بدأت ردود الفعل حول إدانة البرلمان الأوربي، الخميس، لوضعية حقوق الإنسان وانتهاكات حرية الصحافة في المغرب. في هذا الصدد، يقول محمد غياث، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، إن "بعض الدول الأوربية تعاني من مرض نحو المغرب". أدلى لنا غياث بهذه التصريحات بعد خروجه توا من اجتماع لمكتب مجلس النواب، الخميس، حيث نوقشت طريقة إدارة تداعيات قرار البرلمان الأوربي.
ما تعليقك على بعض مواقف البرلمان الأوربي مؤخرا؟ فعلا، خلفت المواقف الأخيرة الصادرة على مستوى البرلمان الأوربي حالة استياء واسعة سواءً على المستوى الرسمي أو الشعبي بسبب وجود إحساس عميق أن هناك شيئا ما يحاك في الخفاء ضد المغرب، ويتم تصريفه تحت غطاءات سياسية وحقوقية وإعلامية للضغط عليه خدمة لمصالح دول نعرف حجم الحالة المرضية التي باتت تعانيها اتجاه المغرب بسبب وضعه السياسي والاقتصادي اليوم، وبسبب اختياراته الجيوسياسية، والمثير للدهشة هاته المرة أنه يتم استعمال مواضيع تدخل في صميم السيادة الوطنية مثل استقلالية المؤسسات كالمؤسسة القضائية، وهذا ما يدفعنا إلى رفض مثل هاته الممارسات جملة وتفصيلا.
البرلمان الأوربي دعا إلى الكف عن استعمال بعض الجرائم لتقييد حرية الصحافة والصحفيين.. لكي ننور الرأي العام الوطني حول الموضوع، فمحتوى التوصيات يدعو الدولة المغربية إلى تعطيل المؤسسة القضائية والتدخل في استقلاليتها لفائدة السيد عمر الراضي الذي له نزاع قضائي مع سيدة تتهمه بالاغتصاب، والملف اليوم في مرحلة النقض، والمتهم استفاد من كل الضمانات القانونية في قرينة البراءة والمحاكمة العادلة، بل المتهم يؤازره 16 محاميا مغربيا ومحاميان فرنسيان هل هذا غير كاف !! والبرلمان الأوربي يقول للمغرب إن المتهم صحفي، وبالتالي لا يجب أن يحاكم وفق القانون المغربي كباقي المغاربة. نحن نفهم الرسائل السياسية من وراء هذا النوع من الضغوط التي اعتدناها منذ عقد من الزمن من طرف دول لا تريد الاعتراف بأن المغرب دولة مستقلة منذ ما يزيد عن 60 سنة، وذات سيادة ورؤية تنموية، هذه هي الحقيقة التي لم يمتلك واضعو التوصيات، الشجاعة السياسية الكافية لقولها مباشرة.
ماذا تخططون لفعله إزاء الانتقادات الصادرة عن البرلمان الأوربي؟ المغرب أمة ودولة عمرها أكثر من 12 قرنا، ليس كحال بعض البلدان التي تفوقها بعض العلامات التجارية عمرا وتأثيرا، ومع الأسف تريد هذه الدول أن تعطي الدروس والعبر للمغرب في كيفية التعاطي مع شؤونه الداخلية. المسار الذي رسمه المغرب لنفسه تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس وبتوافق بين كل القوى الحية في البلاد لا محيد عنه، أي استكمال البناء الديمقراطي وتعزيز ركائز الدولة الاجتماعية وتحقيق الإقلاع الاقتصادي، ونحن لنا الخبرة والكفاءة والقدرة لوقف هذا النوع من المناورات الدنيئة وكشف الجهات التي تقف خلفها، والحمد لله سمعة المغرب اليوم حديث الناس في العالم ومصدر ثقة للدول الكبرى، وهذا ما يجعلنا مطمئنين حول المستقبل.