يرتقب أن يخصص المجمع الشريف للفوسفاط خلال السنة المقبلة استثمارات بقيمة 29.5 مليار درهم لدعم برنامجه الاستثماري، الذي سيشهد تسليم جزء من مشاريعه خلال 2014 وعلى رأسها أنبوب نقل الفوسفاط. يرتقب أن يعبئ المجمع الشريف للفوسفاط خلال السنة الجارية استثمارات بقيمة 29.5 مليار درهم لإتمام برنامجه الاستثماري الممتد إلى حدود سنة 2020 والهادف، عبر تخصيص 140 مليار درهم من الاستثمارات، إلى رفع الطاقة الاستخراجية لمناجم الفوسفاط إلى حوالي 55 مليون طن، وتحسين الإنتاجية والتقنيات الصناعية بهدف خفض التكاليف بنسب تتراوح بين 30 إلى 40 في المئة. مخطط ينتظر أن تسلم مجموعة من مشاريعه خلال السنة الجارية، ويتعلق الأمر بكل من أنبوب نقل الفوسفاط، الذي يرتقب أن يشرع في استغلاله تسجل مصادر مطلعة من داخل المجمع الشريف للفوسفاط، «ابتداء من الربع الأول من السنة»، حيث كلف إنجازه غلافا استثماريا بقيمة 4.5 مليار درهم بهدف تقليص تكاليف نقل الفوسفاط بنسبة 90 في المئة عبر إقامة 235 كيلومترا من الأنابيب بين مناطق استخراج الفوسفاط ومنصات تصنيعه وتصديره. وترتبط المشاريع الأخرى بالشروع في استغلال منجم الحلاسة، الذي يعد واحدا من ثلاثة مناجم بموقع خريبكة، إذ سيمكن عند دخوله حيز الاستغلال من بلوغ طاقة إنتاجية إلى 5.5 مليون طن، وتشغيل 630 مستخدما. وينتظر أن يدعم هذا المشروع بإنشاء «مغسلة الحلاسة»، التي تعد الأكبر في العالم، باستثمار إجمالي يصل إلى 3.4 مليار درهم، إذ ستساهم هذه الأخيرة في رفع الطاقة الإنتاجية للموقع بفضل استعمال التدابير الجديدة التي طورها المجمع الشريف للفوسفاط في مجال التخصيب. وتشمل هذه المشاريع أيضا، تسليم أولى المصانع الأربعة المندمجة لتصنيع الحامض الفوسفوري والأسمدة بمنصة الجرف الأصفر، والتي سيكلف إنجازها 22 مليار درهم، وفي هذا الصدد، أكدت مصادر من داخل المجمع الشريف للفوسفاط، «أن افتتاح المصنع الأول سيعقبه افتتاح مصنع إضافي كل ستة أشهر إلى حين إنجاز المصانع الأربعة، والتي سترفع الطاقة الإنتاجية للمجمع بحوالي 4 ملايين طن سنويا، أي بمعدل مليون طن لكل مصنع». ويرتقب أن تسمح المشاريع الجديدة باستباق مرحلة عودة النمو إلى معاملات المجمع الشريف للفوسفاط عند التصدير، والتي ينتظر تحقيقها مع بداية سنة 2015 مع عودة الانتعاش إلى السوق العالمي للفوسفاط. وفي هذا السياق، يرتقب أن يستمر التراجع الدوري لسوق الفوسفاط خلال السنة الجارية، لكنه لن يكون بمستوى السنة الماضية، خصوصا وأن المجمع، عمل خلال السنوات الماضية على إدراج هذه الخاصية الدورية ضمن استراتيجيته، الأمر الذي أفضى إلى اعتماد منطق المرونة الصناعية من أجل مواجهة تقلبات العرض والطلب التي تعيش على إيقاعها صناعة الفوسفاط عبر العالم. إلى ذلك، أنهى المجمع الشريف للفوسفاط سنة 2013 على إيقاع تراجع معاملاته عند التصدير، إذ انخفضت عند متم الشهر الأخير من سنة 2013 بحوالي 11.25 مليار درهم إلى 37.13 مليار درهم مقارنة مع 48.3 مليار درهم سنة قبل ذلك، بسبب الظرفية الاقتصادية العالمية الصعبة التي ساهمت في الضغط على أسعار هذه المادة الحيوية، وبالتالي، تراجع إنتاجية المجموعة.