لم يسبق لمدينة سبتة أن عرفت اختناقا وأزمة اقتصادية مثل اللتين تعانيهما هذه السنة وخلال الموسم الجاري. فقد كانت المدينة تراهن على عملية العودة الصيفية للمهاجرين المغاربة المقيمين في الخارج، والذين كانوا يدرون أموالا في خزينة المدينة، لكن هذه العودة خيَّبتْ آمال المدينة، حيث اختار الآلاف العودة مباشرة عبر ميناء طنجة، وهو ما أحبط حكومة سبتة، التي كانت تراهن على ذلك. ولتدارك الأمر، فقد سعت الحكومة المحلية لسبتة جاهدة، وبكل الوسائل الممكنة، جذب السياح المغاربة بسبب الركود الاقتصادي الفظيع التي تعيشه، حيث يتظاهر يوميا، ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، العشرات من الأشخاص نساء ورجالا، احتجاجا على مندوبية الحكومة، بسبب البطالة التي يعانون منها، والتي وصلت، وفق آخر الأرقام الرسمية، إلى 21 في المائة. ونظرا إلى حلول شهر رمضان المبارَك، فقد سعت المدينة إلى توزيع أكثر من 5 آلاف منشور دعائي وسياحي على مختلف المنتجَعات السياحية في عمالة المضيق -الفنيدق، بغية استقطاب السياح المغاربة وجذبهم لقضاء إجازاتهم والتبضع في المدينة. في هذا السياق، اعتمدت الحكومة المحلية على تكليف المشرفين على شركة المنتجع البحري بتوزيع هذه المناشير، بغرض التوسع في شمال المغرب، لاستمالة أكبر عدد من السياح المغاربة، نظرا إلى تواجد العديد منهم في مدينة تطوان خلال هذه العطلة الصيفية. وكانت المصالح السياحية في سبتة بقرارات الاعتماد سابقا على إمكانية الترويج والدعاية للسياحة في سبتة، عبر وسائل الإعلام التقليدية في المغرب، لجذب السياح، لكنها في نهاية المطاف عدلت عن قرارها، تخوفا من رفضها من طرف الجرائد المحلية، باعتبارها مدينة محتلة، حيث قررت بعدها الدعاية والترويج السياحي المباشر. وكثفت حكومة سبتة المحلية من حملتها الترويجية في الآونة الأخيرة، من خلال توزيع المنشورات الإعلامية في يد مستخَدمة في شركة مغربية لهذا الغرض، حيث تمنح هذه الشركة المواطنين المغاربة خريطة سياحية لسبتة، مرفوقة بمنشور إشهاري يدل على الأماكن التجارية في المدينة.