ينتظر أن ينهي المجمع الشريف للفوسفاط سنة 2013 على إيقاع تراجع معاملاته عند التصدير، إذ استقر حجم هذا التراجع عند متم ال 11 شهرا الأولى من السنة الجارية، في حدود 9.7 مليار درهم، لتنتقل مبيعات المكتب من 44.5 مليار درهم سنة 2012 إلى 34.8 مليار درهم خلال السنة الجارية. وضعية تجد أسبابها، تسجل مصادر من داخل المجموعة، «في التراجع الدوري لسوق الفوسفاط، الأمر الذي ساهم في الضغط على أسعار هذه المادة الحيوية، وبالتالي، تراجع إنتاجية المجموعة»، والتي ناهزت، حسب معطيات صادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية، 1.6 في المئة خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الجارية. وضعية يُنتظر أن تستمر خلال السنة المقبلة، لكنها لن تكون بحجم السنة الجارية، خصوصا وأن المجموعة اتجهت، تضيف مصادر «أخبار اليوم»، «نحو إدراج هذه الخاصية الدورية في استراتيجيتها، الأمر الذي أفضى إلى اعتماد منطق المرونة الصناعية من أجل مواجهة تقلبات العرض والطلب التي تعيش على إيقاعها صناعة الفوسفاط عبر العالم»، وهو الأمر الذي ينتظر أن يقود المجموعة مع بداية سنة 2015 إلى تقويم معاملاتها عند التصدير مع عودة سوق الفوسفاط إلى النمو. ولاستباق هذا الموعد، يُرتقب أن تسلم المجموعة جزءا من المشاريع التي تعهدت بها في إطار مخططها الاستثماري الممتد حتى حدود سنة 2020، وفي هذا الإطار، يُرتقب أن تشهد الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2014، إطلاق العمل بأنبوب نقل الفوسفاط من مناجم استخراجه إلى مصانع الأسمدة والحامض الفوسفوري بالجرف الأصفر على طول يتجاوز 300 كيلومتر، زيادة على افتتاح مصانع جديدة لإنتاج الأسمدة الفوسفاطية بمعدل مصنع واحد كل ستة أشهر في محاولة للاستجابة على الطلب الوطني والدولي على هذه المواد. ولن يقف مجهود المجمع عند هذا الحد، بل يتوقع أن يفتتح المكتب الشريف للفوسفاط، منجم الحلاسة، الذي يعد واحدا من ثلاثة مناجم بموقع خريبكة، إذ سيمكن عند دخوله حيز الاستغلال من بلوغ طاقة إنتاجية تصل إلى 5.5 مليون طن، وتشغيل 630 مستخدما. وينتظر أن يدعم هذا المشروع بإنشاء «مغسلة الحلاسة»، التي تعد الأكبر في العالم، باستثمار إجمالي يصل إلى 3.4 مليار درهم، إذ سيساهم تسليم خط إنتاجها الأول منتصف السنة المقبلة في رفع الطاقة الإنتاجية للموقع بفضل استعمال التدابير الجديدة التي طورها المجمع الشريف للفوسفاط في مجال التخصيب. في المقابل، خصصت المجموعة حوالي 40 مليار درهم خلال السنة الجارية لتنفيذ مخططها الاستثماري، الذي يرتقب أن تصل مخصصاته الإجمالية إلى حوالي 140 مليار درهم، وهو الأمر الذي ينتظر أن يمكن المجمع الشريف للفوسفاط عند متم السنوات الست المقبلة من رفع الطاقة الاستخراجية للمجمع إلى حوالي 55 مليون طن بحلول سنة 2020، وتحسين الإنتاجية والتقنيات الصناعية بهدف خفض التكاليف بنسب تتراوح بين 30 إلى 40 في المئة.