والذي قام بتسريب وثائق سرية خطيرة أثارت الفضيحة العالمية للحكومة الأمريكية وبعض حكومات العالم الكبرى، بالإضافة إلى بعض كبريات الشركات العالمية. ظهر إدوارد «سنودن» بمفرده في الموعد المحدّد في مكان مليء بأفواج من السكان المحليين والسيّاح. وبعد تبادل المصافحة جلس باعتدال… لقد كان في أوّل مقابلاته الصحفية منذ وصوله إلى روسيا، في يونيو الماضي، وهو البلد الذي حصل فيه على لجوء سياسي مؤقّّت في غشت الفارط. فقد توارى سنودن عن الأنظار، ولم يشأ الظهور للرأي العام لمدّة طويلة، وهو لا يزال مطلوبا من طرف وكالة الأمن القومي الأمريكي، بعدما أفشى أسرارها للرأي العام العالمي بشكل ملحميّ. زوّد «سنودن» في ربيع هذا العام، ثلاثة صحفيين بمعلومات مهمة حول أماكن كان قد خبّأ فيها مستندات سريّة تتعلّق بوكالة الأمن القومي الأمريكي، ليتمّ بذلك الكشف عن العشرات ثم المئات من المعلومات، تمّ تداولها من طرف جميع وسائل الإعلام عبر العالم، وهي معلومات سريّة لطالما ناضلت الحكومة الأمريكية على إخفائها لسنوات طويلة، ممّا أجبر إدارة أوباما رفع السرية عن الآلاف من هذه القضايا. كشفت هذه التسريبات عن نظام المراقبة والتجسس العالميين التي تنهجهما الولاياتالمتحدة بعد تفجيرات ال11 من شتنبر، إذ أعطت الحكومة الأمريكية الضوء الأخضر لوكالة الأمن القومي للتجسّس على الهواتف وشبكة الأنترنت الخاصّة بعامّة الناس وعلى نطاق واسع. ثمّ وبعد ستّة أشهر من تسريباته الأولى، وافق سنودن لأوّل مرّة على إجراء مقابلة صحفية مطوّلة مع صحيفتي «واشنطن بوست» و «ذي غارديان» البريطانية قصد الكشف عن أسباب قراراته، وهي المقابلة التي استغرقت حوالي يومين دون انقطاع، لما يأكل خلالها سنودن غير المعكرونة والبرغر وبعض الحلويات الروسية. عرض سنودن معلومات صغيرة عن حياته المهنية الاستخباراتية ونمط حياته في روسيا والتي شبّهها بحياة «قط في مكان موصد»، ليعود للحديث عن التجسّس والمراقبة والديموقراطية ومعنى الوثائق التي قام بتسريبها حسب الصحيفة . صرح سنودن للجريدة: «بالنسبة إلي ولراحة ضميري، فأنا أعتبر أنّ المهمّة أنجزت.. كان كلّ ما أحاول فعله هو التحقق من صحّة تلك المعلومات، لأنه لم أكن أرغب في تغيير المجتمع، بل أردت فقط أن أعطيه فرصة ليقّرر ما إذا كان يحتاج إلى أن يغيّر نفسه، كلّ ما كنت أريده هو أن تكون الجماهير قادرة على إبداء رأي حول الكيفية التي يُحكمون بها»… المشي كالأعمى أفاد تقرير «الواشنطن البوست» أن نمط تفكير «سنودن» هو نمط منظّم في حلّ المشاكل، ويوضح سنودن بأنّ المراقبة الشاملة نظام خطير، وقد كان يتضخّم بشكل كبير ودون أي رادع، كما اعتبر أنّ تلك الاجتماعات التي تدار خلف الأبواب الموصدة للكونغرس وهيئة المراقبة الإستخبارية الخارجية، هي بمثابة «مقبرة للأحكام» ، لأنهما خاضعتان لتلاعبات وكالة الأمن القومي. فقوانين السرية أقامت جدرانا سميكة لتحول دون أي نقاش عمومي. وقد يكون اختراق هذه الجدران عملا مذهلا ضدّ الأعمال العدوانية التي تعقد داخلها، فكان لابد لشخص ما أن يتجاوز النظام الأمنيّ واستخراج الأسرار وخلق اتصال مع الصحفيين وتزويدهم بدلائل قاطعة ليسردوا تلك القصص. إن عمل وكالة الأمن القومي الأمريكي يكمن في «الهيمنة على المعلومات»، واستخدام أسرار الناس لصياغة الأحداث. وفي ربيعه ال29 ، قام «سنودن» بقلب موازين الوكالة من الداخل. «أنت تدرك أنّك تسير كالأعمى»ّ، هكذا صرّح سنودن للصحيفة كما بيّن أنه يدرك أنّه لا يتوفّر على طريقة ليعرف ما إذا كان الجمهور يشاطره وجهة نظره. نجح «سنودن» في تجاوز كل طموحاته المعقولة، فقد تبيّن أن وكالة الأمن القومي التي اعتادت أن تراقب دون أن تكون مراقبة، تواجه اليوم العيون التي تفحصها بطريقة لم يسبق لها مثيل منذ سنة 1970 أو ربّما قبل ذلك. تدفّقت نتائج التأثيرات المسرّبة إلى عمق الكونغرس والمحاكم والثقافات الشعبية وعواصم العالم. تشكّل شبكة الأنترنيت الآن تساؤلا، حيث اتخذت كلّ من البرازيل وبعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تدابير صارمة للحفاظ على البيانات الخاصة بها بعيدا عن أراضي الولاياتالمتحدة وعمالقتها التكنولوجيين، بما فيها غوغل(Google) ومايكروسوفت(Microsoft) وياهو(Yahoo) هاجمت إدارة أوباما دوافع «سنودن» لشهور، إذ قالت أنه تمّ تشويه أعمال وكالة الأمن القومي عن طريق تسريبات منتقاة وتفاسير خاطئة. في يوم 16 من دجنبر، وصف القاضي الأمريكي ريتشارد ليون (Richard Lion) وكالة الأمن القومي بأنها « «أورويلية تقريبا» (نسبة إلى جورج أورويل الكاتب البريطاني الذي ألف رواية 1984 التي يوجد فيها ذلك «الأخ الأكبر» الذي يراقب كل شيء)، كما قال أإن جمع تسجيلات الهواتف المحلية في الولاياتالمتحدة هو أمر غير دستوري .وفي اليوم الموالي تجمّع العديد من المديرين التنفيذيين للشركات الهاتفية القديمة وشركات الأنترنيت الناشئة بشكل غير اعتياديّ في قاعة روزفيلت ليخبروا أوباما أن تسلل الوكالة إلى الشبكات الخاصة بهم يشكّل تهديدا كبيرا على اقتصاد المعلومات في الولاياتالمتحدة. كما أشارت الصحيفة أنه في يوم 22 من يونيو، تقدّمت وزارة العدل بشكوى جنائية تتهم فيها «سنودن» بالتجسس وسرقة ممتلكات الدولة، بعدما تمّ صبّ كامل الغضب على مديري «سنودن» السابقين، بينما ينظر إليه الآن اليوم في مؤسسة وكالة الأمن القومي على أنه مخرّب طائش. أمريكا «ستزول من الوجود»
تثير الوثائق المسرّبة ل «سنودن» الانتباه، لأنّها كشفت للأمريكيين تاريخا لم يكونوا يعرفونه عن أنفسهم، كما قالت الصحيفة. فبمساعدة كبرى شركات الاتصالات الخاصة تمكّنت وكالة الأمن القومي الأمريكي من جمع عدد هائل من البيانات بسرعة كبيرة، وذلك خلال اختراقها لأسلاك شبكة الأنترنت والهواتف المحمولة المصممة تحت المحيطات وحول القارّات. بدأت الوكالة في هذا العمل منذ سنة 2006، وقد ذكرت أحد تسريبات «سنودن» أنّ الكونغرس يتوصّل بمعلومة واحدة كلّ 14،4 ثانية، مما يوضّح أن جميع الكابلات الإتصالاتية في العالم هي في قبضة أمريكا. خلال كلّ سنة تقوم الوكالة بجمع مئات الملايين من أرقام البريد الإلكتروني، ومئات المليارات من سجلاّت الهواتف النقّالة، والملايين من سجلاّت المكالمات المحلية. تعود معظم تلك البيانات إلى أناس عاديين لا يشتبه بقيامهم بشيء، ولكن قدرة الوكالة على التخزين وتجهيز معدّات جديدة وواسعة مكنتها من رسم خريطة للعلاقات الإنسانية فوق سائر الكوكب. أما بالنسبة لوجهة نظر الوكالة، فقد أفادت «الواشنطن بوسط» أن الإستخبارات والتنصّت على الناس هي مسألة حياة أو موت، والتي من دونها ستزول الولاياتالمتحدة التي نعرفها من الوجود، خصوصا بعد تفجيرات ال11 من سبتمبر. لقد تتبّعت وكالة الأمن القومي أوامر إدارة بوش لبدء جمع البيانات المحلية دون تقويض من الكونغرس والمحاكم. فيما تم تأويل بعض القوانين سراّ من طرف الكونغرس، حيث انتهجت إدارة أومابا نفس المسار، بل ذهبت إلى أبعد منه كما جاء في الصحيفة. تستخدم وكالة الأمن القومي نظام «بريزم» (Prism) لجمع البيانات من «غوغل» و «ياهو» و «مايكروسوفت» و»الآيبل» (Apple)، بالإضافة إلى خمس شركات أمريكية أخرى والتي تقوم بالامتثال لطلبات الوكالة، حيث تقوم بمعالجة تلك المعلومات قبل إمداد الوكالة بها، مما يمكّنها من الوصول إلى أيّ هدف يتم تحديده، كما أنها تتعاون مع الحكومة البريطانية للتسلل إلى روابط الموصلات التي ترتبط بمراكز بيانات «غوغل» و «ياهو»(Google & Yahoo) في جميع أنحاء العالم. ولهذا فقد اعتقدت الوكالة أنها لا تحتاج إلى إذن أو إشراف قضائيّ من الكونغرس مادامت عمليّات التسلّل والتجسّس تتم خارج الأراضي الأمريكية كما جاء في الجريدة الأمريكية. ومن المثير للاهتمام هو أن تقرير الجريدة جاء بمعطيات مثيرة حول مدى تأثير التسريبات لحفيظة وغضب المنفّذين التكنولوجيين الأمريكيين، فقد عبّروا على أنه لا يحق للوكالة من أن تخترق أبوابهم قانونياّ، كما أنها قامت بتخريب أبوابهم الخلفية على أيّة حال. هذا وقد دعا المستشار العام لشركة «مايكروسوفت» براد سميث(Brad Smith) وكالة الأمن القومي بهيئة «تهديد متقدّم ومستمر»، وأضاف « بالنسبة للصناعة ككل، فقد أثارت(التسريبات) التساؤل عمّا إذا كنّا نعرف بقدر ما نظن»، كما أشار «سميث» في مقابلة أجريت معه سابقا، على أنّ التسريبات أكّدت حقيقة أنه بينما كان الناس يثقون في الحكومة الأمريكية كانت الأخيرة تخرق القانون على الأراضي الأمريكية، وربمّا هناك أشياء أخرى تتم خارجها، الشيء الذي يجعل المسألة كبيرة وأكثر تعقيدا وإرباكا ممّا كنّا نعرفه. وهو ما يدفع للتساؤل حول ما إن كانت وكالة الأمن القومي تلتقط البيانات السرية الخاصة لهذه الشركات بعينها. أعلنت هذه الشركات واحدة تلو أخرى بقيادة «غوغل» و»ياهو» عن خطط مكلّفة قصد تشفير حركية مرور البيانات عبر مدى عشرات الآلاف الأميال من الكابلات، فإن أرادت الوكالة الحصول على البيانات، سيتحتّم عليها طلبها أو التحايل لفك شفرة هدف واحد كلّ مرّة، فإذا تم الانتهاء من هذه المشاريع، سيكون عمل الوكالة في جمع المعلومات أمرا صعبا للغاية. فقد اعترف «سميث» أنّ التهديد الذي يواجه أعمالهم هو ما دفعهم للقيام بذلك، فلا يمكن للشركات أن تكون بمثابة مخابز للحلوى بالنسبة للاستخبارات الأمريكية، ولكن المبدأ الأساسيّ حسب «سميث» هو ضمان الحكومة لبيانات العملاء، والتي لا يجب أن تسلّم إلاّ وفق أوامر قانونية، ووفقا للمبادئ الدستورية. «رؤوس حربية» ركّز «سنودن» منذ البداية على نفس النقطة التي مفادها أن الاستهداف الفردي هو علاج ما يعتقد أنه خاطئ في وكالة الأمن القومي (NSA). وقبل ستّة أشهر سأل أحد المراسلين «سنودن» عن طريق بريد إلكترونيّ مشفّر، لماذا سيرغب الأمريكيون في أن تتخلّى وكالة الأمن القومي عن جمع البيانات إن كان هذا الأمر يكسب معلومات استخبارية مفيدة ؟ فأجاب: « أعتقد أن مناقشة رأي العالم الصريح للقضية حول قوى حكومتنا هي أقل خطرا ممّا تشكّله هذه القوى، جرّاء استمرارها في النمو في الخفاء، وهي تشكّل بذلك تهديدا مباشرا للحكم الديمقراطي» . قال سنودن في مقابلته مع «الواشنطن بوسط» في موسكو «إن ما تريده الولاياتالمتحدة هو شيء لم يكن لديها من قبل أبدا»، مضيفا : « إنهم يريدون معرفة كلّ شيء ، ليبقى السؤال هنا، هل هذا أمر ينبغي لنا أن نسمح بحدوثه؟» شبّه «سنودن» أعمال وكالة الأمن القومي الأمريكي بتلك التي كانت تقوم بها الإمبراطورية البريطانية الاستعمارية في أمريكا عندمّا شرّعت مذكّرات للتفتيش، تُخضع الجميع للتفتيش، وأضاف أنّ محكمة الاستخبارات الخارجية تجيز مذكّرات لتفتيش البيانات على صعيد سائر البلد. وأضاف: «آخر مرّة حدث فيها ذلك، دخلنا في حرب معها» لقد مكنت التكنولوجيا بطبيعة الحال الشّركات الخاصة من مراقبة عملائها؛ أما الفارق مع نظيراتها وكالة الأمن القوي في استخلاص البيانات، فهي تكمن في كون أنّ الحكومة قادرة على سلب الحياة أو الحريّة. هناك أناس في مؤسسة الأمن القومي يسخرون من نكتة كونهم يضعون رؤوسا حربية فوق رؤوسهم، في حين أنّ موقع «تويتر»(Twitter) الاجتماعي لا يمكنه فعل هذا. كما أشارت الصحيفة أن الخصوصية من منظور «سنودن» هي حقّ كونيّ، الأمر الذي ينبغي أخذه بالاعتبار في عمليات المراقبة الأمريكية والخارجية على حدّ سواء. فقد صرّح قائلا: « لايهمّني إن كان البابا أو بن لادن، مادامت هناك خصوصية و تفرّد، وإن كان هناك سبب وجيه لاستهداف هؤلاء الناس ضمن إطار قانوني فلا بأس بذلك». كما أضاف، أنه لمن السخيف السؤال عن سبب وجيه، فعليك إذن، أن تفهم أن هذا السبب سيرمى بعيدا، خصوصا إذا كان هو وصولك إلى معدّات وكالة الأمن القومي الأمريكي . سوف يخطئون يقول بعض المسؤولين الأمريكيين، أنه من الواضح أنّ تضر تسريبات «سنودن» بالعمل الإستخباراتيّ الأمريكيّ بشكل كبير، كما أنها كشفت عن أساليبها، والتي ستعلّم الخصوم اجتنابها. فقد قال «ماثيو أولزن»، مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب والمستشار السابق في وكالة الأمن القومي: «إننا نلاحظ أن تنظيم القاعدة والجماعات ذات الصلة بها، بدأت في البحث عن طرق لضبط كيفيّة للتواصل فيما بينها»، فيما قال مسؤول آخر رفض الخوض في التفاصيل عبر التسجيل، أنهم لاحظوا خلال بعض المراقبات أنّ أهدافهم تقوم بتغيير القنوات. وهذا دليل على أنّ وكالة الأمن القوميّ تمكّنت من رصد تحوّلاتهم. هذا، وقد ذكرت الصحيفة أن «كلابر» صرّح مرارا للرأي العام أنّ التسريبات ألحقت أضرارا كبيرة، ولكنّ وقعها أخذ موقعا أكثر دقّة في القطاع الخاص، حيث عقدت جلسة سريّة لتقييم الأضرار الناجمة عن هذه الهزّة الإستخباراتية ضمن قضايا تجسسية سابقة في خريف هذا العام. ليتمّ التوصّل إلى أن هذه الأضرار نادرا ما ستنتشر إلى الخارج. تحدّث أحد المسؤولين المشاركين عن تلك الجلسة السريّة بشرط عدم الكشف عن هويّته لجريدة «الواشنطن بوست»، أنه على هؤلاء الناس أن يتواصلوا فيما بينهم، وسوف يخطئوا، وسنقوم بانتهاز ذلك. فيما عبّر كبار المسؤولين الإستخباراتيين أن مخاوفهم الكبرى هي شكوكهم عمّا إذا كانت كلّ من روسياوالصين تمكّنت من الوصول إلى أرشيف الحاسوب الخاصّ ب»سنودن»، الشيء الذي علّم موظّفي الإستخبارات كيفية العمل بأمان ضمن «بيئة رقمية مهدّدة بشكل كبير» مستعملين نفس السيناريو الذي تنهجه الصين، حيث امتنع «سنودن» الحديث عن مكان وجود الملفّات، ولكنّه قال أنه واثق تماما من أنّه لم يقّدمها لا للصينيين ولا للروس. «لا يوجد شيء فيه»، هكذا قال سنودن وهو يدير حاسوبه المحمول «إنّ القرص الصلب (disc dur) خاصّتي هو فارغ تماما» يبقى السؤال المطروح كم عدد البيانات والوثائق التي أخذها سنودن؟ أجابت الصحيفة عن هذا التساؤل عن قول نائب مدير الأمن القوميّ «ريك ليدجيت» في برنامج 60 دقيقة بقناة « سي بي إسي» مؤخّرا، أن العدد يقارب 1،7 مليون وثيقة، وهو في تزايد ، كما أشار»ليدجيت»، أنه يحبّذ التفاوض حول الإعفاء عن «سنودن» مقابل أن يؤمّن الأخير على البيانات المسرّبة حتّى لا تزداد. وهو المقترح الذي رفضته مستشارة الأمن القومي لدى الرئيس أوباما «سوزان رايس» خلال وقت لاحق، كما أضافت أن» سنودن» خطّط لتسريب ملفّات حسّاسة في حالة الإمساك به أو تعرّضه للأذى ..
أفادت الجريدة أنه نظرا إلى الظروف الحالية مازال «سنودن» متكتّما عن تفاصيل حياته الشخصية. فعلى مدى يومين لم يفارقه توجّسه، ورغم ذلك كشف عن القليل، فقد قال إنّه زاهد، يقتات على المعجّنات ورقائق البطاطس، كما أنّ له زوارا، يحضر له الكثير منهم كتبا تبقى متراكمة من غير قراءة، فبالنسبة إليه تبقى الأنترنت هي مكتبة لا نهاية لها ونافذته لتتبع التقدّم الذي تحرزه قضيّته. «دائما ما يصعب خروجي من المنزل، فليس لدي الكثير من الاحتياجات، أحيانا هناك أشياء يتوجّب علي الخروج لقضائها، مثل: الذهاب لمقابلة بعض الناس، أو إنجاز بعض المهام…من ناحية أخرى، وكما تعلمون لطالما أفضّل الجلوس والتفكير أو الكتابة أو التحدّث مع شخص ما، وهذا يعني لي أكثر من الخروج والنظر إلى العالم خارجا». تجاهل «سنودن» التهجّم على نفسه على أمل منه أن يتم التركيز على وكالة الأمن القومي أثناء حديثه في المقابلة الصحفية. فقد قال: « دعهم يقولون عنّي ما يشاؤون، فإنّه لا يتعلّق بي» هذا، وقد توقّع المدير الأسبق لوكالة الأمن القومي ومركز الإستخبارات الأمريكي «مايكل هايدن» أنه سينتهي المطاف ب «سنود» كمدمن للكحول في مطرح للنفايات بموسكو، شأنه شأن «المنشقّين» الآخرين. وهنا، وجب الذكر أن «سنودن» لا يشرب الكحول، ولم يقم بذلك من قبل. كما أنه يعرف أنّ تواجده هنا هو محلّ انتقاد، إذ قال أنه لم يلجأ إلى موسكو كوجهة نهائية، فبعد أن صادرت الحكومة الأمريكية جواز سفره، بينما كان يغيّر طائرته في طريقه إلى أمريكا اللاتينية. سيكون من الغريب إن لم تبقي السلطات الروسية عينها عليه ، لم يحاول «سنودن» التواصل معنا خلسة، ولم يطلب ذلك من مرافقه، فهو دائم التفاعل عبر الأنترنت، حيث يتحدّث مع محامييه وبعض الصحفيين بشكل يوميّ منذ أول يوم من قدومه إلى روسيا. «لا يوجد أيّ ادّعاءات على الإطلاق بأنّه لديّ ولاء لروسيا أو الصين أو أي بلد آخر غير الولاياتالمتحدة، كما أنه ليست لديّ أيّة علاقة مع الحكومة الروسية، فأنا لم أعمل أيّة صفقات معهم. كما أضاف للجريدة «إن كنت قد انشققت عن شيء فقد انشققت عن الحكومة إلى الشعب».