تعيينات جديدة في المناصب الأمنية بعدد من المدن المغربية منها سلا وسيدي يحيى الغرب    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    وزارة الصحة تطلق "رعاية" لتوفير الدعم الصحي بالمناطق المتضررة من البرد    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    أشرف حكيمي يجدد عقده مع باريس سان جرمان حتى 2029    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    الرابور مراد يصدر أغنية جديدة إختار تصويرها في أهم شوارع العرائش    بتعليمات سامية من جلالة الملك ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    ولد الرشيد: رهان المساواة يستوجب اعتماد مقاربة متجددة ضامنة لالتقائية الأبعاد التنموية والحقوقية والسياسية    مواجهات نارية.. نتائج قرعة ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية    بعد الإكوادور، بنما تدق مسمارا آخر في نعش الأطروحة الانفصالية بأميركا اللاتينية    المنتخب الليبي ينسحب من نهائيات "شان 2025"    مجلس المنافسة يغرم شركة الأدوية الأمريكية "فياتريس"    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    زَمَالَة مرتقبة مع رونالدو..النصر السعودي يستهدف نجماً مغربياً    التنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب تدعو الزملاء الصحافيين المهنيين والمنتسبين للتوجه إلى ملعب "العربي الزاولي" لأداء واجبهم المهني    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    بتعليمات من الملك محمد السادس: ولي العهد مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء        تفكيك شبكة تزوير وثائق السيارات بتطوان    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    أسباب الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار وقف الحرب!    تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم "داعش" بالساحل في إطار العمليات الأمنية المشتركة بين الأجهزة المغربية والاسبانية (المكتب المركزي للأبحاث القضائية)    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    لأول مرة في تاريخه.. "البتكوين" يسجل رقماً قياسياً جديداً    أداء سلبي في تداولات بورصة البيضاء    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    زنيبر يبرز الجهود التي تبذلها الرئاسة المغربية لمجلس حقوق الإنسان لإصلاح النظام الأساسي للمجلس    وهبي: مهنة المحاماة تواجهها الكثير من التحديات    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    دفاع الناصري يثير تساؤلات بشأن مصداقية رواية "اسكوبار" عن حفل زفافه مع الفنانة لطيفة رأفت    مفتش شرطة بمكناس يستخدم سلاحه بشكل احترازي لتوقيف جانح    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !        تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء    أنفوغرافيك | صناعة محلية أو مستوردة.. المغرب جنة الأسعار الباهضة للأدوية    تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام: المغرب الذي يجب أن نعرفه.. الملك محمد الخامس وضع حجر الاساس للسد العالي مع عبد الناصر‎

حيانا ما يصيب العمى عيون وقلوب البعض منا في مصر، فلا نرى ما هو أمامنا ولا نعرف صديقنا من عدونا، ولا نقدر من يحبنا بصدق ودون شروط ممن يحبنا لمصلحة وقتية أو يتقرب منا لظروف آنية فنسيء - دون قصد أحيانا وبمنتهى سوء القصد غالبا - إلى أشقاء غالين وأصدقاء حقيقيين لمصر دولة وشعبا. حدث ذلك بسبب الإعلام مع الشقيقة الجزائر منذ بضعة أعوام، ولأنه مر دون عقاب أو حساب، ها هو يتكرر الآن مع بلد آخر شقيق هو المغرب.
وكشفت واقعة تطاول المذيعة - غير المسئولة - أمانى الخياط، وإهانتها للمغرب والشعب المغربي وملكه عن ضرورة قيام أجهزة الدولة المصرية المختلفة - الخارجية والثقافة والإعلام وغيرها - بوضع حد لأخطاء وجرائم الفضائيات المصرية فى اثارة مشاعر الاشقاء العرب أو توجيه اي اهانات أو عبارات عشوائية جارحة تهدد أحد أهم أركان الأمن القومي المصري المتمثل في رصيد المحبة الهائل من المحبة والتقدير لمصر في قلوب هؤلاء الأشقاء والمصالح اللانهائية والأبدية بيننا وبينهم، خصوصاً المغرب الشقيق الذي يحب أهله مصر والمصريين بدرجة غير عادية تزيد أحيانا عن حب بعض المصريين الفاشلين لبلدهم بكل أسف.

المملكة المغربية الشقيقة لمن لا يعرف هى أقرب البلدان العربية الشقيقة والصديقة إلى مصر فى كل شيء سواء فى القيمة التاريخية والأهمية الجغرافية، أو القامة الثقافية والعلمية، فالمغرب من أعرق الشعوب العربية حضارة وثقافة قديما وحديثا، من الناحية التاريخية أسهم الشعب المغربى فى فتح الأندلس ونشر الإسلام فى القارة الأوروبية العجوز، وبه أحد أكبر وأشهر مساجد العالم وهو مسجد الحسن الثانى فى الدار البيضاء، ومن المغرب وفدت الصوفية وأعلامها إلي مصر فى طريقهم للحج فاستقر بها عدد من الأولياء المتصوفين أمثال أبى العباس المرسي المولود فى الأندلس والمتوفى فى الإسكندرية، وعبدالرحيم القناوى، و أبو الحسن الشاذلى، تلميذ بن مشيش القطب المغربى الكبير. وإذا كانت شمس العلم والمعرفة، الإشعاع الحضارى تشرق من مصر فهى تغرب فى ربوع المغرب الشقيق والعريق.
والتاريخ يربط بين مصر والمغرب بروابط قديمة جدا، بل إن بعض الدراسات والكتابات المعاصرة جدا ترجع أصول بعض الأسر الفرعونية إلي الأصول الأمازيغية (والأمازيغ هم السكان الأصليين لبلاد المغرب قبل الإسلام)، وفى فترة التاريخ المعاصر لا يمكن نسيان دعم مصر لاستقلال المغرب ومشاركة ملك المغرب محمد الخامس، فى وضع حجر أساس السد العالى مع الزعيم المصرى الراحل جمال عدالناصر، واستقبال مصر لزعيم المقاومة فى الريف وأحد أعظم مؤسسي مفهوم حرب العصابات أو المقاومة الشعبية للاحتلال فى التاريخ العالمى المعاصر الزعيم عبدالكريم الخطابى، أمير المقاومة فى الريف بشمال المغرب الذى قاوم الاحتلال الإسبانى، ثم الفرنسي، بشكل سجله له التاريخ بحروف من نور، وبقى فى مصر لفترة عندما كانت مصر قبلة للعرب وزعماء العروبة الرواد.
الأهمية الاقتصادية
والمغرب هو مفتاح القارة الإفريقية من شمالها الغربى ومن أقوى الاقتصاديات العربية غير النفطية، فهو من أكبر منتجى ومصدرى الفوسفات فى العالم، وثروته السمكية ضخمة ومتنوعة بحيث يتشارك فى صيدها والتجارة فيها مع الاتحاد الأوروبى سنويا، برسوم وشروط يحددها المغرب دوريا، وهو من أكبر منتجى ومصدرى الخضراوات والموالح أو الحمضيات أيضا إلي أوروبا. المغرب واحدة من أكبر قلاع تصنيع السيارات من جميع الماركات، كما أنه أصبح أخيرا أيضا قبلة لصناعة الطيران وقطع غيار ومستلزمات الطائرات المدنية، المملكة المغربية تانى أكبر قبلة ووجهة سياحية عالمية فى شمال إفريقيا، وربما فى المنطقة كلها بعد مصر، هذا البلد العربى لديه واحدة من أحدث شبكات القطارات والطرق الحديدية وأكثرها انتظاما وأناقة فى العالم العربى وربما إفريقيا كلها وفيها يسير كل شيء بنظام وروعة وجمال سواء القطارات العادية أو الأحدث ذات الطابقين، كما أن المغرب لديه واحد من أهم الموانئ الإقليمية والعالمية التجارية والسياحية الفخمة على البحر المتوسط وهو ميناء طنجة (بعض مراحله لاتزال قيد التشييد).
الملك المغربى دشن عهده فى الحكم بصك التجربة الفريدة للمغرب فى العدالة الانتقالية وتصفية فترة الحكم العنيف لوالده الحسن الثانى، وبعد تولى الملك الشاب زمام الأمور فى بلاده عام 1999، لا يمر يوم لا يفتتح فيه مشروعا تنمويا جديدا وطموحا فى ربع من ربوع بلاده، و يتداول المغاربة حكايات إنسانية كثيرة تشبه الأساطير عن الملك الإنسان وكيف أنهم أحيانا يجدونه بينهم سائرا دون حراسة كبيرة، أو يقود سيارته بنفسه وسط المواطنين حتى أصبح يلقب بملك الشعب وتذكرنى جولات الملك المغربى محمد السادس أخيرا فى دول إفريقية بجولات الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر، واستقباله فى الدول الإفريقية استقبالات أسطورية. والمغرب هو الدولة الإسلامية الوحيدة التى تدعو لملكها بالنصرة والتأييد على منابر المساجد ولا تزال تلقبه بلقب أمير المؤمنين ويقبلون يديه فى المحافل الرسمية باعتباره من السلالة العلوية ويمتد نسبه إلي الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
المغرب..أسطورة المكان والتاريخ الحى
عندما يتجول الزائر داخل أى مدينة مغربية يجد أن المدن القديمة التاريخية محاطة بأسوار شاهقة الارتفاع بلون أحمر طوبى مميز وتتخلل تلك الأسوار بوابات متعددة لتلك المدن كانت تلك البوابات تغلق فى المساء لتأمين تلك المدن من الغرباء واللصوص، ولكل من تلك الأبواب اسم مميز مثل باب مراكش الشهير فى المدينة القديمة بالدار البيضاء، أو باب الرواح بمدينة الرباط القديمة، أو باب المنصور فى مدينة مكناس القديمة، أو الأبواب الثمانية لمدينة فاس، وأشهرهم على الإطلاق، باب الماكينة، وباب أبو الجلود - وهو ما يتشابه مع القاهرة التاريخية ومبانيها، وأبوابها الشهيرة باب النصر- وباب زويلة- وتتميز تلك المدن العتيقة بحواريها الضيقة جدا والتى قد تصل إليها أحيانا بالنزول لعدة أمتار عبر درجات سلالم وهو ما عليه الحال فى المدينة العتيقة بفاس، والتجول بتلك المدن القديمة متعة حقيقية حيث الشوارع والحارات والدروب الضيقة ودرجاتها التى تهبط بك إلي أسفل المدينة حيث ترى المنازل ذات الأسوار العالية التى غالبا ما تحجب ما بداخلها من باحات وأفنية وحدائق ونافورات مياه، والدكاكين فى كل ركن على الطراز القديم تبيع كل السلع التقليدية أو الخضراوات، أو توجد بها الورش الصغيرة للمصنوعات التقليدية، وتختلط فى جنبات المكان رائحة التاريخ العريق بروائح العطارة والتوابل، والمنتجات الجلدية، والبخور والعطور خصوصاً فى المدينة القديمة بفاس ومراكش، ولا تكتمل روعة وجمال الصورة فى أى من المدن القديمة إلا بمشاهدة ساكنى تلك المدن أو زائريها بأزيائهم التقليدية التى لم تتغير بمرور الزمن العباءة "الجلابية" الحريمى بألوانها الزاهية المختلفة والعباءة الرجالى و"البلغة" المغربية الشهيرة فى الأقدام ولا تستطيع وقتها أن تخفى شعورك بالانبهار وكأنك قد انتقلت فورا بضعة قرون عبر الزمن القديم أو كأنك تشاهد صفحات حية كاملة التفاصيل والمعالم من كتاب التاريخ.
الثقافة المغربية ثقافة حية وفاعلة ومتميزة بقوة على المستوى العربى، والمغرب أحد أكثر البلدان العربية تقدما وحداثة فى الفلسفة والعلوم الإنسانية، والدراسات النقدية، ولديه نظام تعليمى محترم ومتطور ، ويحفل المغرب بالعديد من الأدباء والشعراء والفلاسفة والنقاد والمفكرين المعروفين عربيا مثل المفكر والفيلسوف العربى المغربى محمد عابد الجابرى، والأدباء محمد شكرى – محمد زفزاف- محمد برادة- الكاتبة والأديبة فاطمة المرنيسي. وفى المجال السينمائى يعتبر المغرب صاحب أكثر التجارب السينمائية حداثة وتطورا خلال الربع قرن الماضي، كما أن به ستوديوهات عالمية للسينما فى مدينة ورزازات صورت فيها العديد من علامات أفلام السينما العالمية.
كما لا يمكن إغفال أهمية المطبخ المغربى العريق ذو السمعة العالمية، والشاى المغربى- أو " الآتاى" - والذى يشتهر المغرب وبريطانيا بالحرص عليه والولع بشربه عالميا، والحمام المغربى- وطقوسه العجيبة والسحرية فى الحفاظ على الجمال والصحة- كأهم مفردات الثقافة المغربية الفريدة.
أساطير المرأه المغربية
المرأة المغربية التى ينال منها الإعلام المغرض وغير المنصف، وتهينها الصور النمطية التى يتم إلصاقها دوما بها من المحيط للخليج هى على العكس هى نموذج فريد ورائع للنساء تجمع بين صفات المرأة العربية والمسلمة وبين التوجه والثقافة الغربية فى آن واحد، وهو ما يعطيها تميزا لا يمكن إغفاله، وما إن تقع عيناك على المرأه المغربية إلا ويسيطر عليك إحساس آسر بتميز تلك المرأه عن الكثير من النساء، وكثير من المعجبين بالمغرب البلد والناس والمكان خصوصاً من الرجال كان السبب وراء بداية معرفتهم وإعجابهم بهذا البلد الجميل امرأة ما.
والمرأه المغربية فى الإجمال تتصف بمجموعة من الصفات قلما تجتمع فى امرأة واحدة وهو ما جعلها مميزة ومطلوبة جدا للزواج عربيا أو خليجيا ومصريا أيضا وحتى أوروبيا أو أمريكيا، كل هؤلاء يرون فى المغربية امرأه مميزة تجد فيها الشخصية والاستقلالية، الأنوثة والجمال، الثقافة والنضج والوعى والواقعية، الدفء والحنان والرومانسية، والأمومة وحب الأسرة مع الجدية والمرح، امرأه مكافحة تحب وتجيد العيش فى كل الظروف والثقافات دون اشتراطات تعجيزية فى الأمور المادية عند الزواج كما يحدث عندنا فى مصر بكل أسف. كل تلك المميزات دفعت الكثيرين من المصريين على سبيل المثال - وغيرهم من الجنسيات العربية والأجنبية - للبحث عن الزواج من المرأه المغربية حتى إن عدد الزيجات المسجلة فى السفارة المغربية بالقاهرة بين مصريين ومغربيات تتراوح سنويا ما بين 3000-2500 سنويا.

ولو افترضنا أن نسبة الزيجات من مغربيات والتى تتم بمصر هى فقط نصف أو ثلث العدد الإجمالى لزواج المصريين من مغربيات حيث إن أضعاف هذا الرقم من حالات الزواج تتم بالمغرب لتفضيل الأسر المغربية إتمام زواج بناتهم بأزواج من جنسيات أخري داخل بلادهم لتضاعف هذا الرقم إلي ضعفين أو ثلاثة أضعاف وهو رقم يعبر عن مدى تميز المرأة المغربية والإقبال على الزواج منها من جانب الرجال المصريين.
فعندما نتحدث عن المغرب فإنما نتحدث عن عشرات الآلاف من حالات اختلاط الدماء والأنساب أيضا وليس الثقافات فقط بين مصر والمغرب. والمرأة المغربية التى يفترى عليها البعض من الجاهلين الحاقدين، ويرددون عنها الأكاذيب امرأة جادة دؤوب تقود الطائرة والقطار وتعمل فى جميع الوظائف العلمية، والأكاديمية، والطبية، والهندسية، والقضائية، وتعمل فى المجال الشرطى والعسكري فى فروعه المختلفة وعلى الرغم من ذلك تفخر بأن دورها الأول فى الحياة هو كونها أنثي وامرأة وربة بيت من الطراز الأول.
حكايات فى حب مصر
الشعب المغربى فى كل أرجائه سواء أكان من أصول عربية أو أمازيغية بما يحمله ذلك من اختلافات وتباينات لغوية يتفق جميعه على فهم وحب وحفظ اللهجة المصرية وما تعكسه اللهجة من الثقافة من عبر الأعمال الدرامية والسينمائية لأن الجميع يتابعونها بكثرة وباستمرار أينما كانوا ومهما كانت لهجتهم المحلية، وبدرجة تبهر أى مصرى يوجد بالمغرب، فالمغربى العادى الذى تصادفه فى أى مكان سواء عامل المقهى أو سائق التاكسى أو شخص يجلس مجاورا لك فى القطار أو أى موظف فى الفندق أو أى شخص فى السوق يعرف كل تفاصيل الحياة اليومية والأحداث والمستجدات فى مصر، وتحمل ذاكرتى عشرات القصص وحكايات العشق لمصر وأى إنسان عندما يعرف أنك مصرى من أول كلمة تنطق بها حتى يسألك عن مصر وأهلها وأخبارها وعن شوارعها ومدنها: هذا يسألك كيف هى شوارع الإسكندرية ويسر كثيرا عندما تقرب الموضوع إلي ذاكرته البصرية وتقول له إن شوارع الإسكندرية وشوارع وسط البلد فى القاهرة تشبه جدا شوارع مدينة الدار البيضاء بمبانيها ذات المعمار الأوروبي، وآخر يصارحك بأن أمنية حياته أن يرى الأهرامات، ونهر النيل وخان الخليلى، أو شرم الشيخ، إن الحضور المصري في الوجدان المغربي راسخ ومتجذر في أعماق كل مغربي. حتى إن المغاربة كبار السن كانوا دائما يربطون المشرق العربي بمصر سواء في عهدها الملكي أو الجمهوري.
وبرغم أن كل مغربى يشاهد مصر طوال الوقت ويعرف عنها كل التفاصيل إلا أنه يتعامل معك ويحتفى بك فى المغرب كما لو كنت أول زائر مصرى لبلاده منذ عقود، كما أن المغرب من البلدان التى لا يشعر المصرى فيها أبدا بالغربة.
والجميع رجال ونساء يبجلون ويعشقون من أعماق قلوبهم كل الممثلين والمطربين المصريين ويحفظون عن ظهر قلب العديد من أسمائهم وألقابهم الشهيرة وأعمالهم، البعض مفتون بفريد شوقى أو وحش الشاشة - كما يحفظون اسمه ولقبه الشهير - أو إسماعيل ياسين أو سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التى يعشقها إلي حد التقديس صديقى عبد الرحيم، مسئول الاستقبال بفندق تروكاديرو بمنطقة "بن جدية" بالدار البيضاء، والذى لم يمل من سؤالى عنها وهل فعلا يمكن أن نراها تتجول فى شوارع القاهرة، وعما إذا كان صحيحا أنها تسكن فى فيلا بمنطقة الزمالك! وأضاف عبدا لرحيم أنه برغم عدم اكتراثه بأى من الفنانين أو الممثلين المغاربة، لكنه إذا علم أن فاتن حمامة وطأت قدماها أرض المغرب يسعي لمقابلتها ومشاهدتها حتى لو كانت فى أغادير التي تبعد عن الدار البيضاء بأكثر من 520 كيلومتراً!.

وفى عام 2008، وجدت صديقتي المغربية مدرسة اللغة الفرنسية غزلان على الإنترنت تعتذر لى لأنها لم تعزينى مبكرا فى وفاة المخرج العظيم يوسف شاهين، الذى كان قد رحل منذ قرابة الأسبوع (أواخر يوليو من نفس العام) وأبلغتنى كم أحزنهم جدا فى المغرب سماع ذلك الخبر وسألتنى إن كنت قد ذهبت إلي الإسكندرية لكى أحضر مراسم الدفن أم لا.
وبعدها بأيام قليلة فقط، وكنت قد نشرت بضعة سطور عن انطباعاتى عن زيارتى للمغرب فى جريدة الأهرام استوقفت تلك السطور أحد زملائى الصحفيين بالأهرام وطلب منى فى حماسة وتشوق أن أزيده مما عرفت من صفات عن أشقائنا فى المغرب، وقلت له إن المغاربة يتابعون باهتمام بالغ كل تفاصيل وأحداث الحياة المصرية وإذا بى وأنا أكمل حديثى معه أتلقى رسالة نصية عبر هاتفى المحمول من صديقتى غزلان تستفسر منى عما إذا كان هناك ضحايا ووفيات فى حادث الحريق الذى وقع فى مجلس الشورى قبلها بيوم واحد فقط فى 19 أغسطس عام 2008.
ولذلك لابد من أن نصر على التصدي بكل حزم لمثل تلك الافتراءات والجرائم الإعلامية التى تحاول تعكير الأجواء الصافية بين المغرب ومصر والنيل من كل ذلك الرصيد من الحب والإخوة والعلاقات الفريدة النموذجية بين الأشقاء والأصدقاء، وتجعلنا نقول للمغرضين أو الجاهلين أو الفاشلين "إلا المغرب أيها الفاشلون."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.