بعد الحملة الأمنية الواسعة و التي قادتها الشرطة في سنة 2008، ضد أوكار الدعارة بمدينة الحاجب، عقب موجة الاحتجاجات الحاشدة و التي قادتها الساكنة مؤازرة بجمعيات المجتمع المدني، حيث جرى اعتقال عدد من بائعات الهوى و إغلاق دور الدعارة المنتشرة بدروب المدينة القديمة، عاد الجدل من جديد ليحتدم بين سكان المدينة و السلطات الإدارية و الأمنية، حيث سارعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفرعها بالحاجب إلى "دق ناقوس الخطر" و التحذير من عودة عدد من أوكار الدعارة إلى نشاطها و انتشار أخرى خارج "درب الطالعة" و" كاف حسناوة"، باعتبارهما القطب السكني الشعبي المحتضن سلفا لبيوت الدعارة. و كشف رفاق الهايج في بلاغهم الناري، توصلت "اليوم 24" بنسخة منه، أنهم "عاينوا بأم أعينهم في جولة ميدانية نظموها بداية الأسبوع الجاري، عودة عدد من أوكار الدعارة للاشتغال و جلب الفتيات لعرض أجسادهن بلباس فاضح بدروب المدينة القديمة على مرأى و مسمع من السلطات المحلية" بحسب تعبير البلاغ الحقوقي. و أوضح ناشطو الجمعية الحقوقية بالحاجب، أن حجتهم في عودة أوكار الدعارة إلى الواجهة، ترتكز على عثور السلطات على 7 صبية حديثي الولادة في حالات متفرقة بعد أن تخلصت منهم أمهاتهم خلال الشهرين الأخيرين من فصل الصيف المنصرم، فيما تمكنت عناصر الأمن في آخر عملية قاموا بها في مجال محاربة أوكار الدعارة بالحاجب، من توقيف 15 شخصا متلبسين في أحد المنازل المخصصة للدعارة بالمدينة بمعية عدد من الفتيات. و حذر ذات البلاغ من إعادة إنتاج ما اسماه " قصص جديدة من المعاناة تصطلي بنارها الساكنة و القاصرات اللواتي يتم استغلالهن من قبل لوبيات، حيث توقف الحقوقيون في بلاغهم عند وقائع قضية ، القاصر خديجة ب" ابنة الدارالبيضاء و التي جلبتها إحدى مالكات اكبر و أقدم ماخور للدعارة بالحاجب، لاستغلالها في ممارسة الشدود الجنسي مع الزبناء، و إرغامها على عدم مغادرة وكر الدعارة و احتجازها بقبو لمدة تزيد عن 3 سنوات إلى أن افتضح أمرها في ربيع 1998 حينما تمكنت القاصر من الهروب و هي عارية خارج بيت الدعارة لتجد نفسها وسط شارع الحسن الثاني،مما فجر حينها فضيحة اهتزت لها أركان المدينة و أحدثت زلزالا تطلب تدخل مصالح الأمن المركزية و التي ضربت بقوة و طهرت المدينة من أوكار الدعارة. و حرص رفاق الهايج بالحاجب على إرسال رسائلهم النارية اتجاه السلطات المعنية بقولهم انه "بعد أن استقرت الأوضاع في مدينة الحاجب، و ضعفت نسبة هذه الظاهرة، أصبح من المحتمل أن تعود للتفشي بشكل مريب بأحياء هذه المدينة، و باتت دور الدعارة تؤرق ساكنة المدينة و التي هددت بالاحتجاج و التعبير عن امتعاضها الكبير وخوفها من أن تعود هذه الأوضاع المشينة التي تهدد سمعة المدينة و ساكنتها. و علمت "اليوم 24" من أبناء مدينة الحاجب و المتتبعين لملف الدعارة بأحياء الحاجب، بان الظاهرة استوطنت بدروب المدينة القديمة بالحاجب إبان الحماية الفرنسية، بعد أن حولتها فرنسا إلى ماخور لبائعات اللذة الجنسية لفائدة جنودها،و الذين اتخذوا من المنطقة ثكنة لتدريب الجيش الفرنسي، حتى باتت دروب بعينها رمزا للجنس ، بعد أن انخرطت عائلات بسبب ظنك العيش و الفقر في إعداد بيوت لممارسة الدعارة عبر جلب فتيات من مختلف المدن و القرى المغربية القريبة و البعيدة من الحاجب. و اجمع كل من تحدثت إليهم "اليوم 24" إلى أن الفقر و التهميش و السكن غير اللائقة و العراء و الضياع و البطالة، شكلت في كليتها العناوين البارزة الانتشار ظاهرة التعاطي للدعارة و استمرار مفعولها إلى ما بعد الاستعمار بمدينة الحاجب، كما أصبحت تشكل النشاط الاقتصادي الأول في المنطقة موازاة مع الفلاحة، فيما سجلت دراسات ميدانية على ان النساء اللواتي يقبلن على مزاولة "الدعارة" بدروب الحاجب أغلبهن من الأرامل و المطلقات و الأمهات العازبات و ضحايا الاغتصاب.