توج الوداد الرياضي بلقب دوري أبطال إفريقيا، للمرة الثالثة في تاريخه، عقب انتصاره على الأهلي المصري بهدفين نظيفين، في المباراة النهائية، التي جرت أطوارها اليوم الإثنين، على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء. وكانت الفرجة في المدرجات من قبل الجماهير الودادية، بعدما رفعت "تيفو" ثلاثي الأبعاد قبيل بداية اللقاء بقليل، مقدمة بذلك كل الدعم المطلوب للاعبين، بغية تحقيق الهدف ألا وهو التتويج باللقب، والإبقاء على الكأس في المغرب. وبدأت المباراة في جولتها الأولى متكافئة بين الفريقين، حيث حاول كل طرف الوصول إلى الشباك لتسجيل الهدف الأول، الذي سيقرب الأهلي المصري من إحراز اللقب 11، وسيجعل الوداد يكرر سيناريو 2017، عندما حاز على اللقب جراء انتصاره على نفس الخصم بهدف وليد الكرتي. وكان الوداد قريبا من افتتاح التهديف عن طريق هدافه مبينزا، لولا العارضة التي منعته من ذلك، ونابت عن الحارس الشناوي في التصدي، فيما فشل الأهلي المصري في الوصول إلى منطقة جزاء الفريق الأحمر، جراء افتقاده للنجاعة الهجومية، نتيجة تباعد خطوطه وعدم الانسجام بين اللاعبين في الربع ساعة الأولى من اللقاء. وترجم رفاق يحيى جبران سيطرتهم على مجريات المباراة، بتسجيلهم للهدف الأول في الدقيقة 15 بقدم اللاعب زهير المترجي، من تسديدة قوية من خارج مربع العمليات، لم تترك أية فرصة للحارس الشناوي للتصدي، تقدم أراح قليلا وليد الركراكي، فيما بعثر أوراق موسيماني الذي طلب من لاعبيه الاندفاع أكثر بغية إدراك التعادل، مع ضرورة الالتزام بالدفاع تجنبا لأي هدف آخر من الوداد. وكاد الأهلي أن يعدل النتيجة في الدقيقة 24 برأسية ياسين إبراهيم التي ذهبت محاذية لشباك التكناوتي بقليل، فيما واصل الوداد ضغطه العالي بحثا عن هدف ثانٍ ينهي به المهمة ويقربه أكثر من التتويج دون تمكنه من ذلك، في حين لم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد، لتنتهي الجولة الأولى بتقدم الوداد الرياضي بهدف نظيف. ولم يمهل الوداد خصمه الوقت للدخول في أجواء اللقاء في الجولة الثانية، بعدما تمكن من تسجيل الهدف الثاني عن طريق اللاعب زهير المترجي في الدقيقة 48، مقربا بذلك فريقه من تحقيق لقب دوري أبطال إفريقيا، ومدخلا الأهلي المصري في مرحلة شك، بعدما كان يمني النفس بالانتصار، وتحقيق اللقب 11 في تاريخه والثالث على التوالي. وحاول الأهلي المصري إدراك التعادل بشتى الطرق الممكنة من خلال المحاولات التي أتيحت له دون جدوى، في ظل تواصل الافتقاد إلى النجاعة الهجومية، بالرغم من كثرة الفرص السانحة للتهديف التي سنحت له، فيما ظل الوداد الرياضي يعتمد على الهجمات المرتدة، لعلها تعطي أكلها مع مرور الدقائق، وتمنحه الهدف الثالث الذي سيضمن له التتويج بدوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه بنسبة كبيرة. وقام موسيماني بإجراء العديد من التغييرات في الشق الهجومي، سعيا منه لإعطاء شحنة إضافية وجديدة للفريق، أملا في تقليص الفارق ومن تم البحث عن التعادل، للمرور إلى الأشواط الإضافية على الأقل عوض الخسارة في الشوطين الأصليين، إلا أنه فشل في ذلك جراء تألق التكناوتي في التصديات، والوقوف الجيد للدفاع، فيما كان المهاجمون يحاولون قدر الإمكان مباغتة الأهلي بهدف ثالث. وكان الأهلي قريبا من تقليص الفارق عند الدقيقة 81، لولا التدخل الجيد للتكناوتي والدفاع الودادي في إبعاد الكرة، ليعود الفريق المصري ويضيع هدفا أثناء الانفراد بالحارس بعد نجاحه في التصدي، فيما انتظر الركراكي 83 دقيقة لإجراء أول تغييرين له في اللقاء، بإدخال كل من حيمود وتسومو، مكان مبينزا والمترجي، لعلهما يتمكنان من إضافة الهدف الثالث. واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، هجمة هنا وهناك دون تمكن أي طرف من الوصول إلى الشباك، علما أن الأفضلية كانت للأهلي المصري الذي سيطر على اللقاء طولا وعرضا، بينما اعتمد الوداد على الهجمات المرتدة، لتنتهي بذلك المباراة بفوز الفريق الأحمر بهدفين نظيفين، توج على إثرهما بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه، بعد الأول الذي كان سنة 1992 على حساب الهلال السوداني، والثاني عام 2017 بانتصاره على الأهلي المصري. وسيواجه الوداد الرياضي في كأس السوبر الإفريقي نظيره نهضة بركان، الحائز على لقب كأس الكونفدرالية الإفريقية، عقب انتصاره على أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي بالضربات الترجيحية، في انتظار إعلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن موعد ومكان إجراء المباراة.