وسارع المتضررون صباح اليوم إلى الاحتجاج جراء هشاشة البنيات التحتية واختناق مجاري المياه،إذ تسببت العاصفة في انهيار سور ثانوية داي الإعدادية، وهوى سقف منزل بحي الرميلة اضطر صاحبه إلى إخراج أفراد عائلته بعد استشعاره بخطورة الوضع ،وغمرت السيول الجارفة أحياء بوشريط وقصرغزافات والمسيرة2 والأطلس ،وباب فتوح والرميلة ودوار للاعائشة وبولكرون، وآيت طحيش وشارع الجيش الملكي ، وعرف منسوب مياه وادي الحندق وسابك ارتفاعا تجاوز السقف المعتاد،لتغير مجراها في اتجاه الشوارع والأحياء والمنازل المجاورة على شاكلة تسونامي من الأمواج العاتية،وعرفت حركة السير والجولان بمختلف الشوارع والمحاور الطرقية حالة اكتظاظ وشلل تام، أمام تعذر الرؤية وارتفاع منسوب السيول الجارفة المحملة بالأتربة والأحجار وأغصان الأشجار. المباني الراقية لم تسلم بدورها من مخلفات الأمطار العاصفية حيث غمرت السيول المرائب والطوابق تحت أرضية ، وتجند السكان لإفراغ حمولة المياه بواسطة ماتيسر من التجهيزات المنزلية ،فيما قضى قاطنو الأحياء الشعبية ليلة بيضاء أرغموا على إثرها على تنقيل ماتبقى من الأثاث خارج البيوتات ، وأطفال سارعوا إلى التقاط مالم يطله البلل من الكتب المدرسية. المدار السياحي لمنتزه عين أسردون عرف بدوره أضرارا هامة، تمثلت في اجتياح المياه والسيول والحجارة وأغصان الأشجار والتربة المنجرفة من قمم الجبال ، الأمر الذي تسبب في عرقلة السير والجولان بمختلف محاوره الطرقية ، فيما اضطر بعض مستعملي الطريق إلى ركن سياراتهم جانبا والبقاء بداخلها إلى حين مرور العاصفة . يشار أن الأمطار العاصفية تشكل تهديدا واسع النطاق على المدينة العتيقة ذات البنية الهشة ، حيث أثبتت الدراسات الجيوفزيائية والجيوتقنية أن 17 ألف من الساكنة يعيشون على مساحة 35 هكتارا تخترقها الكهوف والسراديب ، وأن تكرار الانهيارات المنزلية عقب التساقطات المطرية يتسبب سنويا في مصرع أسر بكاملها وتشريد العشرات ،وتطرح العواصف الأخيرة مخاوف كبيرة لدى ساكنة المدينة القديمة ، الأمر الذي يتطلب تدخلات استباقية من قبل المتدخلين في قطاع التعمير لتجنب كوارث محتملة. محمد باهي