أثير جدل قبل قليل في مجلس النواب، خلال افتتاح الجلسة العامة المخصصة لمناقشة المهمة الاستطلاعية المتعلقة بالأحياء الجامعية، بعد أن منح رئيس الجلسة الكلمة لمقرر لجنة التعليم والثقافة، يوسف شيري، لتقديم تقرير المهمة. واعترض عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، في نقطة نظام على تقديم عضو فريق التجمع الوطني للأحرار للتقرير، متشبثًا بالنظام الداخلي للمجلس، الذي ينص على تقديم تقرير المهمة من طرف رئيس المهمة، وهو الاستقلالي العياشي الفرفار. وقال بووانو في نقطة نظام إن رئيس المهمة حاضر في القاعة، ومادام ليس هناك عذر يمنعه من تقديم التقرير، فلا يمكن أن يقوم بذلك نائب آخر، مؤكدًا أن لرئيس المهمة نائبة وهي البرلمانية ثريا عفيف. ورفض رئيس الجلسة الاستجابة لطلب رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، مما اضطر هذا الأخير إلى تناول نقطة نظام مجددًا، مهددًا بتوقيف الجلسة إذا لم يُطبّق النظام الداخلي للمجلس. وأمام الجدل، اضطر الاستقلالي العياشي الفرفار إلى التوجه نحو منصة القاعة لتقديم التقرير، ليطلب رئيس الجلسة من البرلماني يوسف شيري ترك المنصة لزميله. لم يتوقف الجدل عند هذا الحد، بعد أن قال رئيس المهمة، العياشي الفرفار، في بداية كلمته، إنه تردد في المجيء لتقديم تقرير المهمة « لوجود غموض ما »، وفق تعبيره. وأضاف الفرفار: « احترامًا لمجلسكم الموقر، ارتأيت ألا أقدم تقريرًا لم أضع فيه الترتيبات النهائية حتى يكون في المستوى المطلوب ». البرلماني الاستقلالي قال أيضًا: « لسنا هنا للنقاش حول من سيقدم التقرير، بل الأهم أن يُقدَّم، ولسنا هنا في لعبة الأطفال، من يُقدِّم ومن يتقدَّم، المهم أننا أمام عمل مؤسساتي ». وانتفض نواب العدالة والتنمية أمام تدخل البرلماني الاستقلالي، وأخذ نقطة نظام البرلماني مصطفى الإبراهيمي، الذي طالب الفرفار بسحب عبارة « لعبة الأطفال »، احترامًا للنواب الذين لهم ملاحظات وجب احترامها، وفق تعبيره. واعتبر الإبراهيمي أن ليس من حق الفرفار تقديم التقرير ما دام قد اعترف بأنه لم يكتبه، مضيفًا: « هذا ليس معقولًا، نحن أمام مسؤولية سياسية وليست إدارية. إن كانت الإدارة هي من كتبت التقرير، فليس من حقك تقديمه ».