على بعد أيام من انطلاق أولى جولات الانتخابات الرئاسية بتركيا، المزمع إجراؤها في العاشر من غشت الجاري، وجه يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة الى الشعب التركي دعاه من خلالها الى التصويت لفائدة طيب رجب اردوغان . وقال القرضاوي "أطالب الشعب التركي المسلم في مجموعه باسم الإسلام : أن ينتخب لرئاسة جمهوريته رئيس الوزراء المسلم رجب الطيب أردوغان"، واصفا اياه ب"الرجل القوي الأمين، الحفيظ العليم، المخلص لبلده ودينه وأمته، الذي أثبت بقدرته وشجاعته، وذكائه ورؤيته، وإخلاصه وسعة أفقه، وقوة حزبه، وائتلاف الشعب معه : أنه الرجل الصادق". وزاد القرضاوي "وأود أن أؤكد هنا باسمي واسم علماء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن دولة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان هو الرجل المناسب لهذا المنصب، وهو الرجل الذي أحبه شعبه، بعدما جرب الحقب الديكتاتورية التي حرمته الحرية والكرامة والديمقراطية من قبل، والذي أعاد إليه الاسستمتاع بالحياة الوطنية الجديدة، التي ربطت تركيا بقديمها، وربطها بإسلامها، وربطها بأمتها الكبرى في العالم الإسلامي"، مشيرا الى ان اردوغات "استطاع أن يعيد لتركيا حياتها من جديد، فينهض اقتصادها، وتنمو ثقافتها، ويتصاعد نموها، وتتسع علاقاتها بأخواتها، وجيرانها وشركائها، من العرب والمسلمين، وتصبح تركيا في سنوات قليلة أحد الأعمدة الأساسية في العالم". ومضى الشيخ القرضاوي في سرد مزايا رييس الوزراء التركي، مؤكدا ان صار نموذجا لحكم الإسلاميين، وهو ما جعله محط إعجاب "الشعوب التي قهرها الطغاة والجبارون في الأرض، والتي رفضت هؤلاء الجلادين والجبارين، فوقفت تركيا معهم، ولم تبال بعناد الجبارين، وتطاولهم عليها". وقال في هذا الصدد، تركيا "وقفت مع الشعب المصري ضد نظام السيسي ، الذي انقلب على الرئيس الشرعي، وخلعه، بلا سند من شرع أو قانون، ووقفت مع الشعب السوري في ثورته ضد طاغية سوريا بشار الأسد، بما تستطيع، وقدمت لهم أيادي العون والمساعدة. ووقف مع أهل غزة، التي طغت عليها إسرائيل المتجبرة في الأرض،فضاق كثير من حكام العرب والمسلمين، الذين خانوا الله ورسوله والمؤمنين، بأردوغان، جهرًا أو سرًا". ومع اقتراب موعد الانتخابات في تركيا يزداد الصراع و التوتر الاعلامي بين رييس الوزراء طيب رجب اردوغان، وجماعة كولن ، حيث تحولت النازعات بينهما من المضاربة الاقتصادية واعتقالات وتصفية عناصر الخدمة ( جماعة فتح الله كولن) من المؤسسات الحكومية و الاجهزة الامنية ،واطلاق تسمية بالدولة الموازية الى الصراع العلني عبر وسائل الاعلام وخروج انصار الخدمة وفي مقدمتهم الاب الروحي للحركة لفضح اسرار وخفايا الحكومة التركية امام الراي العام التركي ، مما يثبت وجود نفوذ لحركة الخدمة في جميع المؤسسات الدولة. ويقوم اردوغان بتشبيه جماعة فتح الله كولان بانهم نظام او دولة موازية داخل الدولة ويتهمهم بالعمل على زعزعزة الاستقرار السياسي وافشال عملية السلام مع الاكراد وارجاع تركيا الى الفترة المظلمة والسيطرة على الرؤية الوطنية التركية التي يقول بانه يمثلها بجدارة. وكان حزب "العدالة والتنمية"، الحاكم في تركيا اعلن ترشيح رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في العاشر من غشت الجاري. كما تقدم حزبا "الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، للبرلمان، بطلب ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام السابق لمنظمة المؤتمر الإسلامي، كمرشح لرئاسة الجمهورية التركية، عن الحزبين المعارضين. فيما رشّح حزب الشعب الديمقراطي الكردي للمنصب رئيسه صلاح الدين دميرتاش. يذكر أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية سوف تجرى في 10 غشت الجاري، على أن تجرى جولة ثانية في 24 منه إذا لم يحصل أحد المرشحين على نسبة تفوق ال50 في المائة.