بعد سنوات من الغياب الرسمي، عاد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، وزعيم في حزب العمل، ذو الأصول المغربية، عمير بيرتز، إلى المغرب، بصفته رئيسا لمجلس إدارة شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية،(Israel Aerospace Industries) ومختصرها (IAI) لتوقيع مذكرة تفاهم في قطاع صناعة الطيران، خلال اللقاء الذي جمعه برياض مزّور وزير الصناعة والتجارة. وقد وقع مذكرة التفاهم هذه، عن الجانب المغربي، وزارة الصناعة والتجارة، والوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، وعن الجانب الإسرائيلي، شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، ممثلةً من طرف رئيس مجلس إدارتها عمير بيرتز والرئيس المدير العام لهذه الشركة بوعز ليفي. وصرح مزّور في هذا الشأن "بأن الشراكة التي نُوطّد اليوم أُسسَها هي استراتيجية بالنسبة لكلا البلدين. وهي تفتح سبل تعاون صناعي مربح للطرفين في مجال صناعة الطيران. وتستفيد هذه الشراكة، في آن واحد، من الخبرة الواسعة التي راكمتها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية في قطاع الطيران ومن القدرات التكنولوجية لمنصة الطيران المغربية ومكانتها كوسيط تنموي لتطوير الاستثمار في تخصصات صناعية متقدمة وخدمات الطيران. وأكد في هذا الصدد أيضا أن هذا الاتفاق يستجيب للأولويات الوطنية الرامية بالخصوص إلى تحفيز التكوين المتقدم وإحداث مناصب الشغل، وتطوير التصنيع المحلي، علاوة على البحث والتطوير والابتكار. وصرح عمير بيرتز قائلا بأن "بروتوكول الاتفاق الذي نوقعه اليوم يشكل خطوة إضافية على درب تأسيس شراكة جديدة بين شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية وصناعات الطيران والفضاء بالمغرب. وإني على علم تام بالإمكانات المذهلة التي يتوفر عليها المغرب، وليس هذا إلا البداية. وسنتمكن سويّاً، من إحداث فرق مشتركة ستحوِّل رؤيتنا إلى أرض الواقع. واليوم، تغمرني السعادة لأن بلدي إسرائيل يقترب من البلد الذي ولدت فيه، وهو المغرب. وإني لأفخر بكون البلدين اللذيْن يشكلان هويتي يتقدمان معاً بخطى حثيثة نحو مستقبل أفضل". ومن جانبه، صرح بوعز ليفي بأن "اتفاق التعاون الموقع بين شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية والمغرب هو تجسيد آخر للشراكة الراسخة الجذور بين البلدين، ومن شأنه الإسهام في تشجيع مشاريع مشتركة وتجارية في مجال صناعة الطيران. وفي إطار استراتيجيتها، تقوم شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية بتوسيع نطاق أنشطتها ليشمل أسواقا جديدة. وهي تُقدم حلولا تكنولوجية متقدمة لزبنائها في مختلف أنحاء المعمور. ونُعرب عن غبطتنا التامة لتوقيع هذا الاتفاق، ونعتقد جازمين بأن الأمر يتعلق بشراكة ستُسفر عن تطوير مشاريع مشتركة جديدة وستساهم في تقدُّم صناعة الطيران العالمية". وفي إطار هذه الشراكة، حدد المغرب وشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية فرصا استثمارية تهم أساسا الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتصنيع التصميمات الداخلية لمقصورات الطائرات وأجزاء المحركات وهياكل الطائرات، فضلا عن إحداث مركز للبحث والتطوير والهندسة وتطوير نسيج من الموردين المحليين من خلال إبرام شراكات التزوُّد مع شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية. وخلال إقامته بالمغرب، زار وفد شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، يوم أمس الثلاثاء، قطب الطيران بالنواصر للوقوف على منجزات صناعة الطيران المغربي، وإمكانات ومؤهلات الاستثمار بالمغرب في هذا القطاع، فضلا عن القدرة على التنمية المحلية في مجال صيانة وتحويل الطائرات. وزارة الصناعة والتجارة، في تقديمها لهذه الاتفاقية الجديدة الموقعة، تقول إنها تأتي "تفعيلا للتصريح المشترك بين المغرب وإسرائيل الموقع بتاريخ 22 دجنبر 2020 بالرباط، والذي أعرب فيه البَلَدَان عن رغبتهما في تحفيز تعاون اقتصادي ثنائي فعال ومبتكر، ولا سيما في ميدانيِ الاستثمار والتكنولوجيا". ويعد هذا أول اتفاق للتعاون بين المغرب وإسرائيل في مجال صناعة الطيران، فيما سبق ووقعت عدد من الاتفاقيات منذ الإعلان عن استعادة العلاقات بين البلدين قبل سنة، باتت تمس جل القطاعات، بما فيها المجال العسكري والأمني.