حصلت «المساء» على معطيات تشير إلى وجود أكثر من 12 طفلة قاصرات يتعاطين الدعارة الشعبية في دُور مخصصة لهذا الغرض في ملاح مدينة صفرو. وقالت المصادر إن الوضع يهدد بكوارث في حق «الطفولة المغتصبة»، خاصة أن الملاح يعيش على وقع هيمنة شبه مطلقة على شرايينه من قِبل منحرفين ومجرمين وتجار مخدرات. ويجد سكان حي الأمل في ملاح مدينة صفرو صعوبات بالغة في «التعايش» مع دور الدعارة الشعبية. ويقول عدد من القاطنين إن «الحي قد تحوّلَ إلى بؤرة سوداء للمتحكمات في دور الدعارة، واللواتي يلجأن إلى استغلال جميع الفرص من أجل جلب الزبناء». وإلى جانب الحرص على استغلال القاصرات في الدعارة، يعمد هؤلاء إلى جلب مجرمين متخصصين في «الدفاع» عنهنّ وعن مصالحهن وتهديد الأسر القاطنة في حال التقدم بشكايات لفضح هذا الوضع. ولا تتلقى القاصرات أي تعويضات عن إجبارهن على ممارسة الجنس مع الزبناء. ويُرغمن على «مراودة» أيٍّ كان، دون أي إجراءات وقائية. كما أنهن يتعرّضن لإجراءات رقابية شديدة مخافة الفرار من قبضة شبكات الدعارة. وعادة ما تتم مرافقتهن إلى الحمام الشعبي المجاور وسط «احترازات أمنية» جد متشددة من قِبل أعضاء ينتمون إلى شبكات الدعارة الشعبية في الحي. وكان الحي نفسه قد عاش، في دجنبر من سنة 2011، على وقع محاولة انتحار قاصر قالت إنه تم احتجازها في إحدى دُور الدعارة في الملاح لاستغلالها في ممارسة الجنس مع الزبناء. وتتحدّر هذه الفتاة القاصر من ضواحي مدينة فاس. وتم اعتقال عدد من أعضاء الشبكة المتهمة باحتجاز الفتاة القاصر، وجرّها إلى مستنقع الدعارة الشعبية، بينما أدخلت الفتاة لتلقي العلاجات من كسور تعرّضت لها جراء محاولة رمي نفسها من سطح الماخور الذي احتُجِزت فيه. وتجري في الآونة الأخيرة عمليات ترحيل لساكنة المنازل المُهدَّدة بالانهيار في حي «الأمل».. وقد استفادت عدد من الأسر من هذه العملية، لكن «خربا» تركتها معاول الهدم زادت من تأزم الوضع الأمني المختلّ في حي الملاح في المدينة العتيقة لصفرو. وتشير المصادر إلى أن السلطات وجدت صعوبات بالغة في ترحيل ممتهنات الدعارة من محلاتهن، ما زاد من تعقد وضعية ترحيل الأسر التي تقاسمه السكن في المنازل نفسها. وترفض السلطات الترحيل الجزئيّ للعائلات وتطالب بإخلاء المنازل كلها للاستفادة من التعويضات المادية أو من بقع أرضية، مقابل تشميع الدور في انتظار هدمها.