وتعتبر الرباط آخر محطة ضمن جولة روس التي استمرت لأسبوع زار فيها كلا من الجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا. وينتظر أن يلتقي روس بمسؤولين بالعاصمة الرباط، على رأسهم وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، لدراسة آخر التطورات بالمنطقة، غير أن العديد من المراقبين لا يتوقعون الشيء الكثير من هذه الزيارة، التي تبقى «زيارة روتينية»، حسب العديد منهم. وفي هذا الصدد، قال عبد المجيد بلغزال، حقوقي وعضو «الكوركاس» إن «زيارة روس الحالية هي زيارة روتينية لن تخرج بنتائج معينة». وأضاف بلغزال في تصريح ل»أخبار اليوم»، «صار يثير قناعة لدى الوسيط الأممي بأن الزيارات المعلنة إلى المنطقة لن تغير من واقع الحال شيئا، نظرا إلى ما يصاحبها من ضغوطات، وبالتالي، لا تنتج شيئا». وأكد المتحدث ذاته أنه «جرت العادة في مختلف النزاعات أن المبادرات السرية هي الحل، بحيث تكون بعيدة كل البعد عن الضغوطات، خاصة في ظل تنامي أزمة الثقة بين طرفي النزاع»، وبالتالي، يقول «الرهان على الزيارات المعلنة رهان فاشل، وستكون هذه الزيارة مقدمة لدفع الوسيط الأممي لعقد لقاءات سرية تجمع طرفي النزاع من جهة، وخبراء من المنطقة لهم مسافة مع النزاع». وزاد بلغزال «الوسيط الأممي وصل إلى قناعة بأنه يجب التأسيس لمداخل جديدة للمفاوضات بعيدا عن الضغوطات، وهذا سيدخل الملف إلى «الستاتيكو» لمدة معينة من جديد». وينتظر أن يقدم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء كريستوفر روس خلال لقائه بالمسؤولين المغاربة بالمغرب تصورا جديدا للمفاوضات . وبدأ كريستوفر روس زيارته إلى المنطقة، الاثنين الماضي، حيث حل بالجزائر وبحث مع وزير خارجيتها رمطان لعمامرة، ولاحقا مع رئيس الحكومة عبد المالك سلال، المفاوضات المقبلة والدور الجزائري. وانتقل يوم الأربعاء إلى مخيمات تندوف، وأجرى اللقاء الأول مع الوفد المفاوض برئاسة أحمد البوخاري والتقى زعيم البوليساريو محمد عبدالعزيز. ولم يتم الكشف عن شكل المفاوضات المقبلة التي ستجري بين المغرب وجبهة البوليساريو. ويكتفي روس في الوقت الراهن بنقل مقترحات جديدة بين الطرفين وبدعم من العواصم الكبرى للانتقال إلى مفاوضات مباشرة حول الحل المستقبلي بعدما أكد روس لمجلس الأمن تخليه عن صيغة المفاوضات غير المباشرة التي لم تسفر عن نتائج طيلة الأربع سنوات الأخيرة. كما كان المبعوث الأممي كريستوفور روس استقبل نهاية الأسبوع الماضي بنواكشوط من قبل الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد لغظف، وحسب الوكالة، فإن اللقاء قد جرى بحضور حامد حموني، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المكلف باتحاد المغرب العربي، ومحمدن ولد داداه، مدير التعاون الدولي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وجدو ولد عبد الرحمن ولد جدو، القائم بأعمال البعثة الدائمة للجمهورية الإسلامية الموريتانية بالأمم المتحدة.