قادت محاولة انتحار قاصر, تقول فعاليات جمعوية إنها احتُجِزت لسنوات في «ماخور» للدعارة «الشعبية» في ملاح صفرو العتيقة إلى «تفكيك» شبكة متخصصة في هذا النوع من الدعارة في المدينة. واعتقلت السلطات الأمنية بعض أفراد الشبكة، وأغلبهم من النساء، بينما ما يزال أعضاء آخرون في حالة فرار. وقُدِّم المعتقلون في الشبكة أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف في فاس في حالة اعتقال، وأحيلوا على السجن المحلي «عين قادوس»، في انتظار استكمال التحقيقات في القضية، التي تعتبر الثانية من نوعها التي تهُزّ مدينة صفرو بعد قضية مماثلة تعود وقائعها إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي. وطبقا لمصادر، فإن القاصر «سكينة أ.» والتي تتحدر من ضواحي فاس، حاولت الانتحار في قلب «الماخور» يوم ال4 من دجنبر الجاري، للتخلص من «استغلالها» جنسيا من قِبَل هذه الشبكة، ورمت بنفسها من سطح «الماخور»، ما أدى إلى إصابتها بكسور في رجليْها وتوعك في الورك وإصابات في مختلف أنحاء جسمها. وتحدثت جمعية سكان المدينة العتيقة للتنمية والعمل والاجتماعي في صفرو، في شكاية وجهتها إلى وكيل الملك في ابتدائية المدينة، عن احتجاز قاصرات في أوكار الدعارة الشعبية في ملاح المدينة. وقالت إن دور الدعارة في صفرو تنامت في ظل ما أسمته «الوضع الأمني المختلّ». وإلى جانب أوكار الدعارة، فإن ملاح المدينة يعتبر «معقلا» لتجارة المخدرات والخمور و«السيليسيون». وبلغ عدد الشكايات التي وُضِعت منذ سنة 1999 حول هذه الملفات ما يقارب 30 شكاية، وُضِعت آخرها في 22 أكتوبر من سنة 2010. وتسجل هذه الجمعية أن كل هذه الشكايات لم تستطع الحد من خطورة هذه الظاهرة التي حوّلت، حسب تعبير مسؤول في الجمعية، حياة ساكنة المدينة العتيقة إلى «عذاب». وتضطر العشرات من العائلات، رفقة أبنائها، إلى «التعايش» مع محلات الدعارة «الشعبية» في الملاح. وقال مسؤول في الجمعية ل«المساء» إن عددا من «وسيطات» دُور الدعارة في ملاح المدينة يعمدن إلى «استدراج» قاصرات من الضواحي لممارسة البغاء، قبل أن يتم «احتجازهن» لفترات طويلة في هذه الدور ويُفرَض عليهن تقديم خدمات جنسية لمرتادي هذه الأماكن، دون أن يكون لهن حتى الحق في الاستفادة من «التعويضات المادية» التي تكون من نصيب «الباطرونة». ويُمنَع على المومسات مغادرة هذه المحلات و«الاستفادة» من العطل.