شارك وفد سوري، برئاسة وزير الاقتصاد، الإثنين، في اجتماع تحضيري يسبق القمة العربية المقررة يوم الجمعة في جدة، في أول مشاركة لسوريا في اجتماعات جامعة الدول العربية بعد أكثر من 11 عاما من قرار تعليق عضويتها، حسب مشاهد بثّتها قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية. وقررت جامعة الدول العربية في 7 ماي استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها بعد أكثر من عقد على تعليق عضوية دمشق إثر قمعها الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص، وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وبعد أيام قليلة، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان للمشاركة في القمة العربية التي تعقد في مدينة جدة يوم الجمعة المقبل. والأسبوع الماضي، أعلنت السعودية وسوريا استئناف عمل بعثتيهما الدبلوماسيتين. وفي مستهل اجتماع أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة في جدة، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان: "أنتهز هذه الفرصة أيضا للترحيب بعودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية متطلعا للعمل مع الجميع لتحقيق ما نصبو إليه قيادات وشعوبا". وأظهرت مشاهد بثّتها قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية من داخل الاجتماع، الوفد السوري الدبلوماسي، برئاسة وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل، يشغل مقعد سوريا للمرة الأولى في اجتماع للجامعة العربية منذ 16 نونبر 2011. وأنهى قرار عودة مشاركة وفود الحكومة في اجتماعات الجامعة العربية عزلة دبلوماسية فرضتها دول عربية عدة منذ بداية النزاع على دمشق، التي تتطلع اليوم إلى أموال إعادة الإعمار. وستكون مشاركة الأسد في قمة الجمعة الأولى منذ ظهوره الأخير في قمة سرت في ليبيا في 2010، قبل أقل من عام من اندلاع النزاع في بلاده. وتتزامن عودة سوريا إلى الحضن العربي أيضا مع تغيّر في الخارطة السياسية الإقليمية بعد الاتفاق بين السعودية وإيران، أبرز حلفاء دمشق، الذي تُعلَّق عليه آمال بعودة الاستقرار في منطقة لطالما هزتها النزاعات بالوكالة. إثر اندلاع النزاع، قطعت دول عربية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وأبعدتها عن جامعة الدول العربية في نونبر 2011. وقدمت دول عدّة، بينها السعودية وقطر، دعماً للمعارضة السياسية والمسلحة، خصوصا خلال سنوات النزاع الأولى، ودعت إلى تغيير النظام في سوريا. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، اجتمع وزراء خارجية تسع دول عربية في جدة لمناقشة مسألة سوريا، ثم اجتمع خمسة وزراء، من بينهم وزير خارجية سوريا، في عمّان للأمر عينه. لكن قرار إعادة إدماج سوريا في محيطها العربي لا يحظى بإجماع. إذ أعلنت قطر، المعارضة الصريحة للرئيس السوري بشار الأسد، أنها لن تطبّع العلاقات مع حكومة دمشق، لكنها أكدت أيضا أنها لن تكون "عائقا" أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية. وكانت قطر قدمت دعما كبيرا لجماعات سورية معارضة تولت إدارة السفارة السورية في الدوحة.