حكمت المحكمة الإدارية بالرباط ضد الدولة المغربية في شخص رئيس الحكومة ووزارة الصحة بأداء تعويض قدره 25 مليون سنتيم لصالح سيدة تسبب لها لقاء كوفيد 19 من نوع أسترازينيكا بالشلل. وكانت السيدة المغربية المتضررة، التي تقطن بالرباط طلبت الحكم لصالحها بتعويض قدره 150 مليون سنتيم معتبرة أن لها الحق في الحصول على تعويض عن الأضرار التي أصابتها جراء أخذ جرعة التلقيح الأولى ضد فيروس كورونا من نوع أسترازينيكا وبمسؤولية الإدارة عن نشاطها الرامي إلى تعميم التلقيح في إطار المسؤولية عن المخاطر والتي لا تستلزم تحقق أي خطأ من جانبها. وتولى الدفاع عن هذه السيدة المحامي الراحل عبد العزيز النويضي. واعتبرت المحكمة أنه يقع على الدولة حماية المواطنين من الأضرار الناتجة عن مخاطر التلقيح ضد فيروس كورونا، كونها المسؤولة على منح التأشيرات والرخص والموافقات لهذه اللقاحات و اعتبارا لدعوتها لهم بصفة ملحة إلى أخذ جرعاتهم من التطعيمات. كما اعتبرت المحكمة أن مسؤولية الدولة عن ذلك تندرج في إطار المسؤولية عن المخاطر، والتي يكفي لقيامها ثبوت الضرر والعلاقة السببية دون الإعتداد بركن الخطأ. وجاء الحكم بناء على خبرة قضت بها المحكمة. وتبين من الخبرة أنه مباشرة بعد تلقيها الجرعة تعرضت السيدة للمضاعفات التالية: إحمرار – تنمل – هبات ساخنة، وبعد عشرة أيام أصيبت بألم الرجلين من أسفل القدمين إلى الحوض نقلت على إثره إلى مصحة وتمت معاينتها وسمح لها بالخروج وبتاريخ 2021/02/20 تفاقم وضعها وربطت الإتصال بطبيب الطوارئ الذي عاينها وحقنها بالكالسيوم، وبتاريخ 2021/02/23 تفاقم وضعها إذ أصيبت بشلل الأطراف السفلية وتنملات ووجع حاد وشلل في الوجه مما إضطرها للذهاب إلى مستشفى السويسي – الرباط وتم تشخيص حالتها هناك باصابتها بمتلازمة غيلان باري Guillain Barré ثم بعد ذلك تمت معاينتها من طرف طبيب مختص وشخص حالتها أنها تعاني من شلل الوجه المزدوج وشلل في الأطراف السفلية مع فقدان ردة الفعل مما استوجب القيام بالتخطيط الكهربائي للعضلات وطلب منها إعادة التخطيط بعد 15 يوما وقد تم بالفعل إعادته إلا أنه لم يظهر علامات المرض وبالتالي تم تشخيص المرض كلينيكيا وأخذ عينة من ماء النخاع الشوكي فثبت أنها تعاني من متلازمة غيلان باري Guillain Barre بصفة لا شك فيها الأمر الذي يستوجب العلاج. وتبين للخبير بعد دراسة دقيقة في البحوث العلمية التي ظهرت بعد فيروس كورونا أن ما أصيبت به من متلازمة توتر وإكتئاب نتيجة هذه الحالة النفسية التي تمر منها وحاليا، وهي تعاني من فقدان قوة عضلة الجانب الأيسر من الوجه وهناك توتر وإكتئاب وإضطراب في النوم وصداع الرأس.