وكأن المخاطر التي يتعرضون لها يوميا وسط الفوضى التي تعم ليبيا غير كافية.. وجد عشرات من المهاجرين المغاربة بهذا البلد أنفسهم ضحية لشركة طيران وهمية وعدتهم بنقلهم من أحد المطار الليبية. استغلت شركة للطيران وهمية معانة المغاربة المقيمين في ليبيا للنصب والاحتيال عليهم، وذلك بعد أن منحتهم تذاكر طيران من مطار «معيتيقة» نحو العاصمة الرباط، بمبلغ 520 دينار ليبي، أي ما يعادل قرابة 3500 درهم مغربي، حسب شهادة أكثر من مصدر تحدثت إليهم « اليوم24» من داخل المطار في طرابلس. وأمام حالة الفوضى والخوف من البقاء عالقين هناك، سقط العديد من المغاربة ضحية غياب البديل للخروج من جحيم الحرب، بعد أن صدموا بغياب الطائرة التي باعهم مجموعة من الوسطاء تذاكرها، ليجدوا أنفسهم محاصرين داخل المطار في ظل غياب أي مخاطب يشكون إليه ما تعرضوا له. وأكد أزيد من مصدر للموقع من قلب طرابلس، أن عملية النصب تلك، بدأت صباح أول يوم أمس الثلاثاء، بعد إعلان إحدى الشركات وقف رحلتها نحو المغرب التي كانت مبرمجة كل يوم الجمعة، في ظل وجود رحلة واحدة يوم الاثنين من مطار «معيتيقة»، الذي يعرف اضطرابا كبيرا في ملاحته الجوية، كما تصف المصادر ذاتها هذا الوضع. وفي سياق متصل، أفادت مصادر أخرى من ليبيا، أن مصالح السفارة شرعت في الاتصال بأفراد الجالية هناك، لإخبارهم بفتح مكاتب فرعية في كل من مدينتي «بن غازي» و «مصراتة»، ابتداء من اليوم، موجهة إلى الراغبين في مغادرة ليبيا عبر تونس، لكن أبدت نفس المصادر تخوفها من العملية، وذلك بعد أن تعرضت عائلة مغربية بأكملها خلال الساعة الأولى من صباح يوم أمس لعملية سطو لكل ممتلكاتهم وأموالهم في الطريق إلى الحدود الليبية التونسية. إلى ذلك حاولت «اليوم24» الاتصال بمصالح وزارة الخارجية والوزارة المنتدبة في الهجرة لمعرفة المعطيات الأولية عن عدد المغاربة الذين عبروا الحدود الليبية نحو تونس. لكن، وإلى غاية الساعة، لا وجدود لأرقام دقيقة منذ اعتماد النقطة القنصلية على مستوى الحدود. وعن آخر الأوضاع هناك إلى غاية صباح يوم أمس الأربعاء، قالت مصادر ل « اليوم24»، إن الليبيين بدؤوا في إخلاء بيوتهم في طرابلس، متجهين نحو مدينة «مصراتة»، الهادئة نسبيا. كما تحدثت المصادر ذاتها، عن شح المواد الأولية والغذائية في كل من طرابلس وبنغازي، إذ أن العائلات لم تعد تجد الحليب لإطعام أطفالها. وما يزيد الأوضاع سوءا في المدينتين هو الانقطاع المتكرر والطويل للماء والكهرباء وغياب الغاز. وعلاقة بالمشهد الأمني والسياسي في ليبيا، تحدثت تقارير إخبارية عن استمرار المواجهات المسلحة بين الفصائل المتناحرة؛ مواجهات أسفرت، حسب السلطات الليبية، عن سقوط أكثر من 220 قتيلا، ونحو ألف جريح، منذ انطلاقها قبل أسبوعين، في معارك تدور رحاها داخل مدينتي طرابلس وبنغازي بين قوات اللواء الليبي المنشق «حفتر» ومسلحين منتمين إلى عناصر إسلامية، توصف ب «المتشددة»، وكتائب تمثل كل من «كتائب مصراتة، والخمس، وزليتن، وطرابلس، ومسلاتة، وغريان، وجنزور، والزاوية، وبعض من ثوار سرت، وبني وليد، وكتائب من أغلب المناطق الغربية». وسياسيا، يعقد الليبيون آمال واسعة على برلمانهم، الذي انتخب ليلة الاثنين/الثلاثاء رئيسا جديدا له، وهو المستشار عقيلة صالح عيسى، والذي حضي -إلى حدود اليوم- بدعم عربي وإسلامي وأوربي ودولي، بعد أن حضر جلسة انتخابه ممثلون عن جامعة الدول العربية وبعثة الأممالمتحدة في ليبيا ومنظمة التعاون الإسلامي، فيما وصف الاتحاد الأوربي -في بيان له- الخطوة ب «البالغة الأهمية»، معربا -في البيان ذاته- عن أمله في «إعادة وضع العملية الانتقالية الديمقراطية في ليبيا على السكة».