الزاهية المختلفة والعباءة الرجالى و"البلغة" المغربية الشهيرة فى الأقدام ولا تستطيع وقتها أن تخفى شعورك بالانبهار وكأنك قد انتقلت فورا بضعة قرون عبر الزمن القديم أو كأنك تشاهد صفحات حية كاملة التفاصيل والمعالم من كتاب التاريخ.
الثقافة المغربية ثقافة حية وفاعلة ومتميزة بقوة على المستوى العربى، والمغرب أحد أكثر البلدان العربية تقدما وحداثة فى الفلسفة والعلوم الإنسانية، والدراسات النقدية، ولديه نظام تعليمى محترم ومتطور، ويحفل المغرب بالعديد من الأدباء والشعراء والفلاسفة والنقاد والمفكرين المعروفين عربيا مثل المفكر والفيلسوف العربى المغربى محمد عابد الجابرى، والأدباء محمد شكرى- محمد زفزاف- محمد برادة- الكاتبة والأديبة فاطمة المرنيسي. وفى المجال السينمائى يعتبر المغرب صاحب أكثر التجارب السينمائية حداثة وتطورا خلال الربع قرن الماضي، كما أن به ستوديوهات عالمية للسينما فى مدينة ورزازات صورت فيها العديد من علامات أفلام السينما العالمية.
كما لا يمكن إغفال أهمية المطبخ المغربى العريق ذو السمعة العالمية، والشاى المغربى- أو " الآتاى"- والذى يشتهر المغرب وبريطانيا بالحرص عليه والولع بشربه عالميا، والحمام المغربى- وطقوسه العجيبة والسحرية فى الحفاظ على الجمال والصحة- كأهم مفردات الثقافة المغربية الفريدة.
أساطير المرأة المغربية
المرأة المغربية التى ينال منها الإعلام المغرض وغير المنصف، وتهينها الصور النمطية التى يتم إلصاقها دوما بها من المحيط للخليج هى على العكس هى نموذج فريد ورائع للنساء تجمع بين صفات المرأة العربية والمسلمة وبين التوجه والثقافة الغربية فى آن واحد، وهو ما يعطيها تميزا لا يمكن إغفاله، وما إن تقع عيناك على المرأه المغربية إلا ويسيطرعليك إحساس آسر بتميز تلك المرأه عن الكثيرمن النساء، وكثير من المعجبين بالمغرب البلد والناس والمكان خصوصاً من الرجال كان السبب وراء بداية معرفتهم وإعجابهم بهذا البلد الجميل امرأة ما.
والمرأه المغربية فى الإجمال تتصف بمجموعة من الصفات قلما تجتمع فى امرأة واحدة وهو ما جعلها مميزة ومطلوبة جدا للزواج عربيا أو خليجيا ومصريا أيضا وحتى أوروبيا أو أمريكيا، كل هؤلاء يرون فى المغربية امرأه مميزة تجد فيها الشخصية والاستقلالية، الأنوثة والجمال، الثقافة والنضج والوعى والواقعية، الدفء والحنان والرومانسية، والأمومة وحب الأسرة مع الجدية والمرح، امرأه مكافحة تحب وتجيد العيش فى كل الظروف والثقافات دون اشتراطات تعجيزية فى الأمور المادية عند الزواج كما يحدث عندنا فى مصر بكل أسف.
كل تلك المميزات دفعت الكثيرين من المصريين على سبيل المثال- وغيرهم من الجنسيات العربية والأجنبية- للبحث عن الزواج من المرأه المغربية حتى إن عدد الزيجات المسجلة فى السفارة المغربية بالقاهرة بين مصريين ومغربيات تتراوح سنويا ما بين 3000- 2500 سنويا.
ولو افترضنا أن نسبة الزيجات من مغربيات والتى تتم بمصر هى فقط نصف أو ثلث العدد الإجمالى لزواج المصريين من مغربيات حيث إن أضعاف هذا الرقم من حالات الزواج تتم بالمغرب لتفضيل الأسر المغربية إتمام زواج بناتهم بأزواج من جنسيات أخري داخل بلادهم لتضاعف هذا الرقم إلي ضعفين أو ثلاثة أضعاف وهو رقم يعبر عن مدى تميز المرأة المغربية والإقبال على الزواج منها من جانب الرجال المصريين.
فعندما نتحدث عن المغرب فإنما نتحدث عن عشرات الآلاف من حالات اختلاط الدماء والأنساب أيضا وليس الثقافات فقط بين مصر والمغرب.
والمرأة المغربية التى يفترى عليها البعض من الجاهلين الحاقدين، ويرددون عنها الأكاذيب امرأة جادة دؤوب تقود الطائرة والقطار وتعمل فى جميع الوظائف العلمية، والأكاديمية، والطبية، والهندسية، والقضائية، وتعمل فى المجال الشرطى والعسكري فى فروعه المختلفة وعلى الرغم من ذلك تفخر بأن دورها الأول فى الحياة هو كونها أنثي وامرأة وربة بيت من الطراز الأول.
حكايات فى حب مصر
الشعب المغربى فى كل أرجائه سواء أكان من أصول عربية أو أمازيغية بما يحمله ذلك من اختلافات وتباينات لغوية يتفق جميعه على فهم وحب وحفظ اللهجة المصرية وما تعكسه اللهجة من الثقافة من عبر الأعمال الدرامية والسينمائية لأن الجميع يتابعونها بكثرة وباستمرار أينما كانوا ومهما كانت لهجتهم المحلية، وبدرجة تبهر أى مصرى يوجد بالمغرب، فالمغربى العادى الذى تصادفه فى أى مكان سواء عامل المقهى أو سائق التاكسى أو شخص يجلس مجاورا لك فى القطار أو أى موظف فى الفندق أو أى شخص فى السوق يعرف كل تفاصيل الحياة اليومية والأحداث والمستجدات فى مصر، وتحمل ذاكرتى عشرات القصص وحكايات العشق لمصر وأى إنسان عندما يعرف أنك مصرى من أول كلمة تنطق بها حتى يسألك عن مصر وأهلها وأخبارها وعن شوارعها ومدنها: هذا يسألك كيف هى شوارع الإسكندرية ويسر كثيرا عندما تقرب الموضوع إلي ذاكرته البصرية وتقول له إن شوارع الإسكندرية وشوارع وسط البلد فى القاهرة تشبه جدا شوارع مدينة الدار البيضاء بمبانيها ذات المعمار الأوروبي، وآخر يصارحك بأن أمنية حياته أن يرى الأهرامات، ونهر النيل وخان الخليلى، أو شرم الشيخ، إن الحضور المصري في الوجدان المغربي راسخ ومتجذر في أعماق كل مغربي. حتى إن المغاربة كبار السن كانوا دائما يربطون المشرق العربي بمصر سواء في عهدها الملكي أو الجمهوري.
وبرغم أن كل مغربى يشاهد مصر طوال الوقت ويعرف عنها كل التفاصيل إلا أنه يتعامل معك ويحتفى بك فى المغرب كما لو كنت أول زائر مصرى لبلاده منذ عقود، كما أن المغرب من البلدان التى لا يشعر المصرى فيها أبدا بالغربة.
والجميع رجال ونساء يبجلون ويعشقون من أعماق قلوبهم كل الممثلين والمطربين المصريين ويحفظون عن ظهر قلب العديد من أسمائهم وألقابهم الشهيرة وأعمالهم، البعض مفتون بفريد شوقى أو وحش الشاشة- كما يحفظون اسمه ولقبه الشهير- أو إسماعيل ياسين أو سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التى يعشقها إلي حد التقديس صديقى عبدالرحيم، مسئول الاستقبال بفندق تروكاديرو بمنطقة "بن جدية" بالدار البيضاء، والذى لم يمل من سؤالى عنها وهل فعلا يمكن أن نراها تتجول فى شوارع القاهرة، وعما إذا كان صحيحا أنها تسكن فى فيلا بمنطقة الزمالك! وأضاف عبدالرحيم أنه برغم عدم اكتراثه بأى من الفنانين أو الممثلين المغاربة، لكنه إذا علم أن فاتن حمامة وطأت قدماها أرض المغرب يسعي لمقابلتها ومشاهدتها حتى لو كانت فى أغادير التي تبعد عن الدار البيضاء بأكثر من 520 كيلو متراً!.
وفى عام 2008، وجدت صديقتى المغربية مدرسة اللغة الفرنسية غزلان على الإنترنت تعتذر لى لأنها لم تعزينى مبكرا فى وفاة المخرج العظيم يوسف شاهين، الذى كان قد رحل منذ قرابة الأسبوع (أواخر يوليو من نفس العام) وأبلغتنى كم أحزنهم جدا فى المغرب سماع ذلك الخبر وسألتنى إن كنت قد ذهبت إلي الإسكندرية لكى أحضر مراسم الدفن أم لا.
وبعدها بأيام قليلة فقط، وكنت قد نشرت بضعة سطور عن انطباعاتى عن زيارتى للمغرب فى جريدة الأهرام استوقفت تلك السطور أحد زملائى الصحفيين بالأهرام وطلب منى فى حماسة وتشوق أن أزيده مما عرفت من صفات عن أشقائنا فى المغرب، وقلت له إن المغاربة يتابعون باهتمام بالغ كل تفاصيل وأحداث الحياة المصرية وإذا بى وأنا أكمل حديثى معه أتلقى رسالة نصية عبر هاتفى المحمول من صديقتى غزلان تستفسر منى عما إذا كان هناك ضحايا ووفيات فى حادث الحريق الذى وقع فى مجلس الشورى قبلها بيوم واحد فقط فى 19 أغسطس عام 2008.
ولذلك لابد من أن نصر على التصدى بكل حزم لمثل تلك الافتراءات والجرائم الإعلامية التى تحاول تعكير الأجواء الصافية بين المغرب ومصر والنيل من كل ذلك الرصيد من الحب والإخوة والعلاقات الفريدة النموذجية بين الأشقاء والأصدقاء، وتجعلنا نقول للمغرضين أو الجاهلين أو الفاشلين "إلا المغرب أيها الفاشلون".
عن الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.