أعرب الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة أمام القادة العرب خلال قمة في جدة هي الاولى التي تحضرها بلاده منذ أكثر من عقد، عن أمله في أن يكون الاجتماع بحضور دمشق "بداية مرحلة جديدة" للعمل العربي المشترك. وقال الأسد أمام قادة وممثلي الدول العربية "ونحن نعقد هذه القمة في عالم مضطرب، فإن الأمل يرتفع في ظل التقارب العربي العربي والعربي -الإقليمي والدولي والذي توج بهذه القمة". وأضاف "أتمنى أن تشكل (القمة) بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن في ما بيننا للسلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلا من الحرب والدمار". أودى النزاع المستمر في سوريا منذ العام 2011، بأكثر من نصف مليون شخص وشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتحو لت سوريا إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية. وقطع قادة عرب علاقات بلادهم أو خف ضوها مع الحكومة السورية على خلفية قمع النظام السوري لمعارضيه. وقدمت دول عربية عدة بينها السعودية وقطر، خصوصا في السنوات الأولى للنزاع، دعما للمعارضة السياسية والمسلحة، ودعت إلى ضرورة تغيير النظام في سوريا. لكن الرياض انفتحت أخيرا على سوريا وضغطت في اتجاه إعادتها الى الصف العربي. وكان الأسد توجه مساء الخميس إلى جد ة. وكانت قمة سرت في ليبيا في مارس 2010 آخر قمة حضرها. وأمام قادة الدول العربية في جدة، شكر الرئيس السوري القيادة السعودية على "الدور الكبير الذي قامت به (…) وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولإنجاح هذه القمة". وتابع "سوريا ماضيها وحاضرها ومستقبلها هي العروبة لكنها عروبة الانتماء لا الاحضان، فالاحضان عابرة لكن الانتماء دائم". وأضاف "ربما ينتقل الانسان من حضن لآخر لسبب ما لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغيره فهو من دون انتماء في الاساس. ومن يقع في القلب، لا يقبع في حضن، وسوريا قلب العروبة وفي قلبها". واعتبر الأسد أن "العمل العربي المشترك بحاجة إلى رؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة نحولها لاحقا إلى خطط تنفيذية .. بحاجة إلى سياسة موحدة"، مشيرا إلى أن "الأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها فهي قادرة على تدبير شؤونها، وما علينا إلا ان نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها".