على الرغم من الغضب الجزائري من تغيير اسبانيا لموقفها من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي، وهو الغضب الذي ترجمته الجزائر إلى سحب سفيرها من مدريد واتهام اسبانيا بالكذب والخيانة، إلا أن مدريد قللت من شأن هذه الاتهامات، مستبعدة تفاقم الأزمة مع الجزائر. واستبعد وزير الضمان الاجتماعي والهجرة الاسباني، خوسيه لويس إسكريفا، أن يتسبب الموقف الجديد لخكومة بلاده من مقترح الحكم الذاتي في تعقيد العلاقة مع الجزائر، وقال في حديثه لوكالة "أوروبا بريس" اليوم الاثنين أنه ليس لديه هذا الانطباع. وحول ما إذا كان الوزير على علم مسبقا بالقرار الذي اتخذه الرئيس بيدرو سانشيز وأبلغه للملك محمد السادس يوم الجمعة، أشار إسكريفا أنه كان يعلم به لأنه تم العمل عليه لفترة طويلة، مفندا بذلك الحديث عن أي قرار مفاجئ أو غير مدروس للحكومة الإسبانية في هذا الموضوع. وفي الوقت الذي تتجه عدد من الفرق في البرلمان الاسباني لطلب حضور سانشيز لتقديم توضيحات حول القرار المفاجئ الذي أعلنته إسبانيا بخصوص دعمها لمقترح الحكم الذاتي، يقول وزير الهجرة الاسباني، أن وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس هو الذي سيقدم تقريرا حول هذا الموضوع أمام البرلمان. وكان رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز قد وجه رسالة إلى الملك محمد السادس يوم الجمعة، يعلن فيها عن دعم مقترح الحكم الذاتي والتعهد بعد التصرف بشكل ينافي قيم الثقة بين البلدين، وهي الرسالة التي رحب بها المغرب واعتبرها نقطة مناسبة من أجل اطلاق بداية جديدة لعلاقات التعاون بين البلدين، كما أعلن أمس عن عودة سفيرة المغرب كريمة بنيعيش، بعدما كانت قد استدعيت للتشاور على خلفية الأزمة، وغابت عن مقر السفارة لما يقارب العام.