شرع مجلس مدينة البيضاء، عمليا في إعلان حالة الطوارئ المائية بسبب ندرة وتراجع مخزون الماء الصالح للشرب، وعمد إلى عقد جملة من اللقاءات الماراطونية من أجل الخروج بعدة قرارات من شأنها تحسين تدبير الماء والحفاظ عليه أثناء استعماله ومنع استعماله في سقي المساحات الخضراء والملاعب بما فيها ملاعب الكولف أيضا. وعلاقة بحالة الطوارئ المائية، التي أعلن عنها مدبرو العاصمة الاقتصادية، كشف مولاي أحمد أفيلال، نائب العمدة المكلف بالنظافة، أن المجلس الجماعي عقد لقاء مساء أمس الثلاثاء، بتعليمات من العمدة نبيلة الرميلي، ترأسه نيابة عنها، وحضره كل من المديرة الجهوية للحوض المائي والمسؤولة على المساحات الخضراء في شركة التنمية المحلية "بيئة"، ومدير التتبع في شركة "ليدك"، وأطر الشركة ومديرة المساحات الخضراء بمجلس المدينة والمهندسين وممثلة عن والي الجهة، من أجل الخروج بمخرجات مهمة منها اتخاذ عدة قرارات تستهدف ترشيد استعمال الماء الصالح للشرب والتحسيس والتنبيه لخطورة تدبير المياه. وكشف المسؤول ذاته، أن مجلسه طلب من شركة "ليدك"، تعليق استعمال المئات من عدادات الماء الصالح للشرب، المخصصة لسقي المساحات الخضراء، حيث تم إغلاق 200 عدادا سابقا والآن الشركة في طور تعليق استعمال 500 عدادا مخصصا لسقي المساحات الخضراء. في مقابل هذا القرار، أعلن أفيلال أن مجلس المدينة، قرر استعمال المياه الجوفية ومجموعة من العيون التي شدد المتحدث ذاته على ضرورة استرجاعها. وأكد نائب العمدة، في تصريح ل"اليوم 24″، أن العدادات باتت تستنزف فاتورة هائلة ومرتفعة جدا، خصوصا تلك المتعلقة بسقي المساحات الخضراء. ونبه أفيلال إلى وجود آبار جوفية لا تتوفر على مضخات، بسبب تعرضها إما للتلف أو للسرقة، ومجلس المدينة يقوم حاليا بجرد الآبار الموجودة واستعمالها في السقي كبديل لعدادات الماء التي تم قطعها، وذلك تفاديا لإهمال هذه المساحات الخضراء، وإنقاذها من الجفاف. وأوضح نائب العمدة المكلف بالنظافة، أن مجلسه اقترح سقيها عبر حافلات تحمل صهاريج مائية، إلا أن التكلفة المادية باهظة تتطلب ضخ 9 مليارات درهم. وفي المقابل كشف نائب الرميلي، أن آخر قرار يمكن اللجوء إليه بسبب أزمة الماء في البيضاء، هو اللجوء إلى نقص صبيب الماء أو قطعه، مشددا على أن مجلسه يقوم باتخاذ تدابير استباقية للحفاظ على مخزون الماء الصالح للشرب. ونبه أفيلال إلى أنه في حال تم الاستمرار في تبذير الماء، فإن السلطات المعنية ستكون مضطرة إلى اللجوء إلى اتخاذ إجراءات النقص من الصبيب أو قطع الماء في فترات معينة. وأعلن المسؤول المحلي، أنه تقرر أن تشرع الشركة المفوض لها ماء (ليدك)، في بث وصلات إشهارية إعلامية تحسيسة في القنوات الإعلامية موجهة للبيضاويين. وقال أفيلال، إن الماء مادة حيوية ينبغي الحفاظ عليها بسبب الجفاف الذي كان في السنوات الأخيرة، مؤكدا تراجع مخزون الماء الصالح للشرب، ومن ثم لابد من المحافظة عليه وحسن تدبيره، فنحن أمام حالة الطوارئ بسبب تراجع مخزون الماء الصالح للشرب، والآن الأولوية للمساحات الخضراء المهمة، من أجل إنقاذها والمحافظة عليها.