وفق ما توقعته مديرية الأرصاد الجوية الوطنية في نشرة خاصة، تعرضت مدينة خنيفرة، عشية يوم أول أمس الأربعاء 4 أبريل 2016، لعاصفة قوية مفاجئة، مصحوبة بأمطارغزيرة وحبات البَرَد (التبروري)، متسببة في إصابة السكان بالذعر والهلع الشديدين، رغم أن اجتياحها للمدينة لم يدم سوى أقل من خمس دقائق، لكنها كانت كافية لتحويل المدينة إلى أنهار وبرك، توقفت فيها حركة سير الراجلين والسيارات، واكتسحت بسيولها الطوفانية مختلف الشوارع والأزقة والساحات العامة والأحياء الشعبية، وغمرت العشرات من المنازل والمتاجر والمقاهي والمرافق العمومية. كما نتج عن العاصفة المطرية القوية تطاير الأغصان وسقوط الكثير من الأشجار وانسداد عدة قنوات للصرف الصحي والبالوعات والمجاري، إلى جانب تجمع المياه بالمدارات الطرقية وارتفاع منسوب الشعاب، ما كان طبيعيا أن يفضح من جديد هشاشة البنية التحتية، رغم أن زمن العاصفة المطرية كان خاطفا وعابرا وإلا كانت المدينة في عداد المناطق المنكوبة، وبينما عاينت الجريدة تسبب العاصفة في خسائر مادية منها تلف الكثير من سلع وبضائع عدة متاجر وباعة متجولين، سجلت سقوط عمود لاقط للإرسال الهاتفي، بحي آمالو إغريبن، خاص بشركة للاتصالات. وصلة بالموضوع، علمت «الاتحاد الاشتراكي» بانقطاع طريقي البرج وكهف النسور وتادلة، وبتعرض بعض المؤسسات التعليمية لاجتياح الأمطار العاصفية، ومنها الثانوية التأهيلية أبو القاسم الزياني التي اقتُلعت بعض نوافذها وامتلأت بعض حجراتها بالمياه. وفي السياق ذاته، تساءل المهتمون بالشأن العام المحلي حول ما إذا كانت السلطات المحلية والجهات المعنية متعبئة لكل الطوارئ، بعد توصلها بالنشرة الإنذارية التي تحذر من هذه العاصفة الاستثنائية. وفي نفس الموضوع أفادت السلطات المحلية بإقليم تارودانت أنه على إثر التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدها الإقليم، عرف وادي أوغري فيضانات أدت، أول أمس الأربعاء، إلى انجراف منزل بدوار أوغري، دائرة اولاد برحيل، كان يأوي أربعة أشخاص من أسرة واحدة،وأوضح المصدر ذاته أن البحث لا يزال جاريا عن المفقودين (ثلاث نساء و فتى) من قبل السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية وساكنة الجماعة. وكانت السلطات المحلية قد اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة، وقامت بإخبار ساكنة المناطق المعرضة لأضرار محتملة قد يتسبب فيها سوء الأحوال الجوية، على إثر النشرة الإنذارية التي بثتها مديرية الأرصاد الجوية الوطنية. وقال بعض السكان في اتصال هاتفي بالاتحاد الاشتراكي أن شخصا خمسينيا لقي حتفه بعدما جرفته مياه وادي تزكي بدوار اونزرت بجماعة تبقال بإقليم تارودانت بعد ،زوال أول أمس الأربعاء، إثر الأمطار العاصفية التي عرفتها المنطقة، والتي حولت الشعاب والوديان إلى سيول جارفة أدت أيضا إلى اقتلاع الأشجار والمزروعات وغمرت الحقول ، كما أدت إلى قطع الطريق من تيديلي إلى اولوز، بل إن رجال الدرك و جدوا أنفسهم محاصرين بدوار امرزاكو. إلى ذلك جرفت مياه وادي ازكروز سيارة كانت تقل رجلا صحبة زوجته بجماعة اثنين إكيكي بدائرة تالوين قيادة أوزيوة، وقد علمنا أن الزوجة توفيت اثر ذلك. الأمطار العاصفية والمحملة بالبرد والتي عمت العديد من المناطق أدت أيضا إلى جرف العديد من الطرق وتدمير قناطر. وعلمنا من مصادر موثوقة أن طريق تيشكا مقطوعة بسبب انهيارات صخرية وطينية دمرت الطريق، والمئات من الناس محاصرون الآن بين أكويم وتادارت، أي على الطريق الرئيسية رقم 9 الرابطة بين ورزازات ومراكش.