تتصاعد الشكاوى في مدينة الفنيدق من تراخي الشرطة المحلية في مساعدة المدبرين المحليين على تأمين الجهد الجماعي لاستعادة عافية الاقتصاد بعد سنتين من الركود أدى إلى اندلاع احتجاجات. تأمل جماعة الفنيدق في نجاح موسمها السياحي هذا العام، وبعث الروح في النشاط التجاري بهذه البلدة القريبة من سبتة، باستقبال الآلاف من السياح الذين يرغبون في الاستجمام على شواطئها. لكن هذه الآمال تصطدم، وفقا لمصادر من هناك، بضعف التغطية الأمنية لمواقع الاصطياف، وبطء الاستجابة لنداءات النجدة، وتجاهل شكاوى السلطات المحلية إزاء نقاط تجمع الجانحين، والتلكؤ في جهد مكافحة الجريمة. بدأت الشرطة تحت وطأة هذه الشكاوى، في تنفيد حملات هذا الأسبوع، في مسعى إلى تخفيف حدة الانتقادات. مند سنتين، قام رئيس مفوضية شرطة هذه البلدة بتغيير شامل على استراتيجية العمل، مركزا جهده بالكامل على مكافحة تهريب المخدرات بواسطة الطائرات المسيرة من الحدود مع الثغر المحتل. أدت هذه الاستراتيجية إلى تحويل الجهد الأمني من وسط المدينة إلى حدودها، رغم أن هذه العملية لم تخلص سوى إلى نتائج محدودة على صعيد التوقيفات. تبعا لذلك، يقول متحدث إن الحديقة المحاذية بمبنى البلدية، وسط المدينة، على سبيل المثال، وجراء الفراغ الأمني، تحولت إلى مستقر لجانحين، بينما تتجاهل الشرطة طلبات مسؤولين بالجماعة إلى فك ما يشبه مخيم أقيم هناك. كذلك، فإن تأمين انسيابية السير والجولان في هذه الفترة بالكاد يخصص له بضع عناصر شرطة قد لا يتعدى في أفضل الأحوال ثلاثة. يؤدي ذلك إلى الاختناقات المرورية التي لا تساعد السياح على تخطيط رحلاتهم بشكل جيد في أوقات العطلة. بدلا عن ذلك، يكلف شرطيان بشكل اعتيادي بإقامة رادار سرعة في مدخل المدينة الجنوبي، يغطي طريقا لا يسجل عادة أي حوادث سير، لكن الرادار به يتحول إلى مصدر شكاوى من السياح الذين يشعرون بأنهم تعرضوا للاصطياد هناك. "كل هذه العناصر لا تساعد على تأمين موسم صيفي ناجح"، يقول مصدر من هناك. ويضيف: "عندما يشعر السياح الذين تحتاجهم المدينة في هذه الأوقات الصعبة من تاريخيها، بأن أمنهم متروك لأيديهم، فإن ذلك يؤدي إلى فوضى، ثم إلى ضجر ينعكس بشكل سلبي على تقييم المدينة كوجهة سياحية". لا يرغب المنتخبون المحليون في مواجهة الشرطة هناك بهذه الانتقادات على كل حال، لكن بعضهم تشجع لإعلانها، مثلما فعل محمد عزوز، نائب كاتب المجلس. فقد انتقد تخلي الشرطة عن دعم السلطات المحلية في مواجهة المظاهر التي لا تساعد على تأمين الموسم الصيفي. طالما كانت الشرطة المحلية في هذه البلدة هدفا للانتقادات. وبالرغم من ضعف معدلات الجريمة هناك، إلا أن السبب الرئيسي يعود إلى طبيعة المكان نفسه وأهاليه، وليس إلى فعالية الشرطة كما يقول مواطنون. غير أن ضباط الشرطة قليلي العدد هناك، لديهم أيضا أعذارهم فيما يخص هذه المشكلة. ومثلما كان عليه الحال دائما، فهم يشتكون من نقص في الموارد البشرية لتأمين الاحتياجات المطلوبة، حتى في الأوقات العادية ناهيك عن فترة العطلات. وفي بعض الحالات، تعزز ولاية الأمن بتطوان هذا الجهد البشري، لكنه غالبا ما يكون محصورا في نهايات الأسبوع.