كاد حرس الحدود الجزائري، زوال أول أمس، أن يحول الشريط الحدودي إلى حمام للدّم، بعدما واجه عنصر من عناصره عاملين بالتهريب المعيشي في اتجاه المغرب بالرصاص، حيث كشفت مصادر مطلعة من منطقة «لقياسة» الواقعة على بعد 2,5 كلم من المركز الحضري لمدينة «بني أدرار» أن أزيد من 15 مهربا كانوا بالمنطقة قبل أن يفاجئهم الجندي الجزائري بتوجيه رشاشه اتجاههم وإطلاق النار عليهم. المصادر ذاتها، كشفت أن المهربين تمكنوا من الهرب خوفا، حيث تفرقوا في كل الاتجاهات من أجل سلامتهم، «خاصة أن الجندي الذي صوب في اتجاه المهربين رشاشه جيء به خصيصا إلى تلك النقطة الحدودية، فهو معروف بسطوته وغطرسته»، يقول المصدر ذاته قبل أن يضيف: «يتم نشر مجموعة من الجنود، في الآونة الأخيرة على الشريط الحدودي في الجانب الجزائري، معروف عنهم أنهم لا يرحمون، وهذا تغير لاحظناه بعد عودة التوترعلى مستوى العلاقات المغربية- الجزائرية». الحادث أسفر عن إصابة مهرب مغربي يدعى «الحسين المشطي»، ينحدر من مدينة الخميسات، يبلغ من العمر 47 سنة، أب لثلاثة أبناء أكبرهم يبلغ من العمر21 سنة. المشطي أصابته رصاصة الجندي بشكل غير مباشر، حيث مرت مخترقة بطنه بشكل جانبي دون أن تستقر فيه، ما سبب له جرحا غائرا على مستوى البطن استدعى تدخلا جراحيا من قبل الطاقم الطبي المشرف على حالته بالمستشفى الجهوي الفارابي لوقف النزيف الذي أصيب به. وأكد الضحية في تصريح ل «أخبار اليوم» أن الجندي أطلق عليه النار مباشرة بعد عودته من التراب الجزائري محملا ببعض السلع التي هربها في سبيل إعالة أبنائه، وبعد إصابته يضيف نفس المتحدث، لم يجد من بد سوى الاستمرار في المسير والهرب، إلى أن أغاثه بعض زملائه لنقله إلى المستشفى. بالرغم من غياب رقم رسمي عن عدد المغاربة الذين سقطوا برصاص الحرس الجزائري، كشف الناشط الحقوقي، حسن عماري، أن الأرقام المتوفرة تشير إلى تسجيل 26 حالة إصابة في ظرف ثلاث سنوات المنصرمة؛ أي بمعدل حالة تقريبا كل شهر ونصف، فارق 3 منهم الحياة، «وهو ما يطرح العديد من الأسئلة حول حماية الأمان الشخصي والسلامة البدنية للمواطنين المغاربة»، يقول عماري قبل أن يضيف: «خصوصا أن المصابين غالبيتهم من قاطني الشريط الحدودي، وبالتالي فالتخلي عنهم في مواجهة هذا المصير المتكرر يعتبر تقصيرا من جانب السلطات المغربية في تحمل مسؤوليتها اتجاه مواطنيها»، وطالب نفس المتحدث من السلطات المغربية بتحديد موقفها من هذه العمليات المتكررة التي تتجه نحو منحى تصاعدي. في السياق نفسه، كشف مصدر مطلع أن الجندي نفسه الذي أطلق النار على المهرب المغربي نفذ يومين قبل الحادث بمعية بعض زملائه مجزرة في حق حمير التهريب التي يستعملها المهربون في نقل بضائعهم، حيث أبرزت المصادر ذاتها، أنه في سياق استعراض القوة والغطرسة لهذا الجندي ورفاقه أقدموا على إطلاق النار على 25 حمارا قتلوا معظمها، مجزرة تنضاف إلى أخرى كان الجيش الجزائري قد نفذها في منتصف نونبر الماضي بمنطقة شراكة، حيث قتلوا العشرات من الحمير على مدار ثلاثة أيام متتالية.