وجه محمد حقيقي، الناشط الحقوقي، انتقادات لاذعة إلى الوضع الذي يعيشه منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، قائلا انه أصبح "نشازا" في المجال الحقوقي بسبب تدخل اعتبارات سياسية في عمله. حقيقي، قال في تصريحاته ل"اليوم 24″، ان تناول القضايا الحقوقية في منتدى الكرامة اختلف منذ وصول عبد العالي حامي الدين إلى رئاسته، حيث أصبحت "القضايا المطروحة تعرف تراجعا وردة،" الشيء الذي جعل المنتدى "يفقد هويته النضالية" بسبب "ممارسات أدت إلى تهريبه إلى وجهة مجهولة." وتابع حقيقي روايته للأوضاع داخل المنتدى، متحدثا عن "إغراقه" بالشراكات مع القطاعات الحكومية، وتغير طريقة تناوله للملفات بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكومة، قائلا "عندما كان البيجيدي في المعارضة كنا نتبنى كل الملفات التي تدخل في اختصاصنا كجمعية حقوقية، لكن الحال تغير بعد وصوله إلى الحكم، حيث أصبح الرئيس يمارس سلطة الرقابة بانتقاء الملفات التي يتابعها المنتدى"، وذلك باستبعاد الملفات التي تشكل "حرجا" للحكومة على حد قول حقيقي، الشيء الذي جعل المنتدى "يغيب في المدة الأخير عن الساحة الحقوقي وأصبح يمثل نشازا فيها." وكان حقيقي قد أصدر بيانا عنونه "بكل وضوح، إبراء للذمة"، يتحدث فيه عن مساره النضالي و فترة اعتقاله وعن الجمعيات الحقوقية التي ساهم في تأسيسها بعد إطلاق سراحه، فيما يشبه سيرة ذاتية له، الغرض منها تأكيده أن الخيار الحقوقي الذي اعتنقه جر عليه "الكثير من المضايقات والتعسفات". الناشط الحقوقي أكد في بيانه مواصلته ممارسة نشاطه الحقوقي قائلا " لن أغادر الميدان، ولن أمتهن الريع الحقوقي في زمن الإبتذال،"على اعتبار أنه "معتقل سياسي سابق ومدافع عن حقوق الإنسان". إلى ذلك، تابع حقيقي "أتحمل المسؤولية فيما أقوم به، ومتحرر من قيود العمل الجمعوي وتجاذباته التي قد تحد من حريتي وتدفعني إلى العمل ضد إرادتي أحيانا تحت طائلة المساطر والقوانين الداخلية." مشيرا إلى وعيه ب"كل التحديات و بحساسية المرحلة التي تجتازها بلادنا ويجتازها مجتمعنا، والتي تفرض علينا الإهتمام أكثر بواقعنا الموضوعي أكثر من الإنجرار وراء هواجس الذات ومتاهاته هذا واتصل اليوم 24 بعبد العالي حامي الدين، رئيس منتدى الكرامة للتعليق على تصريحات حقيقي ، غير انه رفض ذلك. ."