حجز المنتخب الوطني المغربي مقعدا له في النهائي، متأهلا في الوقت ذاته، إلى أولمبياد باريس 2024، عقب الانتصار على مالي بالضربات الترجيحية، بعد نهاية المباراة التي جرت أطوارها، اليوم الثلاثاء، على أرضية مركب مولاي عبد الله بالرباط، لحساب نصف نهائي نهائيات كأس الأمم الإفريقية لأقل من 23 سنة، بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما. وبدأ أشبال الأطلس المباراة في جولتها الأولى مندفعين منذ صافرة الحكم، بحثا عن تسجيل الهدف الأول، ومن ثم محاولة إضافة أهداف أخرى، مع تأمين شباكهم، للتأهل إلى نهائي "الكان"، وإلى أولمبياد باريس 2024، للمرة الثامنة في تاريخهم، بعدما سجلوا حضورهم في الأولمبياد في سبع مناسبات سابقة، سنوات "1964-1972-1984-1992-2000-2004-2012". وكانت المشاركات السابقة محتشمة للغاية، جراء الإقصاء في كل مرة من دور المجموعات، باستثناء أولمبياد ميونخ، التي كان فيها التأهل إلى الدور الثاني، علما أن مشاركات المنتخب المغربي في الأولمبياد حصد فيها في المجمل من أول مشاركة له في أولمبياد طوكيو 1964، إلى آخر مشاركة في أولمبياد لندن 2012، "حصد" 15 نقطة، وضاعت منه 42 نقطة، محققا 3 انتصارات و6 تعادلات، مقابل تعرضه ل 14 هزيمة. وحاول المنتخب المالي مباغتة نظيره المغربي بهدف ضد مجريات اللعب، إلا أن الوقوف الجيد للدفاع رفقة الحارس علاء بلعروش حال دون تحقيق المبتغى، في الوقت الذي واصل فيه لاعبو المغرب مناوراتهم إلى أن تمكنوا من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 14 بفضل اللاعب زكرياء الوحدي، الأمر الذي جعل مدرب النسور يطلب من لاعبيه الخروج من قوقعتهم الدفاعية، أملا في إحراز التعادل قبل نهاية الجولة الأولى. واستمر أبناء عصام الشرعي في اندفاعهم بحثا عن الهدف الثاني لحسم النتيجة والتأهل إلى النهائي، وإلى أولمبياد باريس 2024، تجنبا لأية مفاجآت من الخصم مع مرور الدقائق، علما أن الأشبال كانوا قد خرجوا من الأولمبياد في مجمل مشاركاتهم، بدون تحقيق أية نقطة في مناسبتين، "طوكيو 1964″، و"سيدني 2000″، بينما حققوا نقطة واحدة في مناسبة واحدة، "برشلونة 1992″، وأربع نقاط في ثلاث مناسبات، "ميونخ 1972″، و"لوس أنجلوس 1984″، و"أثينا 2004″، ونقطتين في مناسبة واحدة، "لندن 2012″، مسجلين 18 هدفا في سبع مشاركات، بينما دخلت مرماهم 48 هدفا. ولم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد من ناحية عداد النتيجة، بالرغم من المحاولات التي أتيحت للمنتخبين، خصوصا لفائدة أشبال الأطلس، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم المنتخب المغربي بهدف نظيف على مالي، في انتظار ما سيسفر عنه الشوط الثاني، للتعرف رسميا على المنتخب الثاني المتأهل إلى أولمبياد باريس 2024، ونهائي "الكان"، لمواجهة مصر المتأهلة سلفا للمشهد الختامي، عقب انتصارها على غينيا بهدف نظيف. وتغيرت الأمور في الجولة الثانية، بعدما أصبحت السيطرة للمنتخب المالي، سعيا منه لتعديل النتيجة، للوصول على الأقل إلى الشوطين الإضافيين، في الوقت الذي عاد فيه لاعبو المنتخب المغربي إلى الوراء، معتمدين على الهجمات المرتدة لعلها تهدي لهم هدفا ثانيا ضد مجريات اللعب، إلا أن كل المحاولات على أقليتها باءت بالفشل، نتيجة التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة، ناهيك عن التعب الذي بدا واضحا على جل اللاعبين. وبعد العديد من المحاولات الفاشلة، تمكن المنتخب المالي من تعديل النتيجة في الدقيقة 66 عن طريق اللاعب مامادي ديامبو، معيدا بذلك المباراة إلى نقطة البداية، ليبحث مجددا كل منتخب عن الهدف الذي سيضمن لمسجله التأهل إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية، وكذا إلى أولمبياد باريس 2024، علما أن المنتخب المغربي حاول بعد تسجيل الهدف في مرماه، العودة لفرض سيطرته على مجريات اللقاء بحثا عن الهدف الثاني. واتسمت المباراة في دقائقها الأخيرة بالندية بين المنتخبين، بعدما تبادل الطرفان السيطرة والهجمات فيما بينهما، بحثا عن هدف الانتصار الذي سيمنح التأهل لصاحبه إلى النهائي، وإلى أولمبياد باريس 2024، دون تمكن أيٍّ منهما من تحقيق مراده، لتنتهي بذلك المباراة في شوطيها الأصليين بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، مر على إثره المنتخب المغربي ونظيره المالي إلى الجولتين الإضافيتين، للحسم في هوية المتأهل إلى المشهد الختامي. وعاد المنتخب المغربي لمناوراته في الجولة الأولى الإضافية، أملا في الهدف الثاني الذي سيرسله إلى النهائي، وسيحجز به مقعدا في أولمبياد باريس، في الوقت الذي استمر لاعبو مالي في اندفاعهم بحثا عن زيارة شباك علاء بلعروش للمرة الثانية، دون تمكن أيٍّ منهما من الوصول إلى المرمى، ما جعل الشوط الإضافي الأول ينتهي كما بدأ، بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين الطرفين. وتمكن أشبال الأطلس من تسجيل الهدف الثاني خلال أطوار الجولة الثانية الإضافية، برأسية اللاعب أمين الوزاني في الدقيقة 111، معيدا التأهل للمنتخب المغربي إلى النهائي وإلى أولمبياد باريس 2024، ليحاول المنتخب المالي مجددا تعديل النتيجة للمرور إلى الضربات الترجيحية على الأقل، وهو ما تمكن منه عند الدقيقة 116 بفضل اللاعب إصوفو مايكا، منهيا اللقاء في أشواطه الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي هدفين لمثلهما، انتقل على إثره المنتخبان إلى الضربات الترجيحية التي أهدت التأهل لأشبال الأطلس. وسيواجه المنتخب الوطني المغربي نظيره المصري، يوم السبت المقبل، الثامن من يوليوز الجاري، بداية من الساعة التاسعة ليلا، على أرضية مركب مولاي عبد الله بالرباط، في نهائي كأس الأمم الإفريقية لأقل من 23 سنة، علما أن المنتخبين تأهلا معا إلى أولمبياد باريس 2024، في انتظار الحسم في هوية المنتخب الثالث، بين غينياومالي خلال المباراة التي ستجرى بينهما "الترتيب"، الجمعة السابع من هذا الشهر.